الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ٥ صفر ١٤٤٧ هـ

حق أختي وميراث أبي .. – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

حق أختي وميراث أبي .. – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

دأبت هذه المناطق متمثلة في قبائلها على الحفاظ على وحدة أراضيها من التدخلات الخارجية أياً كان هذا التدخل حتى من أحق الناس بهذا التدخل وهي المرأة الضعيفة،، وقد وجدنا وشاهدنا قطعاً زراعية وجبلية تسمى ( لفلانة بنت فلان ) إرث لها من زوجها أو من أبيها،، لكن بالمقابل رأينا تعنتاً من فئة ليست بالقليلة من إعطاء المرأة حقها،، من هذه الأرض وتلك بداع الحفاظ على تراب الأرض من دخول أبناء القبائل الأخرى إليهم..

هذه القوانين والأعراف ما تماشى مع الشرع فهو أمر مستحب وما خالف الشرع.. فيجب أن يُرضي الطرف الضعيف ويُعوض وتخرج ذمم المسلمين من هذا بريئة مبرأة،، فتلك الحقوق المعلقة .. يصطلي بنارها أموات فارقوا الحياة غلبت عليهم الحميّة حميّة الجاهلية وضيعوا حق “أحد الضعيفين” المرأة أما اليتيم فله حديث آخر..

واستأنست كثير من النساء بوجود أهلها بخير ولعلها تعيش في خير مع زوجها وأبنائها فتبارك نصيبها لاخوتها وهذا من مكارم الأخلاق ومن بعد النظر ،، إلا أن هناك فئة من النساء تزوجت من نفس القرية وأنجبت واستحقت إرث عظيم أو حقير ، هي أحق به، ضيعه من استولى عليه الشيطان وجحده فلا حقاً أعطى ولا رحماً وصل ولا زرع إلا الشوك ،، ولن يجني إلا الشوك..
 
فمن تبعات هذا الجحود قطيعة الرحم والتباغض والتنافر والاحتراب الدائم،، يقف أمام هذه الحقوق والمكتسبات الشرعية ،، شخصيات محسوبة على المجتمع يتفرج البعض ويدس البعض الآخر الدسائس للحيلولة دون أخذ هذا الحق لا لشيء إلا لكي لا يصبح لهذه المرأة حق معروف معلوم تَطْعَم منه هي وأسرتها أو تنتفع به على أي حال..
 
هذه الأحوال الشائكة، غاب عنها الضمير، الفردي والجماعي، وغابت عنها مخافة الله، ومن فرّط من قبل في حق “الضعيفة” المرأة التي حرّج – محمد صلى الله عليه وسلم- في حقها، فلا يلومنَّ إلا نفسه، إذ أن ذلك الميت قد يَصلى ناراً تلظى..
 
وأما الحي الذي يصول ويجول في مستحقات اخته واخواته،، فقد عطّل حُكم الله،،وآثر الحياة الدنيا على الآخرة ،، وعق والده في قبره ، حين ضيّع حق المرأة الضعيفة، ولو تنبه لدينه ومرؤته لما قبِل على نفسة الشطط والإجحاف ولا على أبيه تحت الثرى،، هذه المشاكلات التي لاينقطع الحديث عنها في كثير من الأسر والقُرى والقبائل،، لها حلول عديدة..
 
ولقد رأينا اسراً كريمة استطاعت أن تتخطى هذه المعضلات بتحريك بعض الحلول المرضية لجميع الأطراف ،، إما بالشراء أو بالاستغناء..أو باعطاء ما يشبع جوعة الوارث ولقد قال الله جل جلاله( وَتَأْكُلُونَ ‌التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا ) (وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا) التراث هو الميراث .لمّا أي لاتدعون منه شيء. فمن يسن السنة الحسنة ويحدث قوانين تتماشى مع مصلحة الجميع ويحافظ على وحدة الأرض ووحدة الأسر بغير قطيعة ولا خصومة.
 
*ومضة : إن المطالبة بالحقوق لا يعني التباغض والقطيعة والترصد إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
 
*اضاءة ،، هذا التراث أو الميراث ..هو قطعة من النار إن لم نتقي الله فيه.
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *