الخميس ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥ الموافق ٩ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ

ربيع مقيم وثلاثاء أخضر متشح بالوطن – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

ربيع مقيم وثلاثاء أخضر متشح بالوطن – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري
 

“حكمتَ، عدلتَ، أمنتَ، فنمتَ”
والحق ما شهدت به الأعداء… كانت هذه المقولة في أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-في القصة المعروفة.

ولعل الزمان قد استدار، ووفق الله أسرة آل سعود في دولها الثلاث لتوطد للعلم والإنجاز والإبداع، فتكون هذه البلاد منارة للخير في زمن الغربة؛
حين كانت منارةً للدين الحق في زمن غربة الدين،
وكانت منارةً للأخلاق والقيم في زمن ضياع القيم والأخلاق وطغيان الماديات،
ومنارةً للوحدة واللحمة الوطنية واجتماع الكلمة في زمن يتصارع فيه الكُفء وغير الكُفء على الرئاسة والسيادة،
ومنارةً للاستقرار في حين كانت الأرض من حولنا تهتز وترتعد من شؤم الخلافات والتسابق على الفوز بأكبر لقمة، تلك اللقمة التي كادت أن تهلك الجميع.

كانت بلادي غير ذلك، وقبل ذلك، وأعلى من ذلك.

الكوريون يعشقون كوريتهم، والروس يعشقون روسيتهم، والأمريكيون يعشقون أمريكيتهم، وكلٌّ يعشق أرضه وبلاده وأهله وعشيرته ووطنه، ونحن أحق أن يُقتدى بنا،
وأحق من يعشق أرضه مرات ومرات وأضعاف ذلك.

ففي هذه البلاد والأرض — المملكة العربية السعودية —
مهبط الوحي،
مهبط الوحي بلادي… أفتديها بفؤادي.

في هذه الأرض، المملكة العربية السعودية،
كعبة الدنيا وقبلتها وأساسها وقطبها الوسط.
قال تعالى:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ۖ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
في هذه الأرض، المملكة العربية السعودية،
وُلِد الهدى، والكائنات ضياء،
وفم الزمان تبسُّم وثناء.
مُهاجر محمد صلى اللـه عليه وسلم
بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ.
مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدِ

في هذه الأرض كان آدم وحواء، أب البشرية وأمها، حين يدّعي كلٌّ أقدميته وأصالته.

في هذه الأرض كانت اللغة العربية الفصحى، لغة القرآن الكريم (بلسانٍ عربيٍّ مبين)،
لغة أُقيمت لها أسواق التباري، وعلّقت منها المعلقات على الكعبة عشرًا، نافس بها أصحابها أممًا أخرى كان لهم كتب سماوية وصحف وزبور.
فكان للعرب الشعر والحكمة والبيان، وصدق اللسان، ونقاء الجَنان، لجمال طبائعهم وصفاء سرائرهم وأخلاقهم الحسنة.
قال ﷺ: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق.”

إنها دولة ابن سعود اليوم، جمعت كل ذلك.
فحين أعلن الملك عبدالعزيز — رحمه الله — توحيدها، فإنه قبل الإعلان استغرق أربعين عامًا من الجهاد والسياسة والمد والجزر ليقيم هذا الصرح والمجد والحضارة.
قال يومًا — رحمه الله —: “سأجعل منكم شعبًا عظيمًا.”
وها نحن كذلك، عظماء:
قوم عظماء ككعبتهم… تلك المحفوفة بالدعوات.
افخروا بأنفسكم ووطنكم وإنجازاتكم؛ فقد كان الشعب وقادته يدًا واحدة في البناء والتعمير والعطاء.
واليوم، في العام الخامس والتسعين، يحتفل الوطن وحكومته وشعبه بالأمن والإستقرار والإزدهار والرخاء، ويستذكر العظماء من الذين جاهدوا وتعلموا وعلّموا وتغربوا ليبنوا ويمهّدوا الطريق لنا وللأجيال القادمة.
اطرب يا موطنا وعيد… والعب عرضتك المعتادة
نِعَمٌ متزاحمة تدوم بالحمد وتزيد بالشكر.

وهكذا تم البناء، وثبتت الأركان، وابتسمت الأرض، فاخضرّت وأزهرت وأنبتت من كل زهر بهيج.
خيرات بعضها من بعض، وأصحاب الأرض طبائعهم الطيب والخير والجود والنجدة والشجاعة.
“عزّنا بطبعنا”، كذلك كانت أرضنا وبلادنا في زمن الغربة والضبابية وطغيان المادية.

نحن من يصنع الفرق والفارق، نحن البصمة الخيّرة.
ورغم تزاحم النعم ورفاهية المعيشة، نحن — ولله الحمد والمنة — أيقونة الخير والحق والسلام والقيم، ونصرة الضعيف والمظلوم، دون تهوّر يُفسد ما أُنجز، ودون تكبّر يمحق بركة الإزدهار.
ولا يزال فينا — ولله الحمد — الصالحون والمصلحون.

وعِزّ يا مال العز، يا السعودية.

شذرة:
“يا الله، لاتُفرح علينا الشامتين،
وانك تخطف الشوف من عين الحسد.”

ومضة:
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا).

وكل عام وأنتم بخير،
وكل عام وأنت يا وطني بخير،
وإلى العلياء، وإلى الجوزاء، ونجوم السماء…
وسارعي للمجد.

دمتم بخير.

 
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *