الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥ الموافق ٩ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ

الذكاء الاصطناعي *AI* – بقلم أ. محمد بن فايز آل سالم الأسمري

الذكاء الاصطناعي *AI* – بقلم أ. محمد بن فايز آل سالم الأسمري

هل هو اقرب للنقمة من النعمة ؟! .. ما من مُكتَشَف جديــد إلا وله إيجابيــات وسلبيات. الذكاء الاصطناعي من العلوم الحديثــة والتقنيات الجديــدة، وهو مايعــرف بالانجليــزية اختصاراً “AI” أي Artificial Intelligence .

الذكاء الاصطناعي، وهذا علمٌ نشأ حديثاً من ضمن ثــورات التقنية الهائلـــة في مجــال علوم الكمبيوتر لحل المشكلات المعرفية المرتبطة غالباً باالذكاء البشري مثــل التعلــم والابــداع والتعــرف على العديــد من الصــور والبيانات الإستشعاريــة المُنشئَة لغــرض المراقبة والسجلات النظامية.

ومن الأنظمة التقنيــة الإستشعارية الجديــدة المرتبطــة بالذكــاء الاصطناعي ما تقــوم به بعض الدول المتقدمة، وروسيا على رأسها من نظام وتقنية “الهولوقرام”، وما تعكف عليــه الآن من إستحــضار للادوات او المــواد المنتهيــة أو للشخصيات التــي قـد فنيت وانتهت..

فتعيد تشكيلها مستعينة ببعض التقنيات الثورية الجديدة “كإشعــاع الهولوقرام” علــى صــورة خلــق أو أحياء وبإمكانــك التعامــل معها أو التحــدث معها عن طــريق التخزيــن الكمبيوتري ، وبصمــة الصــوت التي كانت قــد سُجِّلت من قبل ، وهــذا أمر في غايــة الخطورة والمهابة !! ، وأنا أسميه هنا :

التزوير التقني -إن جازت التسمية- لأن الشخــص الطبيعــي الحقيقي العادي لم يعــد بإستطاعته التمييز وسيختلط الحابل بالنابل !. (هـل تعلَم انه بإمكانك وعن طــريق هذه التقنية التحدث ومخاطبة والدك المتوفى منذ زمن وستراه ماثلاً امامك وتتحدث معه !! ) كل ذلك ستوجده هـذه التقنيــة والتي سيقــف الناس أمامها منــدهشون ومحتــارون ! أيصدقون أم يكذبون مايرونــه امامهم ، وحــولهم وهل هذا حلــم أم حقيقــة ؟!. إن هذه التقنيات الجديدة :– بصمة الصوت المسجلة – وتقنية الهولوقرام – والروبوتات البشرية

ستتجمع لتخلق وتوجد لنا جيلاً هلامياً وغيــر حقيقي في حقيقته، ولكنه مــوجود على الواقع كهيئة السحر أو العالم الخفــي فالحقائــق ستصبــح مزيفة ، وسيصبــح العــالم الحقيقي معظمه إن لم يكن كله وهمي وخيالي من خلال تحويره وتحويله !! إضافة لما سيتــم إدخالــه للخدمــة خــلال السنين القادمــة و مايسمــى بـ”Humanoid robots” “الروبوتات البشرية” التي ستقوم بالمهام البشرية البسيطة والمتوسطة دون المعقدة لخدمة البشرية نيابة عن البشر الحقيقيين..

وهو روبوت مستخدم ومكون من السليكون المطاوع و الــذي يتماهــى ويتماشى مــع حركات الانسان ومستقبلاته العصبية وحتى ربـما العاطفيــة !!، ولكــن العاطفة امــرها صعب فلن يستطيع التدخل التقني التحكم فيها إلا على نطاق ضيق ومحدود جــداً لأن امر العاطفة والإحساس مرتبط بالخالق سبحانه وتعالى ، وما اريد قوله :

اننا سنكون نحن البشر في دائرة الخطر المحدق بعد هذا التلاعــب المخيف بالخــلق !! فلربما سيتم القضاء تدريجياً علينا والاعتماد علــى هذه الروبوتات البشــرية المصنعـــة والتي ستقوم و تحل مكاننا وعندها تكــون الكارثــة ! وأنــا أرى تحليل وتفصيـــل حديث رسولنا عن الدجال حقيقياً حينما يدعي الدجــال بأن هذا البشر ( المخلَّــق والمصنَّــع ) يستطيع الدجال شطره لنصفين ليدعي القدرة الخارقة !!

والدجال بالطبع كاذب فما يتعامل معه هو هذا الكائن الهلامي المصنَّع من الشعاع الوهمي !! ،نحن نؤمن بالعلم والتقنية والمستجدات الحديثة ، ولكن الخوف كل الخوف انه يتم جمع هذا الكم الهائل من المعلومات عن الناس وشخصياتهم وعلى مر الزمن لربما يتكون مجموعة خارجة عن القانون تقوم بالمتاجرة والتلاعب بهذه المعلومات لخدمة أجندتها وتبتز الناس متى ما شاءت الإبتزاز ،

وهناك من سيتاجر بها ثم تنتقل للغير وهكذا، وإن من تسمــى الشــركات المعلــوماتية الرائدة فــي العالــم والتــي مــن ضمــن قادتـــها الخطيــــرين جداً “آيلــون ماســـك”، “ومايكروسوفت” سيكونون هم المستفيدون من هذا الكــم الهائل من المعلومات عــن البشر، والصور الشخصيــة، وتكون بأيــديهم ويكــون التحكــم في حياة وادمغــة الناس مرهوناً بهذه المعلومات ، وحينها تحل لعنة التقنية وقد عمت وما سلم منها احد !! .

طبعاً هذا لا يعني عدم الإستفادة من هذا التقنية ولكنها ستوقعنا في حرج وانعدام ثقة وتوازن ! وهذا مالا نرجوه . يجب أن نعلم كيف نتعامل معها وماهي إيجابياتها وسلبياتها وكيفية عملها لكي لانقع في الوهم والخديعة ونصبح ضحايا للجهل الذي لا يقبله ديننا الحنيف.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *