الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ٥ صفر ١٤٤٧ هـ

سوق الثلاثاء .. يعود الى أوج حيويته ونشاطه مع دخول الصيف

سوق الثلاثاء .. يعود الى أوج حيويته ونشاطه مع دخول الصيف

صحيفة النماص ليوم :

مع بداية موسم الصيف، يشهد سوق الثلاثاء الشعبي في محافظة النماص بمنطقة عسير، إقبالاً واسعاً من الزوار والسياح، ممن يبحثون عن تجربة تراثية أصيلة، تجمع بين عبق الماضي ونبض الحاضر. ويعد السوق من أعرق الأسواق الشعبية في منطقة عسير، ويعود تاريخه إلى أكثر من 200 عام، وكان يعرف سابقاً بـ«سوق ابن مدحان»، قبل أن يستقر اسمه على «سوق الثلاثاء» نسبة إلى يوم انعقاده. ورغم أن السوق يفتح أبوابه طيلة أيام الأسبوع، إلا أن الثلاثاء يظل اليوم الأهم والأكثر ازدحاماً، إذ يتحول إلى ملتقى اجتماعي واقتصادي، يجمع الأهالي والزوار في مشهد نابض بالحياة، تتناغم فيه الروائح العطرية والألوان الزاهية والأهازيج الشعبية وملتقى للتراث . ويقع السوق في قلب مدينة النماص، ويضم عشرات المحلات (الدكاكين)، التي تعرض منتجات يدوية وتراثية مثل المصنوعات الفخارية، والمباخر الخشبية، والملابس المطرزة، والعسل، والسمن، والقمح، والتمور بأنواعها، إضافة إلى النباتات العطرية كالريحان والبرك والكادي. ويجد زوار  السوق أثناء تنقّلهم بين أركانه تجربة مفعمة بالحيوية والحنين، إذ يمكنهم تذوق المأكولات الشعبية، واقتناء الهدايا التذكارية، والتفاعل مع الحرفيين المحليين. ويعد السوق فرصة ثمينة لالتقاط الصور وسط مشاهد نابضة بالتراث والجمال، لا سيما الزي التقليدي والصناعات اليدوية، التي تعكس هوية المنطقة. وتحرص الجهات السياحية في المنطقة على إبراز السوق وجهةً رئيسيةً ضمن خارطة الفعاليات الصيفية؛ نظراً لما يمثله من أهمية ثقافية واقتصادية، ودوره في دعم الأسر المنتجة والحرفيين المحليين…  ويُلاحظ في السوق حضور لافت للعائلات والأطفال، إذ خصصت بعض المحلات لبيع الألعاب، والملابس التقليدية المعروفة بـ«المكلفات» والشيال المطرزة. ويعد السوق اليوم شاهداً حيّاً على استمرارية التراث في ذاكرة المكان، وحلقة وصل بين الأجيال، وركيزة من ركائز الهوية العسيرية. وفي ظل الإقبال المتزايد عليه خلال موسم الصيف، يثبت السوق أنه لا يزال قادرا على جذب الانتباه، رغم كل جديد وحديث.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *