لم نعد نستطيع أن نمشَّي الحياة أو نحركها على وتيرة واحدة كما كانت من قبل بسهولة ويسر ؛ فكل واحد الآن اصبح له طريق ومشرب يخصه ولا يريد أن يشاركه فيه احد لكيلا يفسد عليه طريقته وتخطيطه .
نعم لقد اصبحنا أحاديين القطب ولعل هذا قادم من تخصصية الحياة العصرية الحديثة التي لا تهتم بأواصر العلاقات الأسرية ..الوالدين والعائلة وبهذا إنسحب هذا على المجتمع.
وطبعاً هذا الإنعكاس ( الغير فطري) يعود أول مايعود على الأقربين من الدرجة الاولى وهما الوالدين فتجد الاولاد ينأون بما لديهم وما يملكون لخاصة أنفسهم دون غيرهم بما فيهم الوالدين – إلا من رحم ربي – ولايقيمون لعلاقة الابناء بوالديهم قيمة وذلك بتعاملهم معهم تعاملاً اقتصادياً بحتا لاعلاقة للبر به ؛
وبذلك يهدمون احد اركان العلاقة الروحية بينهم وبين والديهم دون قصد أو بقصد يتبع مفاهيم الحياة العصرية الجديدة وبهذا ينشأ مايسمى بالتفكك الأسري وتفسخ العلاقات بين الأسر فكل اصبح يعمل لخاصته وحيداً ومنفرداً .
وكما ذكرنا اصبحت الحياة عملية فردية معقدة لا تعاون ولا تكاتف فيها بين الناس واصبح كل يعمل برؤيته ورأيه ولا ينتظر رأياً ولا مشورة ولا تطبيق خبرة ودراية في اي موضوع كان وهذا إنعكس آلياً على إتخاذ القرار المجتمعي الصحيح
ما اريد قوله :- ليتنا وإني لأرجو أن تعود روح التعاون والمشورة وقياس الأمور إلى وضعها الطبيعي و أن لا ينفرد كل برأيه فينشأ ماذكرناه اعلاه من إنعدام لروح التعاون والتكاتف وأن تعود الإمرة للوالدين وخصوصاً الأب فقد جربنا وعشنا مآسي سلب القيادة والتحكم منه بطريقة تدريجية وماذا حصل في الأسرة والمجتمع !!
التعليقات