لم تعد الأسر تهتم بالطبخ المنزلي ورعاية الأسرة صحيا واجتماعيا وهذا أمر خطير يتهدد الأجيال الشابة، حتى أنهم لم يعودوا يهتمون بأكل البيت لأنهم لا يجدون صناعة الطعام في البيت، وبالتالي يصبح البيت للنوم فقط وبقيّة الأوقات في الأسواق والمقاهي والمطاعم والحدائق..
وانتهت لمّة الأسرة ومجلس العائلة وتفقد الأحوال والدراسة والعمل، وفقد رب الأسرة هيبته وفقدت الأم قدسيتها ومسؤوليتها حتى أصبح البيت خال من كل المشاعر الأسرية ومشاعر الأبوة والأمومة، وهذا يؤدي الى تفكك الأسر والمجتمع.
هناك ظاهرة بدأت تطفو على السطح وهي عزوف الشباب والشابات عن الزواج وهذا انعكاس للتخلي عن المطبخ وهو المصنع الرئيسي الذي تتخرج منه الزوجة والأم وربة البيت، وهذا يؤكد دور ربة البيت في بناء أسرة لها قيادة وربة بيت ومعلمة ومربية.
قال حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق
وهذ دليل على أهمية الأم في البيت وتربية النشْء وإعدادهم لخوض غمار المستقبل بكل تحدياته، وإن خدمة التوصيل من مطاعم لا تهتم بصحة المجتمع وخصوصا شباب المستقبل وهم مستهدفون لنبوغهم وتفوقهم في كل المناشط العلمية والتقنية والمهارة والابتكار وخصوصا أن أغلب المطاعم والكفيهات تديرها عمالة أجنبية، وربما تضعف الرقابة على بعض هذه المطاعم والكافيهات، ويكون المنتج ضرره أكثر من نفعه.
إن خدمة التوصل مظهر حضاري لكن جودة المنتج يحتاج الى مراقبة من قبل صحة المجتمع والبلديات، ولصحة المجتمع دور كبير في تفعيل دور الرقابة الصحية والنظافة، هناك مقولات تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك بعض المواد انتهت صلاحيتها والسؤال أين الرقيب؟
والهدف والمأمول بناء الأسرة المثالية لتي تعتني بأبنائها وبناتها ليتخرجوا من بيت العائلة لبناء أسرة جديدة وهم مزودين بالأسس التربوية لبناء جيل جديد يتعايش مع المجتمع بوعي ومسؤولية، ويتعامل مع النقلة الحضارية والتحول الاستراتيجي بكل مستجداته وتقنياته.
قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه.


التعليقات