الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على خير معلمٍ وأعظم مربٍّ، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: في حضن جبال السروات، وعلى صفحات الضباب، نبتت حكايةٌ من نورٍ قبل أكثر من أربعة عقود، هنا في النماص.. حيث تطرِّز الطبيعة دفتر الأيام بجمالٍ نادر، تأسست إدارة تعليم محافظة النماص في عام 1402هـ؛ لتكون منارةً للعلم، وشعلةً للمعرفة، ومرفأً لأجيالٍ تنشد المجد وترتقي بالوطن نحو الغد المشرق.
لم تكن إدارة تعليم محافظة النماص مجرد جهازٍ إداري؛ بل كانت قلبًا نابضًا بالعطاء؛ فكم سطرت في سجل الوطن من صفحات العمل المتقن؟!، وكم خرَّجت من مبدعين؟!، وكم صنعت فرقًا في حياة الطلاب والمعلمين، بل وفي وجدان مجتمعٍ بأكمله؟!، وكم تواجدت على منصات التتويج المحلية والإقليمية والعالمية؟!
وفي ظل مشروع التحول بوزارة التعليم نحو تمكين المدرسة المتضمن إغلاق جميع إدارات التعليم في المحافظات، وبقاء الإدارات العامة للتعليم بالمناطق في المرحلة الحالية، ومن ذلك صدور قرار سعادة المدير العام للتعليم بمنطقة عسير بإغلاق جميع الإدارات في المحافظات التابعة للمنطقة؛ فإنا لنحمد الله تعالى أولًا أن جعلنا من أبناء هذا الوطن المعطاء العظيم، الذي خطَّ في رؤيته الطموحة رعايته للتعليم وفق أرقى الممارسات العالمية الناجحة، تحت ظل قيادةٍ رشيدةٍ حكيمةٍ – أيدها الله -، ثم إنا لنؤكد بأن هذا المشروع المبارك نحو تمكين المدرسة ما هو إلا خطوةٌ واعيةٌ نحو المستقبل، وسيحقق نتائج نوعية في صناعة جيلٍ يقود الغد – بمشيئة الله – وفق توجيهاتٍ سديدةٍ من مقام الوزارة.
وفي هذا اليوم الخميس الموافق 29/1/1447هـ، وبعد سيرةٍ عطرةٍ مليئةٍ بالجد والإبداع لأصحاب السعادة مدراء تعليم محافظة النماص الذين تعاقبوا خلال العقود الماضية؛ نقول لهم شكرًا ثم شكرًا ثم شكرًا..
وندعو الله تعالى أن يرحم من غادرنا، وأن يحفظ من تبقى معنا، وأن يجزل لهم جميعًا المثوبة على ما قدموا، وإني لأحمد الله تعالى وأشكره أن مَنَّ عليَّ وأكرمني بقيادة العمل من بعدهم، سائلًا إياه التوفيق والتسديد لاستكمال متطلبات مشروع التحول نحو تمكين مدارس المحافظة خلال الفترة القادمة.
ولا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم التقدير وصادق الدعاء لكافة الزملاء الكرام الذين عملوا بإدارة التعليم من مساعدِين ومديري إدارات ورؤساء أقسام ومشرفين ومعلمين وإداريين في جانِبَي البنين والبنات، نسأل الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يبارك في جهود الجميع؛ لمستقبلٍ مشرقٍ.
التعليقات