كان للعرب في شبه الجزيرة العربية فنون وتراث محلي قبل الإسلام وبعده. ومن يطّلع على بعض الرسومات والنقوش الصخرية يرى الكثير من الأشكال التي تعكس نماذج من فنون الناس الشعبية الفنية والغنائية خلال العصور القديمة . ونجد الكثير من كتب التراث الإسلامي تحتوي على مواد علمية لها صلة بالفنون التراثية، وتذكر شيئاً من أسمائها وممارستها، وللعلماء والفقهاء ورجال الأدب والتاريخ توثيقات متنوعة عن أنواع من الفنون المادية والمعنوية. ويوجد مؤلفون قديماً وحديثاً خصصوا صفحات أو فصول أو دراسات كاملة لجوانب تراثية وفنون أدبية وشعبية عديدة.
والعلماء والمؤرخون الأوائل يكتبون في كل الموضوعات، والتراث أو الفن جزء مهم من تاريخ وحضارة الناس قديماً وحديثاً، لكن في العصور الإسلامية المبكرة والوسيطة لا نجد التصنيفات العلمية والمعرفية التي نشاهدها اليوم. وظهور المسميات والاصطلاحات العلمية واللغوية للتراث والفنون الشعبية حديثة، وقد بدأت في القرن (13هـ/19م) وبخاصة في بعض البلدان والمؤسسات الثقافية والمعرفية الأوربية، ثم تطورت حتى صار لها نقابات وجمعيات، وأقسام وكليات علمية، وانتشرت إلى قارات وبلدان عديدة في العالم، وأصبحت في الوقت الحاضر مجالات حضارية تنموية ضمن هياكل وخطط الكثير من الوزارات والهيئات والجامعات والمدارس وغيرها.
التراث الثــقــافي في أي مــكان، متـعدد الجــوانب، ويُــعــرف الــــــتراث الشــعـــبي في اللــــغــة الإنجــلـيزية بـــــاســـــم (Folklore)، ويتكون من شقين (FOLK)أي شعب، أو قوم، أو جماعة من الناس. و(Lore)لفيف من العادات، والتقاليد، والألعاب، والأدب الشعبي، بالإضافة إلى بعض الموروثات المادية كالأدوات المنزلية، والزراعية، والرعي، والصيد وغيرها. ومنظمة اليونسكو (UNESCO)(منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إحدى المؤسسات العالمية التي تسعى إلى إرساء السلام من خلال التعاون الدولي في مجال التربية والعلوم والثقافة، والتراث جزء مهم من حياة الشعوب المعرفية والاجتماعية والحضارية.
نجد بعض المؤسسات الثقافية والبحوث العلمية تقسم الفن إلى أقسام عديدة، مثل: (1) النحت والعمارة. (2) الرسم والزخرفة. (3) التمثيل والرقص. (4) الموسيقى التعبيرية أو الوصفية. (5) الألعاب والرقص.(6) الأدب كالشعر، والغناء، والطرب وغيره.(7) الأعمال المسرحية أو السينمائية . ثم ظهرت مؤخراً تقسيمات أخرى لخصت الفن في ثلاثة أقسام رئيسية ، وهي :
1 – الفنون التشكيلية: الرسم، والتصوير، والخط، والتصميم، وفن العمارة، والنحت، والفنون التطبيقية، والأضواء.
2 – الفن الصوتي: الموسيقى، والغناء، وعالم السينما والمسرح، والإعلان، والشعر والأناشيد، والقصص والحكايات.
3- الفن الحركي: الرقص، السيرك والألعاب العادية والسحرية، وبعض الأنشطة الرياضية، والحركات البهلوانية والمزاح والنكات (الطرفة) وغيرها .
مع ظهور الإنترنت، وانفتاح الفضاء، وظهور الذكاء الاصطناعي، أصبحنا نشاهد الكثير من العلوم والمعارف والأنشطة الاجتماعية الحديثة والمتنوعة .والتراث والفنون الشعبية من المجالات الكبيرة التي تحظى بالعديد من الإبداعات والابتكارات والأعمال التراثية المادية والمعنوية المحلية والإقليمية والعالمية.
توثيق تاريخ الموروث أو الفن الشعبي المحلي في تهامة والسراة خلال القرن الهجري الماضي، وهذا القرن (15هـ/20ــ21م) يحتاج إلى مئات الصفحات، وإذا كان هناك دراسات في هذا الميدان، فمازالت دون المأمول، وأكثر مادة هذا المجال روايات، وأقوال شفهية، أو نشاطات طربية غنائية تؤدى في المهرجانات والاحتفالات الوطنية، وإذا كان هناك بعض المؤسسات المعرفية أو التدريبية أو الفنية أو التقنية التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالتراث الشعبي في المملكة العربية السعودية، فهي الأخرى محدودة الأعمال والتأثير وبخاصة في مجال الدراسات والتوثيق.
(*) في الصفحات التالية أرصد مقتطفات من مسيرة التراث أو الفن الشعبي الطربي في مناطق جنوب المملكة العربية السعودية، من جنوب مكة والطائف إلى منطقتي جازان ونجران، وهي على النحو الآتي:
أ ـ إذا بحثنا في تاريخ السروات وتهامة الاجتماعي والحضاري خلال العصر الحديث نجد بعض الكتب والأبحاث والرسائل الجامعية التي أرخت سياسيًّا وعسكريًّا لهذه البلاد خلال القرنين (13ــ14هـ/ 19ــ20م)، وفي هذه المصادر والمراجع توثيقات وإشارات مختصرة عن حياة الناس الاجتماعية كالعادات والتقاليد وغيرها، لكن الفنون الشعبية الحركية الطربية كالرقص، والأغاني، والأناشيد، والأشعار، والأهازيج وما شابهها غير موثقة بشكل كافي، لكنها موجودة ومتعارف عليها وممارسة بين الناس بشكل واسع، والكثير من تاريخها ومادتها العلمية تتناقله المجتمعات والأفراد شفهياً في مجالسهم، ولقاءاتهم العامة والخاصة. وإذا فتشنا في الوثائق القبلية المحلية فإننا نجد مادة تساعد في رصد صفحات من تاريخ هذا الجانب الإنساني الحضاري. ولا تخلو بعض خطب الجمعة، وخطابات ومدونات بعض المسؤولين كالأمراء، والقضاة، ورجال الحسبة والدعوة من نصائح وتوجيهات وأحياناً قرارات وأوامر لها صلة ببعض الألعاب والفنون الشعبية، والحث على أن تكون ممارستها وفق الضوابط الشرعية، وأن لا يصدر عنها نتائج سلبية على الأفراد والمجتمعات.
ب ــ تهامة والسراة بلدان واسعة ومتنوعة في طبيعة الأرض والناس، وتتكون في العصر الحديث والمعاصر من أربع مناطق رئيسية (عسير، والباحة، وجازان، ونجران)، وبضع محافظات ضمن الأوطان التهامية والسروية أو قريبة منها، لكنها تتبع إداريًّا لمنطقة مكة المكرمة، كالطائف، وتربة، والليث، والقنفذة، والعرضيات. وتشتمل هذه الديار على عشرات الفنون الشعبية المتنوعة في المسميات، والأهمية، وطرق الأداء. وفي هذا الصنف من التاريخ الحضاري الكثير من التشابهات والاختلافات، وهي فنون تمارس في المناسبات والاحتفالات الفرائحية الصغيرة والكبيرة، وأخرى تفرضها حياة الناس وظروفهم ومهنهم وحياتهم الاجتماعية العامة والخاصة. والكتابة عن كل فن أو ناحية، أو حاضرة، أو منطقة، أو محافظة يحتاج إلى عشرات الدراسات العلمية، وهذا ليس هدفي في هذه الورقات المحدودة، لكنني أذكر فقط أسماء بعض الفنون التي استطعت جمعها من عموم البلاد التهامية والسروية، دون أن أشرحها، أو أوثق تفصيلات دقيقة عنها.
ج ـ تتكون بلاد تهامة والسراة من مرتفعات جبلية، وبوادي شرقية، ومنحدرات وسهول وسواحل تهامية. وفي كل قسم فنون عديدة، ومن تلك الألعاب أو الفنون الترويحية الترفيهية: العرضة: هذا الفن الأكثر انتشاراً في المملكة العربية السعودية، والسراة وتهامة جزء من هذا الكيان البشري الكبير.
من الفنون الرائجة في منطقتي الباحة وعسير: اللعب والخطوة، والمدقال كجزء من فن العرضة، أو المعراض والدمة، والزحفة، والقزوعي، والرّايح، والطارق، والطرق، والربخة، والزامل، والمسيرة، والقلطة، والقاف، والمسحباني، والقيلة، والروحة، واللعبة، والحداء، والغناء أو النشيد في بعض المهن كالحراثة والزراعة، والرعي، وبعض الحرف والصناعات اليدوية من فنون نجران: عرضة الزامل، والرزفة، والمرافع، أو رقصة الطبول، والسعب، والمثلوثة، والشرح وغيرها.
اما تهامة وبخاصة منطقة جازان: فهناك ألوان عديدة، بعضها تعرف وتمارس بشكل واسع في منطقة الجبال والمرتفعات: كالزامل، والعرضة، والتكثيرة، والشارقي، والدورة، والمربخة، والحادي، والبرهة، والروحة(الرايح)، والصفقة، والشهرية، والمزمار، والقايل. أما في السهول والساحل والجزر البحرية، فمن فنونهم: العزاوي، والسيف، والزامل والدلع، وأنواع من الدمة والعرضة، والهصعة، والخطوة، والربش، والزيفة، والمعشي، والطارق، والجيش، والدانة، والمغرد، والمرعى، والدورية.
من فنون بيشة والطائف والقنفذة والليث: بعض الألعاب المعروفة في مناطق عسير، وجازان، ونجران، بالإضافة إلى فن الزار، والمجرور الطائفي، والمجالسي، والحدري، والتعشيرة، والحيوما، والزّهم. وفنون أخرى عرفت في حواضر وبوادي الحجاز، وامتدت إلى بعض حواضر تهامة والسراة مثل تربة والطائف، ورنية، والليث، كرقص المزمار، والموال، والمجس، والمنصوب، والزير،والرجز، والخبيتي، والردية(المحاورة)، والدرق، والتحطيب، والسامري وغيرها.
ربما يظهر في قادم الأيام من ينتقدني بعدم ذكر كل الفنون الشعبية المحلية التي ظهرت ومازال أكثرها منتشراً بين التهاميين والسرويين. أو يقول إنني لم آت بجديد في هذا الموضوع التاريخي الحضاري. ومن خرج بهذه الأقوال أو غيرها من انتقادات فلا أعترض عليه، فالمنطقة (تهامة وسراة) ذات تاريخ إنساني طويل وكبير، وفيها عشرات الأنواع من الفنون الشعبية، معظمها محلية، ولا تخلو من فنون طربية وفدت إليها من بلدان عديدة داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها. وكان عليّ الإيجاز في الشرح والتفصيل، لأن هذا المحور فرع حضاري صغير من عناصر كثيرة أسعى إلى ذكرها والتنبيه بأهميتها في عالم البحوث العلمية والدراسات التوثيقية.
د ــ قرأت في بعض المخطوطات، والوثائق، والكتب التي أرخت للعقود الوسطى من القرن (14هـ/20م)، وسمعت من رواة ذلك العصر الذين ذكروا بعض الفنون الشعبية التي كانت سائدة بين الناس آنذاك، وأشاروا إلى بعض الأعلام من الشعراء والأدباء والطربيين الذين كانوا يقودون مسيرة الفنون الشعبية في أوطانهم. ومن ثمانينيات القرن الهجري الماضي إلى عشرينيات هذا القرن(15هـ/21م) عاصرت وشاهدت الكثير من الفنون في مناطق جنوب المملكة العربية السعودية ، ورأيت الإقبال عليها من جميع فئات المجتمعات التهامية والسروية، وكيف كانت تُمارس بمهنية عالية من حيث الأداء، وجودة التراث اللغوي والأدبي الذي يُقال ويتغنى به في كل ميدان.
هـ ـ كان للتنمية والتطور الحضاري الذي وصل إلى السراة وتهامة خلال العقود الأخيرة من القرن الهجري الماضي، وبدايات هذا القرن (15هـ/20م) آثار إيجابية وأخرى سلبية على تراث الناس وفنونهم الاجتماعية، وصاروا يجلبون إلى بلادهم عادات وفنون داخلية وخارجية، وهذا مما أثر سلباً على أصالة فنونهم التاريخية المحلية. وزادت نسبة التأثير والتأثر خلال العقود الماضية من هذا القرن (15هـ/20ــ21م)، حتى أصبحنا نشاهد اليوم خليط من التراث والفنون المحلية والخارجية، ولم نعد نرى ذلك الصفاء وتلك الجودة والأصالة التي عرفناها في تراثنا وفنوننا الغنائية والطربية خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن (14هـ/20م) .
و _ لا نغفل ما تبذل الدولة من خلال بعض المؤسسات الحكومية والأهلية، فقد أنشأت إدارات، وهيئات تشرف على الفنون الأدبية والشعبية. ومنها جمعيات الثقافة والفنون التابعة سابقاً للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ثم لوزارة الثقافة والإعلام، وحالياً وزارة الثقافة، وتأسيس فرق شعبية متخصصة في أداء بعض الفنون الطربية، والمشاركات في المناسبات الاجتماعية الكبيرة والصغيرة، وأنشئت المهرجانات الوطنية، كالجنادرية وغيرها، والفنون الشعبية جزء من أنشطتها الرئيسية. وتقام بعض المسابقات الشعرية والفنون الغنائية المحلية والإقليمية والعالمية، وغيرها من المناشط ذات الصلة بالفنون والألعاب الشعبية المحلية. واطلعت مؤخراً على بعض التقارير والتطلعات والأهداف التي تسعى وزارة الثقافة إلى تحقيقها لخدمة الميادين الثقافية في البلاد، فأنشأت العديد من الهيئات الجديدة لتطوير ورعاية القطاع الثقافي بمختلف تخصصاته، وكان للفنون الشعبية المحلية نصيب في هذه الهيئات الحديثة.
ز _ كان ومازال للشبكة العنكوبتية (الإنترنت) دور هام ورئيسي على فنون الناس وثقافتهم. فالفنون والألعاب الشعبية في أرجاء المملكة العربية السعودية كانت سابقاً موجودة وممارسة في كل مكان، كل حسب تراثه وأعرافه وتقاليده، لكنها محدودة الانتشار لقلة وتواضع وسائل الإعلام والثقافة والتواصل خلال النصف الثاني من القرن (14هـ/20م)، والعقدين الأوليين من هذا القرن(15هـ/20م)، ثم انتشر وتوسع ميدان التقنية الحديثة، ووصلت خدمة الإنترنت إلى كل مكان خلال العشرين سنة الأخيرة ( 1426 1446هـ/ 2005 – 2024م)، وتأثرت شعوب الأرض بهذا الاختراع التقني الحديث. وكوني معاصراً لهذا التطور العلمي والمعرفي الحديث، وأشاهد ماذا جرى للسرويين والتهاميين الذين أصبحوا جزءاً من هذا العالم الافتراضي الكبير، ومن ثم تطورت وتحولت حياتهم في جوانب حضارية كثيرة، ومنها فنونهم وتراثهم الغنائي والطربي. ومن يحضر اليوم الكثير من الفنون المحلية في مناطق عسير، والباحة، ونجران، وجازان وما حولها، ويشاهد وسائل الإعلام والتواصل المختلفة فإنه يرى مئات الألعاب، والرقصات، والفنون في أرجاء البلاد السعودية، ومنها نسبة كبيرة جداً في مناطق وبلدان تهامة والسراة، ولم تعد تلك الفنون التراثية القديمة، كالعرضة، واللعب، والدمة، والخطوة، والمجرور الطائفي، والمسحباني، والقزوعي، والسيف، والزامل وغيرها متقوقعة في ناحية، أو منطقة، أو قرية، أو مدينة معينة، إنما صارت ثقافات منتشرة داخل البلاد وخارجها. وهذا الانفتاح التقني الفضائي الكبير خلط ومزج بين الكثير من الثقافات، والفنون، والمفردات والاصطلاحات اللغوية وغيرها، وتأثرت الكثير من الألعاب الغنائية الطربية المحلية بهذا التداخل الثقافي المحلي، والإقليمي، والعالمي، وتراجعت الجودة ونسبة الأصالة في أداء الكثير من الألعاب والرقصات التهامية والسروية، ودخل عليها معارف وفنون، ومفردات واصطلاحات أدبية ولغوية متنوعة، بعضها محلية من بلدان تهامة والسراة، وأخرى من مناطق داخل شبه الجزيرة العربية، وأحياناً من خارجها.
ح ـ عاصرت حياة الناس من ثمانينيات القرن الهجري الماضي إلى الآن، ورأيت تواضع معيشة السكان، ثم تدرجها إيجابيًّا خلال العقود الستة الماضية. فقد كانت اجتماعاتهم ومجالسهم الطربية محدودة في محيط قراهم وقبائلهم، وبقيت هكذا حتى مطلع هذا القرن (15هـ/20م)، وبعد زيادة مستوى التنمية على الأرض والناس، وتسهلت الطرق والمواصلات، بدأت الثقافة المادية والمعنوية تنتشر وتتداخل مع غيرها. والفنون الحركية والطربية سريعة الانتشار، وأصبحنا خلال العشرين سنة الأولى من هذا القرن (15هـ/20م) نشاهد الكثير من فنون أهل تهامة والسراة تُمارس في مدن ومناطق أخرى من المملكة العربية السعودية، بل نُقلت بعضها إلى خارج البلاد. وفي العقدين الأخيرين 1426 – 1447هـ / 2005 – 2025م) توسع المجال، وانتشرت أماكن ومناشط الفنون الشعبية المحلية والحديثة، فلا تذهب إلى سوق (مول) كبير أو متوسط، أو حدائق عامة، أو منتجعات حديثة، أو قصور أفراح، وأحياناً استراحات متوسطة أو صغيرة، أو مناسبات اجتماعية فرائحية، أو مهرجانات وطنية، أو صيفية، أوشتوية، أو حفلات رسمية، أو أهلية (للأفراد والأصدقاء)، أو للقرى والأحياء، أو العشائر، أو القبائل، أو بعض الجاليات وغيرهم تشاهد لفيف من الألعاب والفنون المختلفة.
ط ـ لا ننكر أن هناك جهود طيبة من بعض المؤسسات الحكومية والأهلية وبخاصة التي لها صلة بخدمة التراث بشكل عام، والموروث الفني الشعبي المحلي خصوصاً الطربي. لكن الذي نتطلع إليه أن تؤسس مدارس، ومعاهد، وأقسام وكليات جامعية تُدعم وتعلم الفولكلور الشعبي، وتمنح الدارسين دورات وشهادات علمية معتمدة، وإذا تخرج في هذا المجال طلاب جامعين فذلك أفضل. وتُعطى الفرصة من خلال برامج الدراسات العليا لدراسة الموروث والتراث السعودي، وحبذا أن يتخرج في هذا العلم أساتذة جامعيين يحملون درجات الماجستير والدكتوراه.
ي ـ قمت بعدة جولات ميدانية في بلاد تهامة والسراة خلال الأعوام ( 1441 – 1446 هـ / 2020 – 2024م)، وشاهدت العديد من المهرجانات الصيفية والشتوية، وبعض الاحتفالات الصغيرة والكبيرة، والعامة والخاصة. وفي الوقت نفسه اطلعت على الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مثل: البريد الإلكتروني، والتطبيقات الاجتماعية كالفيس بوك، وتويتر، والواتساب، والإنستغرام، والسناب شات. وما ينشر على الشبكات الافتراضية الخاصة، ومحادثات الفيديو، والاتصالات السحابية وغيرها فوجدت الكثير جداً من العادات والفنون الشعبية تمارس في هذه المناسبات الاجتماعية المتنوعة، وتنشر في جميع الوسائل الاجتماعية الافتراضية الحديثة. وهذا الانتشار الواسع لهذا التراث الاجتماعي جعله سارياً ومشاعاً للكثير من البشر، وفقد المحدودية والخصوصية التي كان يتميز بها كل لون من الألوان الشعبية المحلية التهامية والسروية. ومع زيادة الانفتاح الفضائي الرقمي، فسوف يزيد انتشارها وتأثيرها وتداخلها مع غيره من الثقافات والفنون المحلية، وربما الإقليمية .
التعليقات