ردّ على مقال: (حرائق الغابات تأكل من قلوبنا) بقلم: [ أ. قبلة العمري ] – مهتم بالبيئة والموروث الوطني الذي نشر بصحيفة النماص..
أولاً: الغابات ثروة وطنية لا تُقدَّر بثمن .. لقد وضعت الكاتبة يدها على الجرح حين قالت إن الغابات تمثل (رئة عظيمة) للمملكة. فرغم أن نسبتها لا تتعدى 1.1% من مساحة المملكة إلا أنها تحتضن تنوعاً نباتياً وبيئياً نادراً وتسهم في حفظ التوازن الطبيعي وتوفير هواء نقي ومصدر مهم للسياحة والتراث.
ثانيًا: نار الحرائق لا تأكل الأشجار وحدها.. إن ما تلتهمه هذه النيران لا يقتصر على الشجر بل على تاريخ طويل من العناية والرعاية الشعبية لهذه الغابات. لقد عبّرت الكاتبة ببلاغة مؤثرة عن ألم تحول رائحة الأشجار الزكية إلى رائحة الرماد والموت ووصفٌ كهذا لا يصدر إلا من قلب عاشق للأرض والطبيعة.
ثالثًا: دعوة صادقة لإحياء قوانين القبيلة.. أصابت الكاتبة حين دعت إلى إشراك القبائل في الحفاظ على غاباتها، ليس خارج القانون بل تحت نظر الجهات الرسمية.. القبائل كانت تطبّق قوانين رعي واحتطاب وحماية بيئية فطرية ولم تكن تسمح بالعبث أو الاحتطاب الجائر.
• كان يُجرَّم من يقطع الشجر الأخضر.
• وكانت النساء يساهمن في تشذيب الأشجار بذكاء بيئي.
• وكان لكل قبيلة (موسم) يُحتطب فيه بحكمة وتنظيم
هذه الثقافة تستحق أن تُدمج في السياسات الرسمية لا أن تُغيب .
رابعًا: القوانين الحالية تحتاج إلى مراجعة.. قوانين حماية البيئة رغم أهميتها تحتاج لمراجعة واقعية. فمنع الرعي والاحتطاب تمامًا أدى إلى تراكم الحشائش والأغصان اليابسة مما زاد من انتشار الحرائق. والسؤال هنا:
هل حماية البيئة تعني تركها تتكدس حتى تشتعل؟
البيئة تحتاج إلى إدارة ذكية لا إلى قوانين جامدة تُطبق دون مراعاة لطبيعة الأرض وأهلها.
خامسًا: التقنية في خدمة الغابات.. اقتراحكم باستخدام الكاميرات بالتعاون مع شركات الاتصالات هو اقتراح عملي وفعّال. توزيع هذه الوسائل على الأبراج القريبة من الغابات، وتوظيف شباب المنطقة لمراقبتها سيجعل المجتمع شريكًا لا متفرجًا.
ختامًا: هذا المقال ليس مجرد رثاء لأشجار محترقة بل دعوة واعية لإحياء الشراكة بين الإنسان وأرضه بين القبيلة والوزارة بين القانون والتقاليد.
شكرًا لك أيها الكاتبة الكريمة على مقالك النابض بالمشاعر والعقل معًا.
دعوتك للحفاظ على الغابات ليست نداءً محلياً بل قضية وطنية شاملة.
وكما قيل: ( أهل مكة أدرى بشعابها )
وكذلك أهل الجبال والغابات أدرى بمواسمها وشُعبها وأشجارها…
تحية لقلمك ..
التعليقات
تعليق واحد على "حرائق الغابات… ليست مجرد رماد – بقلم اللواء محمد حسن بن شفلوت العمري"
مقال راااائع يشار اليه بالبنان محتواه كان واقعاً لمسانه من ذالصغر وقوانين القبيله التي سنت في تلك الفتره كنت تطبق تطبيق صارم وعقوبته رادعه تمنع المعتدي على الشجر الأخضر خاصةً واليابس عامه على تكرار ذلك الخطأ واقتراح وضع كميرات في الأبراج فكره صائبه وسوف تحد من وقوع مثل تلك الحرائق سواء بفعل فاعل أو حريق تلقائي..وفق الله الجميع لما فيه خير لوطننا المعطاء..