السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

أنا مؤيِّد للاعتصام – بقلم الكاتب م : ناصر آل عثمان العمري

أنا مؤيِّد للاعتصام – بقلم الكاتب م : ناصر آل عثمان العمري

 

(1)

حديثي في هذه الفقرات هو عن المدينة المحظوظة “بريده” لقد حَظِيَ أهلها بالكثير مما لم تحظى به بقيّة المناطق في المملكه, ولو ظُُلِم فيها واحد ففي غير بريده عشره مظلومين ومع ذلك يصمتون, ولو حاز عندكم “يا بريده” من الخير عشره, فقد خسر مائه في غير دياركم ومع ذلك يصبرون,,,, فـ فضلاً لا أمراً يا بريده ” لا تكفروا بنِعَمة الله ” وانظروا إلى غيركم لتعرفوا نعمة الله فتشكروها! ومصلحة الجماعة مُقدّمه على مصالح الأفراد إن أدركتموها.


(2)

يقولون: اعتصامٌ في بريده.. فقلت: بل شتاتُ كلمه.. أرض العُلماء وكبار المسؤولين والصفوة المنتجبه, والسابقون إلى   الوظائف, والحائزون على المناصب, ينتفضون تحت شِعاراتٍ زائفة, أفلا شكروا لأنعم الله وحمدوا الله عليها واهتدوا إلى الصواب! أفلا قام داعيةً منهم فوجههم إلى سجدةٍ في ظُلّمة الليل لذلك المعتقل بـ الهداية إن كان ضال أو بالفرج إن كان مظلوم؟! يا “بريده” نحن معكم على متن السفينة فلا تخرقوها وتنكروا فضلها عليكم “عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ”!.


(3)

إن مسؤولية كبار العلماء والدعاة والمصلحين في “بريده” أن يجعلوا المعتصمين يستشعرون أنهم “عُوْدَاً مِن عَرْضِ حزّمه” وشيئاً مِن أشياء, فلا تهلكوا أمةً لتنتصروا لنفس, والإصلاح لا يأتي بالتخريب وزعزعة الأمن ومعاونة المتربصين  ببلادنا, والنتيجة هي إهلاكُ حرّثٍ وتدميرُ نسل, وليست من العقلانية أو الحكمة أن تُحل مثل هذه القضايا بالصراخ على الأرصفة وتعطيل مصالح الأمة .


(4)

للمظلوم في جوف الليل سِهام, وليس لقضيته على الأرصِفةِ مكان, والمنتصر له حق الانتصار, ولكن له أبوابٌ يطرقها دون أن يلحق الضرر بالجماعةِ أو الأمة.. وله أن يتوجه إلى الثلث الأخير من الليل ليبتهل إلى الله في صلاح الراعي والرعية إن صَدَقت النوايا وصَلَحت, أما الخروج على ولي الأمر بهذه الطريقة تحت ذريعة الانتصار للحرائر والمظلومين فهذا سَفَهٌ غير محسوب النتائج, ونظرةٌ قاصره لا تدرك عواقبَ الأمور .


(5)

أنا مؤيّد للاعتصام بحبل الله المتين, مع الالتفاف حول الجماعة, مع التوحد في صفٍ واحد ضد الأعداء, مع الوقوف إلى جانب الحق والانتصار له بما يحقق مصالح الأمة, أما التشرذم والشِقاق وإحداث الصدع في صف الأمة فهذا خروجٌ عن النص البديع وإنصاتٌ إلى أبواق الفُرّقة والدُعاةِ إلى التخريب.


(6)

 يقول تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *