الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥ الموافق ٢٤ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

الشهامة في رجل … ‏أو الرجُل الشهم – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

الشهامة في رجل … ‏أو الرجُل الشهم – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري
 
‏في ليلة مُظلمة قفز شاب يتقد فتوة وتسلل لفتاة كان يرقبها يتيمة كسيرة تعيش فيما تبقى لها من بيت أبيها،، وحين غلبها على نفسها .. فَرَ هارباً وترك خلفه فعلتة الشنيعة.. ولأن الفتاة لا تملك من امرها إلا التسليم لله،، هرعت للقاضي في المركز المجاور فأمر بجلدها..
 
انجبت بنتاً ملامحها تخبر عن أبيها.. لا تحتاج إلى تحليل DNA ‏عاد الرجل الشهم من سفر بعيد، فإذا بالقصة تروى على اللسنة القوم على استحياء..
 
تفرس في المسألة فذهب لأم الفتاة وخطبها لنفسه.. وله من أرملته ولدين.. أما الأم فظلت كسيرة لا تكاد تتكلم ،لم يحمله هذا مع جموحه وقوته على الزواج من أخرى، بل أكمل دوره الشهم بمجرد أن بلغت هذه الفتاة مبلغ النساء حتى زوجها وزفها عروساً لابنه الأكبر، وألحقها به..
 
وذهب كثيرا للمحكمة مراجعاً حتى أثبت نسب الفتاة لأبيها.. وأصبح لديه أحفاد منها، يشبهون الملوك والنبلاء كيف لا وأمّهم نبيلة وجدهم شهم لا مثيل له..
 
‏هذه الحكاية وقعت في مجتمع مسلم، اطرقوا حين عرفوا الفصل الأول من القصة، وفي الفصل الثاني انبرى الرجل الشهم ليكتب درس للتأريخ أن الذكاء والحق حين يجتمعان يصنعان خيرية مباركة ويعيدان الحق لأهله، أما الفصل الأخير ، فقد وفىَّ الله للضعيف وجمّل الأحوال ،”واستوت على الجودي ، وقيل الحمدلله رب العالمين.”
 
‏قصة ليست بالبعيدة.. ‏البعيد أن المجتمعات لم تُعد تغض الطرف بل تتسابق أيها يقتل القيمة النافعة.. وتتسابق نحو أنانية مقيتة مفرطة، من يتزوج اليوم بامراة عادت من ساحة الجَلد ،!!!!!!
 

‏من يتزوج بامرأة خرجت للتو من السجن وابنتها بجانبها!!! – ‏كلما تذكرت هذه القصة يقف شعر رأسي، وقد أقفُ احتراماً لهذا النبل والعظمة التي لم أسمع في قصص التأريخ بمثل هذه الشهامة والقوة..

‏رحم الله الشهامة في جيلنا الحاضر فقد انتقلت إلى الموت خاصة في أمر الزواج وإقامة الأسرة ، وحفظ اللبنة الأولى للمجتمع ،

‏*اضاءة : ‏البصيرة والقوة في الحق تصنعان المستحيل .

‏دمتم بود

 
 
 
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *