الجمعة ٥ سبتمبر ٢٠٢٥ الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ

ملتقى الشنفرى (الأول) في تُـنومة بقلم أ.د. صالح بن علي أبو عرَّاد

ملتقى الشنفرى (الأول) في تُـنومة بقلم أ.د. صالح بن علي أبو عرَّاد
يُعد الشَنْـفَـرَى أحد أبـرز الشخصيات الشعرية الـمشهورة في مسيـرة الأدب العربي خلال فتـرة ما قبل الإسلام، وقد عُرف الشنفرى في كتب الأوائل بـ(شاعر الأزد، أو شاعر الصحراء)، وتحدثت العديد من الـمصادر عن جوانب مـختلفة من سيـرته وتصعلُكه وتـمرُده على الأعراف القبلية ونحو ذلك، كما أنه قد عُرف بأشعاره الـمتنوعة في الفخر والوصف والهجاء وغيـرها.
 
ولأن شخصية الشنفرى تُعد من الشخصيات التاريخية التي طالـما دار ولا يـزال يدور حولها الكثيـر من الأقوال الـمتباينة في الكثيـر من الروايات التاريخية والأدبية في كُتب الأوائل والأواخر حتى نالـت شخصيته نصيباً ليس باليسيـر من تسمية مالـئ الـدُنـيا وشاغل الناس التي عُرفَ بها (الـمتنبي)؛ وأصبح الحديث عنه وعن سيـرته وأخباره وشعره وبيئته ومـختلف أحواله حديثاً شائـكاً، ولا يـكاد ينتهـي بين الـمعنييـن بالشأن الثقافي على وجه العموم.
 
وهنا أتذكَّر أن حديثاً ودياً كان قد دار حول هذا الـموضوع بيـن مـجـموعةٍ من الزملاء الـمثقفيـن في [نادي أبها الأدبي] منذ أكثـر من عشـر سنوات؛ وكان من بـينهم الأخ الشاعر/ إبـراهيم طالع الألـمعي الذي طرح فكرة تـنظيـم ملتقى الشنفرى، وأشار إلى أهمية ذلك وضـرورة تـبنيـه من قبل إحدى الجهات الـمعنية بالشأن الثقافي في الـمنطقة.
 
ويعلم الله سبحانه أنه قد كان لذلك الحديـث أثـرٌ كبيـرٌ في نفسي، فقد ظلَّـت الفكرة تراودنـي، وتشغلُ ذهني حتى يسَّـر الله تعالى إنشاء (جـمعية إرثُنا التاريـخـي) في تُـنومة بني شَهر منذُ عامٍ مضى، وكنت أحد أعضاء مـجلس الإدارة، فقدّمت الفكرة للإخوة في الـمجلس كمُقتـرح لأحد الـبـرامـج الثقافية التي يـمكن أن تـتبناها الـجـمعية وأن تُعنى بـتنفيذها، فكـان ذلك بفضل الله تعالى ثـم بـحرص الإخوة في الجمعية ومتابعتهم؛ حيث تـم إقرار تـنظيـم وإقامة (ملـتقـى الشنفرى السنوي) لـتسليط الضوء على العديد من معالم شخصية هذا الشاعر الكبيـر وحياته، وأخباره وسيـرته، وشعره وموطنه، إلى غيـر ذلك من الجوانب الأخرى.
 
وليس هذا فحسب؛ فإن (جـمعية إرثُـنا الـتاريـخي في تُـنومة) تـسعـى من جانبٍ آخر إلى تعزيـز الهوية الـثقافية، وإحياء التُـراث الأدبي والاجتماعي للمنطقة من خلال مشـروع “مُلـتقـى الشنفرى السنوي” كمنصةٍ جامعةٍ تُـكرّسُ مضاميـن سيـرته وشعره لـتكون رمزًا للأصالة والإبداع، وتـمتد إلى الـمفهوم الأشـمل للتـراث في الـمنطقة بـمختلف مُـحافظاتها، وما تتسم به من الـتنوع والثـراء الـتُـراثي والـحضاري.
 
الـجديـر بالـذكر أن المُلتقـى الذي سـيُـنظم – بإذن الله تعالى – في نُسخته الأولى مساء يوم الخميس 12 ربيع الأول 1447هـ بين ربـوع تُـنومة زهراء السـروات، والذي سيتـم فيه تقديـم عددٍ من الأوراق العلمية، إضافةً إلى عددٍ من الفعاليات الأُخرى الـمُصاحبة، يستهدف عدداً من الأهداف التي يأتـي من أبـرزها:
 
التعريف بالشاعر الشنفرى وتسليط الضوء على جوانب مهمةٍ من حياته وأشعاره.
دراسة مدى تأثُـر الشنفرى وتأثـيـره على مسيـرة الشعر العربي في العصـر الجاهلي.
تعزيـز مبدأ الاهتمام بالأدب العربي والشعر العربي بين الشباب والـمثقفين.
 
أما أبـرز الـمخرجات التي يسعى الـملتقى لتحقيقها فكثيـرةٌ جداُ، ومنها:
 
الإسهام في تصحيح العديد من الـمفاهيم حول شخصية الشنفرى وموطنه وأشعاره.
دراسة وتـحـلــيـل مضاميـن أشعار الشنفرى والإفادة من مضامينها الإيجابية في واقعنا.
تقديـم التوصيات الـمقتـرحـة للباحثيـن والـدارسين والـمُهتميـن حول مواضيع البحث الـمستقبلية الـمتعلقة بالـشنفرى وأشعاره وأدبه.
 

نسأل الله تعالى مزيد التوفيق والسدّاد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.

التعليقات

2 تعليقات على "ملتقى الشنفرى (الأول) في تُـنومة بقلم أ.د. صالح بن علي أبو عرَّاد"

  1. بيض الله وجهك بروف صالح

    وسدد خطاك ..

  2. نظرة بارعة في جوف التاريخ لهذه البلاد الضاربة عمقا في ثقافتها وأصالتها…
    شكرا وافرا لكل القائمين والمشاركين هذا الملتقى الثري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *