الأحد ٧ ديسمبر ٢٠٢٥ الموافق ١٧ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

لماذا لم يعد الموت واعضاً ؟ – بقلم اللواء محمد حسن آل شفلوت العمري

لماذا لم يعد الموت واعضاً ؟ – بقلم اللواء محمد حسن آل شفلوت العمري

لم يعد وقع الموت في هذا الزمن يترك في النفس ما كان يتركه من قبل ليس لأن الموت فقد هيبته ولكن لأن قلوب بعض الناس امتلأت بانشغال لا يتوقف وضجيجاً لا يهدأ فلم يعد في الحياة مساحة للخلوة التي توقظ الروح ولا للهدوء الذي يجعل الإنسان يقف مع ذاته لحظة ويسأل إلى أين تمضي بي الأيام أصبح خبر الوفاة بالنسبة لكثيرين مجرد رسالة تصل في وسط الانشغال بالعمل وازدحام مشاغل الحياة جعل الرسالة او خبر الوفاة تمر سريعاً كما تمر مئات الرسائل والأخبار اليومية فلا يهتز القلب كما كان يهتز قديماً حين كان الناس يجتمعون ويتذكرون ويطيلون النظر في حقيقة الفناء.

اذكر وانا في العاشرة من عمري توفي أحد وجهاء قريتنا ورأيت الحُزن قد عم الرجال والنساء والكبير والصغير وكأنه خيم على قريتي غمامة سوداء استمرت لأشهر والى هذا اليوم لازلت اتذكر كأبة ذلك اليوم وحتى اليوم لم يمر عليه في حياتي شبيهاً لذلك اليوم… لذا أصبح عندي قناعةً ان الموت لم يعد واعضاً لبعض البشر ففي المقابر يتحادثون عن العقار والتجارة وفي العزاء يتبادلون المزح والابتسامات حتى من بعض اقارب الميت…

لكن اعتقد ان تكرار مشاهد الموت عبر الشاشات والحروب والحوادث جعل القلوب أقل حساسية .. واظن ان قلوب البشر حين تقسو تفقد قوتها على التذكر رغم أن كل جنازة هي كتاب مفتوح يقرأه من يريد أن يبصر الموت…

لم يصبح الموت غير واعظاً ولكن نحن الذين لم نعد نتوقف لنتعظ فالموت يقترب في كل لحظة ويأخذ منا الأحبة واحداً تلو الآخر ويقول لنا بصمت عميق أصلحوا ما بينكم وبين الله (وتهيؤوا) فالدور ( آت ) لا محالة … اللهم اجعل آخر أقوالنا شهادة ( ان لا إله إلا الله ).

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *