الوقفة الأولى: حديث المجالس يديره الشعراء بكل أطيافهم، ويدور شعرهم في مدح الضيف والمضيف، ويتنافسون أيهم يبتكر عبارات لم تستخدم من قبل في المدح والثناء، وأصبح حاتم طي أيقونة الشعراء التي يضربها المثل في الجود والكرم، وما يهمني في هذا الوقفة أن أغلب المجالس تخلو من الذكر والمواعظ التي تحث على احترام النعم والأمن الوارف الذي يعيشه الوطن، ونبذ العصبية واحترام حق الجوار وصلة الارحام، وظاهرة القطيعة بين الأخوة والأقارب والتي بدأت تجتاح المجتمع، ومن أهم أسبابها المواريث وظلم الأخوة للأخوات، والافتقار للتناصح في المجالس والإصلاح بين الناس كما ورد في القرآن الكريم، أتمنى أن تكون مجالسنا واحة محبة، و أن يستفاد من الرواة وكبار السن لاستعادة جزء من الماضي الجميل، والتاريخ الذي يحمل في طياته عبق الماضي، واستلهام القيم والمثل والحكم من الأسلاف الذين قضوا الى الرفيق الأعلى في أمن وسلام.
الوقفة الثانية: مع جامعاتنا المباركة والتي ينطلق منها عبق العلوم والمعارف والثقافات ونشر الوعي وتعميق روح الانتماء للوطن، ولكن يبدو أنها بدأت تنشر ثقافتها وعلومها داخل أسوارها، والسؤال الذي يطرح نفسه أين تأثيرها المباشر على محيطها ومحافظاتها؟ أين الندوات والملتقيات والمحاضرات التي تقام في المدارس والنوادي الأدبية والرياضية، والمسابقات في الثقافات المختلفة لاكتشاف المواهب الشابة في كل المجالات العلمية والبحثية والفكرية والثقافية، وتوجيه الشباب لإيجاد فرص العمل في القطاع الحكومي والقطاع الخاص ونشر الوعي في القطاع الخاص لاستقطاب الشباب وتطوير مهاراتهم وإحلالهم محل العمالة الوافدة. دور الجامعات لا يقتصر على المطبوعات الورقية التي بيد الطلبة ولكن من خلال استقطاب العلماء والمفكرين والكتاب من خارج الجامعة وتقديم رؤاهم لاستشراف المستقبل ومتطلباته من اختيار التخصصات التي يحتاجها الوطن للبناء والتنمية والتطور.
الوقفة الثالثة: السمنة وخطورتها على المجتمع بكل أطيافه، في مقابلة مع الكاتب منصور الضبعان في قناة روتانا الخليجية والذي يقدم مقترح يستحق الاهتمام والدراسة، ومضمونه أنه يتوجب اشتراط الوزن المثالي ليكون شرط أساسي للقبول في الجامعات وفي الوظائف الحكومية والقطاع الخاص والترقيات لدعم جودة الحياة وفقا لرؤية 2030 ولإيجاد جيل يستطيع ممارسة دوره بحيوية ونشاط، والحد من السمنة التي بلغت نسبتها في المملكة العربية السعودية تقترب من 48% من السكان , 24% من النساء، والشعوب العربية تعاني من السمنة تتقدمها مصر بنسبة 59% ، تليها قطر بنسبة 52% ، الكويت بنسبة تزيد عن 49% ،وكذلك العراق 49%. السمنة تقتل 3 ملايين شخص سنويا حول العالم تقريبا… إن موضوع السمنة يستحق الاهتمام وهو مطروح للدراسة من قبل الجهات المعنية، ويعتبر من مخرجات استراتيجية التحول المباركة، وما قدّمه الأستاذ الضبعان في موضع السمنة تذكير وتحريك للمياه الراكدة وقد أثار هذا الموضوع جدلا واسعا. كل المؤشرات ترحب بالجهود المخلصة لإخراج هذا النظام الوظيفي من الدراسة الى التطبيق الفعلي لتتحقق جودة الحياة للمواطن ليكون الشعب السعودي أكثر رشاقة وأكثر حيوية وجاهزية لمواكبة استراتيجية التحول المباركة التي أبهرت العالم.
قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا، وأرضا وفضاء وبحرا من كل سوء ومكروه.
التعليقات