قبل عام 2015 لم تكن وسائل النقل بالسكك الحديدية في المملكة العربية السعودية خياراً شائعاً لدى أغلب المواطنين والمقيمين على الرغم من أهميتها في ربط المدن وتخفيف الزحام على الطرق فقد كان الاعتماد الأكبر على السيارات الخاصة والحافلات والطيران الداخلي بينما ظل القطار خياراً محدود الاستخدام لأسباب تتعلق بالبنية التحتية والخدمات والتجربة العامة للمسافر.
كانت خطوط السكك الحديدية قبل عام 2015 مقتصرة على مسارات محدودة مثل خط الرياض الدمام الذي أُنشئ في منتصف القرن الماضي وخط التعدين في الشمال وهذه الخطوط لم تكن كافية لتغطية احتياجات النقل بين المدن الكبرى أو ربط المناطق السياحية والاقتصادية مما جعل القطار وسيلة غير عملية في معظم الرحلات.
اعتقد ان السكك الحديدية عانت من ضعف في التجديد والتحديث لسنوات طويلة سواء في القطارات نفسها أو في المحطات والخدمات فالمسافر لم يكن يجد الراحة الكافية أو السرعة المطلوبة وكانت الرحلات تستغرق وقتاً طويلاً مقارنة بالسيارات والطيران ما جعل كثيرين يفضلون البدائل الأسرع والأكثر مرونة.
كما ان المجتمع السعودي قبل الرؤية كان يعتمد بشكل شبه كامل على السيارة الخاصة كرمز للحرية والاستقلالية ولم يكن هناك وعي كاف بفوائد النقل الجماعي من حيث تقليل التكاليف والانبعاثات المرورية إضافة إلى غياب التكامل بين وسائل النقل المختلفة مثل القطارات والحافلات والمترو.
كما انني اشك ان نظام السكك الحديدية لم يكن مجهزاً لدعم النقل التجاري أو السياحي بشكل واسع فالشحن يعتمد على الشاحنات والسياح لم يجدوا في القطار وسيلة مناسبة للتنقل بين المدن والمناطق السياحية كما أن غياب الربط المباشر بالمطارات أو الموانئ حد من جدواه الاقتصادية.
واخيراً .. لقد كانت رحلتي بالقطار من جدة إلى المدينة تجربة مميزة عكست مستوى التطور في منظومة النقل الحديثة. تمنيت أن تمتد شبكة السكك الحديدية لتشمل منطقة عسير والطائف والباحة وجازان ونجران كمطلب سياحي وللكثافة السكانية وحركة الاقتصاد الواعدة.


التعليقات