الحديث عن الثقافة أو الحياة الثقافية في أي زمان أو مكان موضوع كبير ومتشعب. والدارس لتاريخ وحضارة الأمم، والشعوب، والمجتمعات عبر أطوار التاريخ يجد أن الثقافة بجميع فروعها، وتقسيماتها، وخصائصها عُرفت، وظهر لها أسماء ومصطلحات.
وعامل الزمان والمكان من أكبر المؤثرات التي تشكل حياة ثقافية لها طابع ومواصفات ونشاطات محددة. وهناك عوامل أخرى عديدة تؤثر في بناء الثقافات، وتختلف من مكان وعصر لآخر، لكن الجوانب الدينية والعقائدية، والسياسية والعسكرية، والأحوال الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والفكرية، وكذلك الطبيعة الجغرافية والأحداث التاريخية، والظروف العامة والخاصة للأفراد، أو الأسر، أو حياة المدن، والأرياف والبوادي، أو الصلات الحضارية بين الناس في أي مكان، وفي أي عصر جميعها ذات أثر كبير على بناء ثقافات متنوعة.
شبه الجزيرة العربية جزء صغير من العالم البشري والجغرافي، وعاش فيها شعوب وحضارات متنوعة خلال العصور التاريخية المتعاقبة. وجميعهم لهم تراث حضاري وثقافي متعدد البيئات والظروف والأحداث. وبعد ظهور الإسلام في هذه البلاد العربية، جاءت التعاليم الإسلامية بالكثير من التوجيهات الربانية وسنة الرسول خاتم الأنبياء والمرسلين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، فرسمت الطريق لحياة ثقافية إسلامية لسكان الجزيرة العربية وغيرهم من المسلمين في الكرة الأرضية .
والباحث في مصادر التراث العربي والإسلامي، والمصادر الكلاسيكية الأجنبية وغيرها يجد الحراك الكبير الذي عاشه وتعامل معه أهل شبه الجزيرة العربية في أوطانهم الرئيسية أو خارجها منذ فجر الإسلام إلى وقتنا الحاضر. وكل الظروف والأنشطة التاريخية والحضارية التي عاصرها إنسان جزيرة العرب (ذكراً أو أنثى، صغيراً أو كبيراً، فقيراً أو غنياً، حاكما أو محكوماً) تُعد جزءاً من الثقافة المادية والمعنوية لهذه البلاد القديمة في تاريخها البشري، والرئيسية في نشأة الإسلام ثم انتشاره في أصقاع المعمورة.
مرت جنوب الجزيرة العربية بأزمنة تاريخية عربية إسلامية متعددة الأطوار، وعاصرت أنواع عديدة من الثقافات. وإذا ركزنا كلامنا على الأوطان التهامية والسروية، نجد أن التركيبة السكانية القبلية هي التي فرضت على جميع أفراد وشرائح وطبقات المجتمع الحياة الحضارية الثقافية المحلية.
فالحياة الاجتماعية من علاقات فردية وأسرية ومجتمعية، وعمارة وتشييد، وطعام وشراب، ولبس وزينة، وعادات وتقاليد، وفنون رياضية وشعبية، ولهجات، وأنشطة اقتصادية متنوعة، وصراعات وحروب، وذهاب وإياب داخل البلاد وخارجها. كل هذه المجالات واكبها حياة إنسانية ثقافية في القناعات، والممارسات، ومواجهة العقبات والمشكلات والتعامل معها حسب الظروف و الإمكانات.
وإن حصرنا حديثنا على القرن (13هـ/19م) والعقود الأولى من القرن (14هـ/20م). ودرسنا كل منطقة أو ناحية في السروات وتهامة وجدنا حراك ثقافي محلي يتفاوت في الحجم والقلة والكثرة من مكان لآخر. فالمدن الكبيرة، مثل: الطائف، وبلجرشي، والباحة ، وبيش، وصبيا، وجازان، ونجران وغيرها عاشت حياة شبه متحضرة في فنونها وتقاليدها وأعرافها وحراكها الحضاري والثقافي في مجالات عديدة. وربما وجود بعض الأنشطة السياسية والإدارية فيها أكثر من القرى والأرياف والبوادي، وحتى الأمكنة الأخيرة لا تخلو من نشاطات متباينة في الأداء والأثر والتأثير على الناس.
المؤرخون عادة يؤرخون للجانب السياسي والعسكري بشكل واسع، وتركز توثيقاتهم على علية القوم ورموزهم من الأعلام، أو الأسر، أو أصحاب القرار، ولا يذكرون أي شيء عن الطبقات الفقيرة والوسطى أو عامة الناس، ومن قراءتي عن مناطق ومدن وقرى عديدة في تهامة والسراة خلال القرنين الماضيين حتى أربعينيات القرن (14هـ/20م) وجدت الكثير من التفصيلات عن الصراعات والحروب السياسية والعسكرية التي عاشتها هذه البلاد .
وإذا تأملت التاريخ المكتوب أو المخطوط تجده لا يخلو من التاريخ الحضاري الثقافي السلبي والإيجابي. فجميع السكان لهم أنشطة متنوعة معرفية ومهنية وسلوكية وعادات وتقاليد وممارسات كثيرة يقومون بها ويتكيفون معها حسب ظروفهم وقدراتهم المادية والمعنوية. ولكل مهنة أو تقليد أو حرفة أو نشاط تراث ثقافي موروث أو مكتسب.
ما ربما يقول قائل إن الحياة الثقافية تدور فقط في فلك كل شيء له صلة بالقراءة والاطلاع وكسب الخبرات والمعارف من مصادر محلية أو خارجية. وهذا كلام صحيح، لكن التاريخ الثقافي لا يمكن حصره فقط في هذا الباب.
وقد جمعت بعض المادة العلمية المكتوبة والمروية عن حياة السرويين والتهاميين خلال الأربعين سنة الأولى من القرن (14هـ/19ــ20م)، فوجدت الكثير من الأنشطة الثقافية المحلية التي يمارسها الناس في منازلهم ومع أفراد قراهم وبواديهم ، وتاريخهم الاجتماعي، أو الاقتصادي من تجارات وزراعة وحرف ومهن تقليدية ورعي وصيد..
وكذلك حياة دينية ودعوية في صلاتهم وصيامهم وعباداتهم المتنوعة، وفي تعاونهم وتكافلهم وحروبهم وتقاربهم وتباعدهم، وممارسة فنونهم الطربية والرياضية، وفي حكمهم وأشعارهم وأمثالهم الشعبية، وطرائفهم وألغازهم وغيرها.
كانت أرض تهامة والسراة خلال العقود الأربعة الأولى من القرن الهجري الماضي تحت سيطرة قبائلها، والحكومة العثمانية تحكم أجزاء منها. ودارت حروب كثيرة في أرجاء البلاد، وما من شك أنه تزامن مع تلك الصراعات السياسية والعسكرية ثقافة مادية ومعنوية.
وهذا الموضوع حسب علمي لم يدرس، فكل الموثق والمكتوب يرصد شيئاً من الصدامات العسكرية وبعض الجوانب التاريخية الحضارية القليلة. آمل أن تدرس حياة الناس حضاريًّا وثقافيًّا في شتى الميادين. ومن يتولى ذلك بالبحث والدراسة والتحليل فسوف يجد مادة علمية جديدة في محتواها.
لقد كتبت ونشرت في دراساتي ومؤلفاتي المطبوعة والمنشورة إلى شذرات من الحياة العلمية والتعليمية في البلاد، ووجود العديد من المدارس والكتاتيب المتواضعة التي كانت مجتهدة في نشر الوعي والثقافة بين الناس، وأيضاً صلات الديار السروية والتهامية مع الحجاز واليمن..
وأحياناً بلاد نجد سياسيًّا وحضاريًّا، واجتماعيًّا، وتجاريًّا، وعلمياً وفكريًّا، وقد تولد عن ذلك تأثير وتأثر وتاريخ حضاريًّا وثقافيًّا. والصلات القديمة والمستمرة بين السرويين والتهاميين مع أرض الحرمين وبخاصة مكة المكرمة أثرت ثقافيًّا في حياة أهل تهامة والسراة.
(*) بعد دخول السراة وتهامة تحت حكم الدولة السعودية الحديثة(المملكة العربية السعودية) تغيرت أمور كثيرة نحو الأفضل. وإذا ركزت حديثي على الحياة الثقافية خلال المئة سنة الأخيرة ( 1346 – 1447 هـ / 1927 – 2025م) ، فإنني أوثق ذلك في نقاط رئيسية على النحو الآتي:
1- كان في البلاد أنشطة متنوعة قبل دخولها تحت نفوذ ابن سعود. لكن الدولة الحديثة حملت هم القضاء على الفوضى والاحتراب القبلي ، وإحلال السلام والأمن في ربوع البلاد، وكانت الجيوش السعودية والرجال الذين جاءوا برفقتهم لهم مهام وواجبات عديدة يسيرون عليها حسب القرارات والتوجيهات التي رسمها لهم الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود .
وقد حصل صدامات عسكرية عديدة بين الجيوش القادمة والسكان الأصليين، وكانت الغلبة للجيش السعودي، ثم انضم إليه الكثير من التهاميين والسرويين، وعملوا جميعاً على نبذ الفرقة، والتصدي للمتمردين والمعارضين الذين فضلوا استمرار سطوة القبائل وهيمنتها على البلاد والعباد.
وتزامن مع هذا التاريخ السياسي والعسكري ثقافات وحراك اجتماعي وحضاري نتج عنه العمل والاجتهاد على بناء مجتمعات تؤمن بالوحدة، والدفاع عن الدين والأرض والعرض، والوقوف في طريق من يسعى إلى دعم وتشجيع التفرقة والتمزق وفقدان القانون الرسمي الذي يحتكم إليه الناس.
2- لم يكن هناك ثقافة إدارية ومالية حديثة تخضع للوائح وقوانين ومراجعات عامة وعصرية. وبعد دخول السروات وتهامة تحت حكم الدولة السعودية الحديثة صار هناك مديريات وإدارات مالية وإدارية تحكم البلاد في كل مجال تخصصه . ولا أرغب أن أكتب عن التاريخ العملي والعلمي لهذه المؤسسات..
لكن أثرها الحضاري والثقافي أوجد تغيرات إيجابية في حياة الناس. وأصبح للدولة موظفون رسميون يمارسون أعمالهم الوظيفية تحت إشراف وخطط وتوجيهات حديثة. وأنشئت أراشيف ووثائق ومدونات حكومية ترصد سير واستمرار الأمور الإدارية والمالية في أرجاء البلاد السعودية.
3- إن تأسيس وتحديث وتطوير البلاد سياسيًّا وإداريًّا وماليًّا وأمنيًّا انعكس على حياة التهاميين والسرويين اجتماعيًّا واقتصاديًّا. ففي القرن (13هـ/18ــ19م)، والنصف الأول من القرن (14هـ/ 19ــ20م) كان هناك حياة اجتماعية واقتصادية، لكن تاريخ الناس ومعارفهم وثقافاتهم في هذه المجالات كانت بسيطة وبدائية، وذلك لظروف كثيرة يصعب شرحها في هذه السطور.
لكن عدم وجود سلطة سياسية وإدارية وأمنية عامة تعمل لمصلحة الأرض والناس بشكل شمولي، وتجتهد في خدمة جميع شرائح المجتمع وفق مناهج شرعية وعرفية تبني ولا تهدم، وتحارب الفوضى وشريعة الغاب، وتنشر الأمن والعدل، وتطبق الحدود الشرعية من خلال مؤسسات رسمية..
وتأخذ بأيدي البشر إلى النور والتنوير، والتآلف والتراحم ، والتعاون والتكاتف، وتتصدى لكل من يسعى في الأرض بالفساد، وعلى جميع المستويات العامة والخاصة، الفردية والأسرية والمجتمعية، والرسمية والأهلية.
وهذا الذي حصل مع نشأة وتأسيس وبناء المملكة العربية السعودية ، فلم يدخر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل (يرحمه الله) ورجال حكومته من بذل ما في وسعهم لبناء مجتمع سعودي عصري يخدم الدين ووحدة وعزة ومكانة الدولة الحديثة (المملكة العربية السعودية) .
وذلك التاريخ وتلك المنجزات عادت بالخير العميم على جميع طبقات المجتمع اجتماعيًّا واقتصاديًّا. وإن درسنا الفوائد الثقافية والمعرفية التي استفادت منها هذه القطاعات الحضارية فسوف نجد مادة علمية تاريخية حضارية كثيرة منتشرة في آلاف المدونات، والتقارير، والسجلات، والوثائق، والمذكرات بل سنجد الكثير من تاريخ الرواية الشفهية ( الشعرية والنثرية) التي تحتوي على ثقافات متنوعة في الحياتين الاقتصادية والاجتماعية خلال النصف الثاني من القرن الهجري الماضي.
4- أشرت في عدد من بحوثي المطبوعة والمنشورة إلى دور أهل الحجاز في خدمة أهل السروات وتهامة تنمويًّا وحضاريًّا خلال العقود الوسطى من القرن الهجري الماضي (1345ــ1385هـ/1926ــ1965م) . ومن أهم أعمالهم نشر الثقافة والعلم والمعرفة في مدارس وإدارات الدولة في جنوب المملكة العربية السعودية.
وكان أكثرهم على مستوى جيد من الوعي الثقافي، ومنهم من كان يجلب من مدن الحجازي الكبرى إلى حواضر السروات وتهامة مصادر ومراجع في علوم شتى، وآخرين يحرصون ويجتهدون على اقتناء وقراءة العديد من المجلات والجرائد السعودية والعربية، وبعض المسؤولين والأعلام الحجازيين يهدون الكتب الشرعية والعربية إلى بعض الوجهاء والمتعلمين في مناطق جنوب المملكة، مثل الأمراء، والقضاة والأعيان وغيرهم.
ويذكر بعض الرواة أن بعض الحجازيين في مناطق الطائف، والقنفذة ، وجازان ، وبلاد عسير تهامة وسراة كانوا يعقدون مجالس نقاشات وسمر في منازلهم ويدعون إليها بعض الأفراد والوجهاء، ويناقشون فيها موضوعات علمية وأدبية وحضارية متنوعة.
ويسجل الأستاذ محمد أحمد أنور لمحات من الحياة الثقافية في سروات عسير وبلاد غامد وزهران من الأربعينيات إلى ثمانينيات القرن (14هـ/20م)، ويشير إلى فضائل العديد من الحجازيين والنجديين الذين عرفهم وعاصرهم في النماص، وأبها، وخميس مشيط، وبلجرشي، والباحة وما قدموا من أعمال وأنشطة تنويرية وثقافية لأهل البلاد.
كما أشار إلى ضعف وضحالة الجانب المعرفي والثقافي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ثم التدرج والتطور المعرفي منذ بداية التعليم الحديث، وبعد استقدام الكثير من المتعاقدات والمتعاقدين الذين كانوا يصلون إلى الحجاز ويتزودون ببعض الأمتعة المادية والمعرفية، ثم يسافرون إلى أماكن عملهم في جنوب المملكة العربية السعودية ، ويبدأون ممارسة أعمالهم الوظيفية والتنويرية والتنموية في إداراتهم الرسمية ومجتمعاتهم المحلية.
5 – لو درسنا محاضن الحياة الثقافية في تهامة والسراة خلال النصف الثاني من القرن الهجري الماضي وجدنا أنها كانت في البداية قليلة، ومع فتح المدارس النظامية، والمؤسسات الحكومية كالمحاكم وفروعها، والمالية، والدعوة والإرشاد وغيرها من الإدارات المدنية والعسكرية أصبحت تنشط وتتزايد الأمكنة والأنشطة المعرفية والتثقيفية ومنها المكتبات العامة والخاصة.
وعموم السروات وتهامة عرفت المكتبات الخاصة منذ قرون عديدة، لكنها زادت وتنوعت منذ دخول البلاد تحت حكم المملكة العربية السعودية. وأصبح بعض موظفي الدولة الذين يأتون إلى مناطق جنوب المملكة يجلبون معهم الكثير من الكتب التراثية في علوم الشريعة، والأدب واللغة، والتاريخ وغيرها.
وغالباً كانت تطبع في بعض الدول العربية. وذكر لي أحد الرواة في بدايات العقد الثاني من هذا القرن (15هـ/20م) أسماء العديد من المصادر والمراجع التي كان يرى بعضها عند عدد من القضاة والمعلمين والوجهاء والأعيان وشيوخ القبائل في حواضر منطقتي عسير والباحة خلال العقود الوسطى من القرن الهجري الماضي. وقال أيضاً: « كنا نطلب بعض كتب التراث من مكتبات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وجميعها كانت تحقق وتطبع في مصر ولبنان».
ويؤكد راوية آخر على ما ذكره الراوية السابق، ويذكر أن بعض المعلمين في القرن الماضي ايضا كانوا يكتبون قائمة بأسماء بعض المصادر الإسلامية الشرعية واللغوية والتاريخية وغيرها، ثم يدفعونها إلى الطلاب الذين يرون عندهم رغبة في القراءة والاطلاع، ويحثونهم الحصول عليها من مكتبات تجارية في المدينة المنورة ومكة المكرمة، وللحصول عليها يقول:” كنا نرسل هذه القوائم مع المسافرين إلى مكة المكرمة لشرائها من مكتبة الثقافة، وكان لتلك المكتبة صيت وشهرة وملتقى النخبة من أدباء ومثقفي مكة “.
ومنذ السبعينيات ثم الثمانينيات في القرن (14هـ/20م) ومطلع هذا القرن (15هـ/20م) زادت المكتبات الخاصة، وظهرت المكتبات التجارية ومن أولها وأشهرها مكتبتا المعارف والمؤيد في الطائف، ومكتبات أخرى في جازان، وعسير، والباحة، وبيشة. وكانت تجلب محتوياتها من الكتب والأدوات الكتابية من مكتبات كبرى في جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتلك المكتبات الحجازية تتعامل تجاريًّا ومعرفيًّا مع مطابع ومكتبات عديدة خارج المملكة العربية السعودية.
( * ) نجد أوعية العلم والثقافة والمعرفة تتوفر وتنتشر في كل مكان خلال الخمسين عاماً الأخيرة (1396- 1447هـ/ 1976-2025 م) . والحديث عن هذا المجال يحتاج إلى مئات الصفحات حتى تظهر لنا صورة واضحة عن هذا الميدان ، وهذا أمر لا نستطيع إنجازه في المساحة المحدودة في هذه الورقات ، لكنني أشير إلى بنود رئيسية لعلها تكون خطوطاً عريضة يستفيد منها بعض الباحثات والباحثين في مشاريع علمية تفصيلية وجادة، وهي على النحو التالي:
أ – إن المكتبات العامة والخاصة، الحكومية والتجارية، الفردية أو الأسرية أو التخصصية وجدت في جميع مدن وحواضر وأرياف السروات وتهامة ( من مكة المكرمة والطائف الى عسير وجازان ونجران ) ، وقد تجولت في ربوع هذه البلاد خلال العقود الثلاثة الأولى من هذا القرن (15هـ/20ــ21م)، ودخلت وشاهدت عشرات المكتبات التجارية الموجودة في العديد من الأحياء والشوارع الرئيسية في المدن التهامية والسروية.
كما قرأت وسمعت ورأيت آلاف المكتبات المدرسية، والعامة، والجامعية والخاصة الأهلية في أنحاء جنوب المملكة العربية السعودية، وتتفاوت مقراتها ومرافقها المكانية، ومحتوياتها وموادها وإمكاناتها المعرفية. وكانت جميعها كتب ورقية إلى بداية الثلاثينيات من القرن الحالي..
وبعد دخول الإنترنت ظهرت المكتبات الرقمية، وبدأت المكتبات الورقية تتراجع أهميتها وصارت الكتب والمواد الثقافية والمعرفية الإلكترونية تنتشر بشكل واسع ، وتؤثر على الكتاب الورقي، ومازال هذا الانتشار يتطور بسرعة كبيرة، وقد نرى في المستقبل انعدام المكتبات والكتاب والأوعية الثقافية الورقية.
ب ـ إن الجرائد والمجلات التي تصل إلى أرض السراة وتهامة خلال النصف الثاني من القرن (14هـ/20م) قليلة جداً ومحدودة في أعدادها. وبعضها تأتي من خارج المملكة وغالباً من بلاد الشام ومصر. ومنها مجلات وجرائد وطنية مثل مجلة المنهل، ومجلة العرب ، وجريدة البلاد، وجريدة المدينة.
وكذلك جريدة أم القرى المتخصصة في المراسيم والقرارات الرسمية الحكومية والإعلانات، وجرائد عكاظ ، والرياض ، والجزيرة وجميعها في المنطقتين الغربية والوسطى. ثم جريدة الوطن في عسير. وتطورت أوعية الصحافة خلال هذا القرن (15هـ/ 20ـ21م)، وتنوعت الميادين الثقافية الورقية ..
وظهرت خلال العقدين الأخيرين (1425ــ1446 هـ /2004ــ2024م) الكثير من المجلات والصحف الرقمية. وجرى ويجري على الجرائد الورقية ما حصل للكتب الورقية. ونلحظ أن التقنية الحديثة جلبت الكثير من الفوائد والأضرار في شتى المجالات. والجانب الثقافي من أكثر الميادين التي استفادت وتأثرت بالتقنية وعالم الإنترنت.
ج ــ إن مهمة المدارس، والمعاهد، والكليات، والجامعات خدمة المسيرة العلمية والتعليمية في أي زمان ومكان. والعلم والتعليم أشمل من الثقافة ، والمثقف يجب أن يكون متعلماً. وأثناء سيري في بلدان السروات وتهامة خلال الخمسين سنة الماضية (1395ــ1446هـ/ 1975ــ2024م) رأيت المؤسسات التعليمية العامة والعالية، الرسمية والأهلية تؤدي أعمالها ضمن منظومات وخطط تعليمية وتدريبية واضحة ، ويشرف عليها أجهزة حكومية لها لوائح ونظم وقواعد وهياكل إدارية ومالية وتعليمية كثيرة ومتعددة.
وجميع المؤسسات التعليمية العامة والعالية لها أنشطة ثقافية وحضارية متنوعة. فالمدارس العامة للبنات والبنين تمارس أعمالاً لاصفية كثيرة ولها صلة بصقل المواهب وتنمية الثقافات. ففي السابق كان هناك مسابقات معرفية عديدة يشترك فيها الطالبات والطلاب..
مثل المجلات الحائطية، وقراءة بعض الكتب أو المجلات العلمية وعقد مسابقات علمية وثقافية ويحصل الطالب أو الطالبة على ثقافات أخرى عديدة من خلال المشاركات في الطابور الصباحي، والاشتراك في بعض الأنشطة الرياضية، والاجتماعية، والرحلات الطلابية، وفي فرق الكشافة .
هذا الذي عاصرته من نهاية القرن (14هـ/20م) إلى عشرينيات هذا القرن (15هـ/20م) ويوجد في كل إدارة تعليم ومدرسة وحدات أو أقسام تتابع وتشرف على الأنشطة الثقافية وغيرها. وبعد دخول الإنترنت والحاسب الآلي، وتوظيف التقنية في مجالات التعليم خلال العقدين الأخيرين (1425ــ1446 هـ/2004ــ2024م) توسعت قاعدة العلوم والثقافة التي عرفها وشاهدها الطالبات والطلاب ويتعلمون من خلالها الكثير من أنواع وألوان المعرفة والثقافة والتنوير والإبداع.
أما التعليم العالي والجامعي فذلك مجال واسع، وله جهود عظيمة في مجالات عديدة، ومنها الحياة الثقافية. ففي العقود الخمسة الأخيرة الماضية رأيت مئات الأقسام الأكاديمية، والكليات الأدبية والعلمية. والجامعات التهامية والسروية أسست ودعمت وطورت الكثير من الإدارات، والعمادات المساندة، والكليات التي تقوم على خدمة الطلاب وعضوات وأعضاء هيئة التدريس اجتماعيًّا، وثقافيًّا، ومعرفيًّا، ورياضيًّا.
ومن ينظر إلى تقارير مؤسسات التعليم الجامعي في جنوب المملكة العربية السعودية من مطلع هذا القرن (15هـ/20م) إلى الآن ( 1447هـ / 2025م ) فسوف يجد مليارات الريالات التي صرفت على الأنشطة الثقافية داخل الكليات والجامعات وخارجها. وسيطلع على مادة علمية كبيرة تعكس الأعمال والبرامج والتدريبات والمنجزات المعرفية والثقافية التي نُفذت خلال هذا القرن 15هـ / 20 -,21 م) .
د ــ رأيت آثار التعليم الرسمي العام والجامعي على حياة الناس(سراة وتهامة) ثقافيًّا ومعرفيًّا وتنويريّا. فمن خلال مدارس وكليات الجنوب السعودي تخرج الكثير من الخريجين (ذكور وإناث)، والتحقوا بإدارات وهيئات ومؤسسات الدولة المختلفة. ومنهم من عمل في مجالات مباشرة أو غير مباشرة لها صلة بالحياة الثقافية، وبعضها في القطاعات العسكرية، والأكثر في المؤسسات المدنية المختلفة.
وأصبح لأولئك جهود وبصمات واضحة وجلية من خلال إسهاماتهم المعرفية المتنوعة.ومن يزور أي جامعة، أو وزارة، أو هيئة، أو إدارة عامة في المملكة العربية السعودية فسوف يرى الكثير من بنات وأبناء الجنوب السعودي المشاركين في خدمة ورفعة وطنهم، ومنهم نسبة كبيرة لهم نتاج معرفي وآثار علمية ثقافية في إداراتهم ومجتمعاتهم الرسمية والشعبية.
(*) إذا درسنا جهود خريجي التعليم العام والعالي في خدمة أهلهم وبلادهم ( تهامة والسراة) علميًّا وثقافيًّا من تسعينيات القرن الماضي إلى الآن ( 1447هـ 2025م) فإننا نجد الكثير جداً من الآثار النافعة والإيجابية، ومنها:
1- نشر الوعي الثقافي بين أهلهم ومجتمعاتهم الخاصة والعامة، وصار التعليم والتنوير شيئاً أساسيًّا للأبناء والبنات. وذلك ناتج من حرص الدولة على نشر التعليم ومحاربة الأمية، ثم تخريج كوادر بشرية كثيرة تخدم نفسها أولاً، وتؤثر على من حولها من الأقارب والأصدقاء وأبناء وبنات ونساء ورجال القرى والمدن والأرياف في أنحاء البلاد.
2- صار هناك الكثير من مخرجات التعليم الذين انخرطوا في الوظائف الحكومية المتنوعة. ومنهم نسب كبيرة عملوا في أعمال معرفية ودعوية وتعليمية وثقافية، وكرسوا حياتهم في خدمة بلادهم من خلال وظائفهم وتخصصاتهم الجامعية..
وشاهدت خلال هذا القرن (15هـ / 20 – 21 م) مئات الأفراد الذين ساهموا في أعمال صحفية كثيرة ومعظمها محلية، ومنهم من امتدت آثارهم إلى المشاركة في أوعية صحفية إقليمية وعالمية. والباحث اليوم في عالم الصحافة الداخلية والخارجية يجد بعض التهاميين والسرويين (ذكوراً وإناثاً) لهم مشاركات معرفية وثقافية وصحفية ورقية ورقمية متعددة في موضوعاتها ومجالاتها وعناوينها.
3- عاصرت كليات وجامعات السروات وتهامة خلال هذا القرن الحالي وحصرت مئات الأساتذة والباحثين ( سعوديين وغير سعوديين ) أنجزوا بحوثاً كثيرة أدبية وعلمية في مجالات وعناوين وموضوعات متنوعة لها صلة بأرض وسكان السروات وتهامة. وبعض هذه الأعمال توثق جزئيات كثيرة من تاريخ وتراث وحضارة وثقافة المجتمعات المحلية.
وسمعت وشاهدت أعلاماً كثيرين شاركوا في ندوات ومؤتمرات، وقدموا أوراقاً ومحاضرات علمية وثقافية كثيرة. ويوجد في أنحاء البلاد بعض المحاضن الثقافية الحديثة والمعاصرة المحلية، مثل: (أ) الأندية الأدبية والرياضية. (ب) جمعيات الثقافة والفنون. (ج) جمعيات اجتماعية وخيرية ومجتمعية متعددة الأهداف والاهتمامات لخدمة الناس. (د) ديوانيات أو لقاءات أو تجمعات ثقافية عامة وخاصة . (هـ) دورات ولقاءات تدريبية وتعليمية وصحية وتقنية وسياحية وغيرها. (و) تم افتتاح، خلال السنوات القليلة الأخيرة العديد من المقاهي أو بيوت الأدب والمعرفة الثقافية في بعض حواضر ومدن تهامة والسروات .
وجميع هذه القطاعات المعرفية مليئة بالمشاركات المعرفية، والعلمية، والثقافية. وقد بحثت في فهارس المكتبات الورقية والرقمية لعلي أجد بحوثاً ونتاجاً معرفيًّا موثق عنها، لكنني لم أعثر على شيء من ذلك. وأقول إن دراسة كل محور أو مجال يستحق أن تكتب مسيرته وآثاره التاريخية والحضارية خلال العصر الحديث والمعاصر.
4- إذا سعينا إلى معرفة دور أعلام وأقسام العلوم الشرعية، والأدبية، واللغوية، والتاريخية، والجغرافية، والتربوية، والعلمية البحتة( أحياء، وكيمياء، وفيزياء، ورياضيات، وطب، وصيدلة، وهندسة، وحاسب آلي، ومحاسبة، وإدارة ، وتمريض، وتقنية، وغيرها)، وما قدمته لأهل السروات وتهامة من تسعينيات القرن الماضي إلى الآن( 1447هـ/ 2025م)، فإننا سنجد جهوداً وآثاراً كبيرة جداً توثق في عشرات الكتب ومئات الدراسات.
وإن توقفنا مع كل قسم أكاديمي، ودرسنا جهوده، وأساتذته ،ومخرجاته البشرية والعلمية والحضارية، وآثار ذلك على حياة الناس معرفيًّا وثقافيًّا، فسنجد نتائج إيجابية كثيرة امتدت آثارها إلى قطاعات حكومية وأهلية، وشرائح بشرية متعددة في أنحاء المملكة العربية السعودية. ومناطق السروات وتهامة فازت بالنصيب الأوفر من هذه المعاقل العلمية وخريجيها من النساء والرجال.
5- إن الحديث عن التقنية والحياة الإلكترونية يحتاج آلاف الصفحات .وإذا كان الراديو، واللاسلكي، والمبرقات، والهاتف، والراي ( التلفاز) ، والطابعة التقليدية، وغيرها من الأدوات والآلات الميكانيكية والكهربائي والفنية قد وصلت إلى مدن ومناطق عديدة في تهامة والسراة من خمسينيات القرن (14هـ/20م)..
ثم زادت وتعددت وتنوعت خلال النصف الثاني من القرن الماضي (1350ــ1400هـ/ 1931ــ1980م)، والعقدين الأولين من هذا القرن (1401ــ1420هـ/1981ــ1999م)، واكتسب الناس من خلالها ثقافات ومعارف ومعلومات وتجارب وخبرات كثيرة أفادتهم في حياتهم العامة والخاصة.
(*) وأثناء العشرين سنة الأخيرة (1425ــ1446 هـ /2004ــ2024م)، وصلت خدمات الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) بشكل عملي إلى أرض تهامة والسراة، ثم تطورت في أجهزتها وتقنياتها وتوظيفها بشكل منقطع النظير. والكتابة عن تاريخ بداياتها ثم توسع أثرها ونطاق استخدامها يحتاج إلى مئات الصفحات، وهذا العمل خارج خطة هذه المقال ، فقط سوف أشير باختصار إلى الشبكة الرقمية وصلتها بالحياة الثقافية، وأذكر ذلك في عدة بنود على النحو الآتي:
أ – الأجهزة التقنية، ووسائل التواصل المستخدمة رقميًّا بدأت عند السرويين والتهاميين قليلة في عشرينيات هذا القرن (15هـ/20م) ثم زادت وتكاثرت خلال العقدين الأخيرين (1425ــ1446 هـ/2004ــ2024م) حتى أصبح معظم أفراد المجتمع صغاراً وكباراً ، ذكوراً وإناثاً، فقراء وأغنياء، سعوديين وغير سعوديين يستخدمون الكثير من وسائل التواصل المنتشرة في أرجاء الكرة الأرضية .وصاروا يشاهدون ويسمعون ويشاركون ، ويؤثرون ويتأثرون بالكثير من الثقافات المادية والمعنوية المحلية ، والإقليمية، والعالمية.
ب – لم تعد الحياة السكانية معرفيًّا وثقافيًّا وحضاريًّا محصورة في إطار زمني ومكاني محددين، كما كانت مع وسائل التواصل الثقافية والاجتماعية والحضارية القديمة حتى بدايات هذا القرن (15هـ/20م)، بل صار الفضاء مفتوحاً بين قارات العالم، ودخلت التقنيات الرقمية بشكل كبير في جميع مفاصل الحياة الخاصة والعامة، وأصبح الفرد ( ذكر وأنثى) يستطيع أن يرى ويطلع على أي ثقافة مادي ومعنوية في أي مكان من العالم.
وتولد عن ذلك الكثير من الفوائد التي استخدمها الإنسان في أمور كثيرة من حياته، لكنه أيضاً نتج عنها أضرار وسلبيات كثيرة جداً في حياة البشرية، ومنها: الدينية والأخلاقية، والاجتماعية، والصحية والنفسية والفكرية، والمبادئ والقيم والأعراف والتقاليد وغيرها.
ج – اجتهدت في القراءة، والسماع، والمشاهدة والسؤال عن دور وسائل التواصل الاجتماعي عند السرويين والتهاميين خلال العشرين سنة الأخيرة. ورأيتها منتشرة عند الناس انتشار النار في الهشيم، وشاهدت جميع البشر بجميع شرائحهم لا ينفكون ولا يستغنون عن استخدام أجهزة وسائل التواصل الرقمية المختلفة..
وأكثرها استخداماً أجهزة الجوالات (النقالات) التي من خلالها يستطيع الفرد ( ذكراً أو أنثى) أن يرى ويشاهد ويسمع أو يقرأ أي شيء يطلبه أو يبحث عنه رقميًّا سواء كان كتابة، أو صوتاً، أو بالصورة أو أي طريقة يسعى من خلالها الوصول إلى هدفه وما يريد معرفته. وكل هذه المعلومات والمعارف جزء من الحياة الثقافية بصرف النظر عن نوعها، ولغاتها، وخلفياتها التاريخية والحضارية ، ومكانها، وآثارها.
د – أصبح نقل أي فكر أو معلومة أو ثقافة سهل جداً، وصار الناس يستخدمون الإنترنت ويوظفون وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من أمور حياتهم اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية. وأي فرد أو جماعة أو شرائح بشرية متنوعة يقدرون الاجتماع في رابط أو أيقونة معلوماتية ويتواصلون فيما بينهم، ويتبادلون ويتناقلون الكثير من المعارف والأخبار المحلية والإقليمية والعالمية.
وقضيت حوالي أربعة شهور أتابع وأطلع على عشرات المواقع والمجموعات الرقمية عند شرائح وطبقات ومجموعات عديدة في مناطق الطائف، والباحة ، وأبها ، وخميس مشيط ، وبيشة ، ومحايل عسير ، والقنفذة ، والدرب ، وصبيا ، وجازان ، وأبو عريش ، ونجران، ووجدت الكم والزخم الهائل الذي يرسله ويتناقله الناس من هذه المجموعات الفضائية. ولاحظت فيها الكثير من الغث والسمين، والحسن والسيء، والجيد والرديء، والمفيد وغير المفيد، واجتمع الناس في عالم كبير ومتشعب من الثقافات ذات الأهداف، والمؤثرات، والنتائج، والانتشار اللامحدود.
بل إن الكثير من البشر يقضي الساعات الطويلة يومياً يرى ويسمع ويتأثر بهذه المعارف المتفاوتة في كمها وكيفها، وفي أثرها وتأثيرها. ومن يطلق العنان لنفسه ويطلع على روابط ومواقع رقمية على شبكة الإنترنت فإنه يدخل في عالم من التيه والضياع، ويصاب البعض بالذهول وعدم الاتزان في الحياة.
وكذلك ضياع الوقت وربما القيم والمبادئ والدين والأخلاق التي نادى بها الإسلام، ونص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، وما وثقه علماء المسلمين وفقهائهم وأهل الحكمة والرأي السديد. وربما يتهمني بعض القراء، أو الأفراد، أو الجماعات بالمبالغة في توثيقاتي، ويقولون أن هناك الكثير من الإيجابيات التي تعود على الناس بالخير من خلال استخداماتهم المتعددة لوسائل التواصل والإنترنت.
وأقول: إن كلام من يدعي هذا القول صحيح، ومن يسخر وسائل التواصل لكل معرفة أو معلومة أو ثقافة أو قيمة أو مبدأ إيجابي فسوف يجد بغيته ومراده. لكن الكثير من الناس وبخاصة أجيال الشباب من الذكور والإناث قد لا يسعون إلى البحث عن كل عمل إيجابي يبني ولا يهدم، وربما سخروا هذه التقنية والوسيلة في معرفة وثقافة تهدم المروءات والقيم والدين والأدب والأخلاق.
ومن المؤسف أن الذي صمم ووضع هذه الوسائل التقنية لهم تاريخ عدائي طويل في محاربة الإسلام والمسلمين. واجتهدوا في غزوهم بالأفكار السامة والهدامة لحضارتهم ودينهم وقيمهم. ومازالوا حتى اليوم يسعون إلى محاربة المسلمين من خلال هذه الطرق والأدوات التقنية الرقمية المتنوعة… وصل الله وسلم على رسول الله .












التعليقات