الـحـمد لله الـذي علّم الإنسان ما لم يـعلم، والصلاة والسلام عـلـى رسولـه مـحـمدٍ بـن عبد الله النبـي الأكرم والإمام الأعظم، أما بعد؛ فكنتُ قد كتبتُ ونـشـرتُ عدة أسطرٍ عـبـر حسابـي الـتويـتـري (@abuarrad) فـي (منصة اكس X)، وتـناولت فـيما كتبتُ موضوعـاً أثـار شيئاً من الـجـدل عند بعض القراء الكرام؛ فمنهم – وهم الكثـرة ولله الـحـمد – من تـقـبَّلَ ما تـم طرحُـه بـروحٍ علميةٍ راقيةٍ، فعلَّق بهدوء، وناقش بـرويّة، وأبدى ما عنده من وجهات النظر سواءً أكـانـت موافقةً أم مُـخـالفة؛ فأحسن فيما فعل، وأجاد فيما كتب، وأفاد فيما ناقش فيه.
وفي الوقت نفسه كان هناك البعض مِمن لم يـتقبلوا ذلـك الطرح بـنفسٍ طيبةٍ، ولا بـما يـنبغـي أن يـُتقَبَل به الأمر من الـتفكُّر والـتأمُل والـتـروي؛ فما إن اطّلعوا على المكتوب حتى ثـارت ثـائـرتـُهم، ورفضوا واستنكروا واعـتـرضوا، بل إن منهم من تـجـاوز في الرد والقول؛ الأمر الذي يـجعلني أقول لأولـئك الـمعتـرضيـن: هونوا عـلـى أنـفُسِكم، ولا تعطوا الـموضوع أكبـر من حقه؛ فما ذًكِر لـيـس قرآناً مُنـزلاً، كما أنه لـيس تـحريـفاً، ولا لـيّـاً لأعـناق الـنصوص كما زعمتـم، وإنـما هو قولٌ قد نـستأنـِسُ بـه فنقبلـُه، أو نـستدِلُ به فيما يُفيدُ ويـنفع.
ثـم أقول لهم بـكُـل صـراحةٍ ووضوح: لـماذا تعتـرضون وأنتـم تـفتقرون إلى الدلـيل؟ أم أنـكم تـعتـرضون لمُجرد الاعتـراض؟!
ولأن الـموضوع جـديـرٌ بـالـبحث والـتأمُل لـمن يهمه الأمـر؛ فإنني أُضيفُ إلى ما سبق نـشـرُه قائلاً: لـيـس غريـباً ولا مُستنكراً أن يـكون اسم (تُـنومة) بـضم الـتاء الأولـى راجعاً في الأصل إلى اسم احـدى بـنات الـجـد الأكبـر لـبنو شَهر، المُسمى شَهر بـن الـحَجْر بـن الهنو بـن الأزد، كما أنه ليس بـبعيدٍ ولا مستحيلٍ أن يـكون ذلـك كذلـك لا سيما أن من أهل تُـنومة الحاليين من سـمّوا بـناتهم باسم (تُـنومة) في وقتنا الـحاضِـر، وهو أمرٌ يـدُل على أن تـسمية الـبنـات بهذا الاسم شيءٌ معروفٌ وغيـرُ مستنكرٍ أبداً، بل إن ذلك يـُشيـرُ ويـؤكد أن لهذا الاسم أصلٌ يـعود إلـى زمنٍ قديـم، وما أجـمل أن تـكون تسمية الصغار بـما يـربطهم بـالـمكـان الذي يـنتمون إلـيه.
وليس هذا فحسب؛ فـيا حبذا لو حرِص أبـناء الـمنطقةٍ على تسمية بعض أبـنائهم وبـناتهم بـالأسـماء التي تـربطهم بــبيئـتـهم الأصيلـة، وما فيها من جـميل الظواهر وبديع الأسـماء وبـخاصةٍ أن في ذلك الأمر ربطٌ لهم بـبيـئاتهم وأوطانهم وتُـراثهم الفكري، إضافةً إلى إسهام ذلك في الشعور بالانـتماء، وتـحقـيق الـعديد من معانـي ودلالات الارتـباط بالهوية الـمكانـية والثقافية.
وختاماً: أسأل الله تعالى لـنا جـميعاً التوفيق والـسدّاد والهداية والرشاد، والحــمد لله رب العِباد.
التعليقات
تعليق واحد على "تُنـومـة بنت شَـهـر بـن الـحَـجْـر – بقلم أ.د. صالح بن علي أبو عرَّاد"
كلام جميل بارك الله فيك،،