الأحد ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥ الموافق ٣ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

زيارة تاريخية ترسخ قيادة المملكة وتعيد رسم موازين الشرق الأوسط! – بقلم الكاتب ا. محمد آل مخزوم الغامدي

زيارة تاريخية ترسخ قيادة المملكة وتعيد رسم موازين الشرق الأوسط! – بقلم الكاتب ا. محمد آل مخزوم الغامدي

حظي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، باستقبال رسمي استثنائي خلال زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الاستقبال المهيب الذي قدّمته الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لم يكن مجرد مراسم بروتوكولية، بل رسالة واضحة تعبّر عن حجم التقدير الذي تحمله واشنطن للمملكة العربية السعودية ولدور سموه القيادي والحاسم في المنطقة.

لقد شكّل هذا الترحيب غير المسبوق صدى إيجابي واسع في العالمين العربي والإسلامي، حيث رأى الكثيرون فيه اعترافاً دولياً بمكانة المملكة كقوة إقليمية مؤثرة، وبدورها المتنامي في صياغة سياسات الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.

أظهرت الزيارة عمق العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن. فقد بحث الجانبان فرص التعاون المشترك في ملفات عديدة، أهمها الاستثمارات الضخمة، والتعاون الاقتصادي، وتفعيل الشراكات في مجالات التكنولوجيا والطاقة والدفاع. هذه الخطوات لم تكن ذات طابع ثنائي فحسب، بل تحمل تأثيراً مباشراً على استقرار المنطقة وازدهارها.

لم تقتصر محاور الزيارة على البعد الاقتصادي، بل شملت أيضاً ملفات سياسية مهمة، أبرزها القضية الفلسطينية ومسار حلّ الدولتين. وقد عكست الاجتماعات رغبة مشتركة في دعم مسار السلام وإيجاد حلول عادلة تعيد الاستقرار للمنطقة.

وأيضاً، كان الملف السوداني حاضراً ضمن النقاشات، في إطار حرص المملكة على دعم الحكومة السودانية والجيش السوداني لتجاوز التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار. ويعد هذا امتداداً للدور السعودي في دعم الدول العربية والإسلامية، وتعزيز الأمن الإقليمي.

إنّ الحفاوة الكبيرة التي أبدتها مختلف مؤسسات القيادة الأمريكية تجاه سمو ولي العهد تُعد دليلاً واضحاً على المكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة لدى الولايات المتحدة والغرب عموماً. وهي أيضاً تأكيد على أن المملكة أصبحت لاعباً رئيساً يقود المنطقة ويؤثر في قراراتها، ويسهم في حلّ أزماتها المتلاحقة.

لقد أعادت زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة رسم ملامح مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، وفتحت آفاقاً أوسع لدور سعودي محوري في الشرق الأوسط. وجاء الاستقبال المهيب ليجسّد ليس فقط تقديراً لقيادة سموه، بل اعترافاً عالمياً بمكانة المملكة ودورها الريادي في قيادة المنطقة نحو مستقبل أكثر استقراراً.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *