منصور الضبعان كاتب سجله حافل بالنجاحات في عدة مجالات كممثل ومسرحي وإداري، ومؤلف وكاتب، إلا أنه وكمال يقال لكل جواد كبوة، فمقاله الأخير بعنوان (يوم عاشوراء ثغرة عمرها 14قرنا) في جريدة الوطن، وهذ الزمن يمتد من هجرة النبي الخاتم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الى المدينة المنورة (يثرب قبل الهجرة) كان مقالا يبعث على الدهشة من كاتب في مقام الكاتب منصور الضبعان، وأقول للكاتب منصور إن هذا يوم عظيم يمتد من نبوءة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يوم أنجاه الله وقومه.
لقد كان النبي موسى عليه السلام يصومه، وأمر اليهود بصيامه احتفاء به لعظمته، وهو يوم أنقذه الله عليه السلام وقومه من الغرق. وعند قدوم النبي محمد عليه السلام الى المدينة وجد أن اليهود يصومون يوم عاشوراء، وقال اليهود أنهم يصومونه احتفاء بنجاة موسى وقومه من فرعون، فصامه وقال: أنا أحق بصيامه، وأمر أصحابه بصيامه، وأصبح هذا يوم صوم، سنة نبويّة مؤكدة يصومه المسلمون بكل طوائفهم ومللهم.
والسؤل الذي يطرح نفسه، ماهي هذه الثغرة ليوم عاشوراء في الإسلام التي تمتد لـ 14 قرنا من تاريخ الهجرة النبوية الى المدينة المنورة ياأستاذ منصور؟؟
المطلوب والمأمول من كتابنا الفضلاء عدم الخوض في أمور الدين لأنه خارج اختصاصهم، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). فلماذا لا تترك هذه الأمور الشرعية لهيئة كبار العلماء الأجلاء الفضلاء، ولعلك تذهب الى ما تفعله الشيعة من طقوس لإحياء مقتل سيدنا الحسين ابن علي رضي الله عنهما والذي يوافق يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم وهو أمر يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، ولكن هذا شأنهم، وكما قال الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام: (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ) حديث رواه ابن ماجه.
إن استخدام جملة (يوم عاشوراء ثغرة في الإسلام) تهز البدن، وتحدث صدمة لكل المشاعر وخصوصا أنها تمتد لـ 14 قرنا كما ذكره الضبعان في مقدمة مقاله، والعتب على جريدة الوطن التي تسمح بنشر هذا المقال الذي يتعرض لهذه العبادة المنصوص عليها في كتب السنة صحيح البخاري ومسلم، وكما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان: فلما فرض رمضان قال الرسول عليه الصلاة والسلام: من شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يتركه فليتركه، ولكن الرسول صامه وهو من هديه عليه الصلاة والسلام.
قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، والحمد لله رب العالمين.


التعليقات