( اللعب التُنوشامـي ) تسميةٌ حـديـثةٌ تُطلق على أحد أقسام (اللعب الشَهري) الذي يُقصدُ به ذلك اللون التُـراثـي الطربـي الأصيل الذي يتضمنه الـموروث الشعبي الـحَجْري في بلادنا، والـذي يشتهِر بأدائه ومُمارسته أبـناء قبائل رجـال الـحَجْر في الـمنطقة الـجنوبـية الغربـية من الـمملكة العربية السعودية، وهم: (بـنو شَهر، وبـنو عَمرو، وبـللسمر وبـلـلحـمر).
وإذا كـان اللعب الشَهري موروثٌ وفنٌ شعبـيٌ جرت الـعادة على أدائـه ومُمارسته في مُـختلف الاحتفالات والأفراح والـمناسبات الـخاصة والعامة لغرض الـتـرويـح عن الـنفوس، وللـتعبيـر عن السعادة والـبهجـة والـفرح؛ فإن (اللعب الـتُنوشامـي) قسمٌ حـديـثٌ مِن أقسام (اللعب الشَهري)، لم يظهر ويشتهر إلاّ مؤخراً حيث يُـمكن القول: إنه ظهرَ وانـتـشـر بـيـن بعض الـمؤديـن لهذا اللون اعتباراً من عام 1438هـ تقـريـباً.
والـلعب الـتُنوشامي قِسمٌ لا يـختلف في أدائه الـحركـي عن القسميـن الرئيسيـيـن للعب الشَهري، وهما: (اللعب التُنومـي، واللـعب الشامـي)، وهما نوعـان من الأداء الحركـي الـذي يؤديهما ممارسو لون اللعب الشَهري في الـمناسبات، ولا يـختـلفان كثيـراً عن بعضِهما سوى في كيفية (الهَـكْـبَـة) التي تُعدُ الـجزء الأبـرز فـي حركـات اللـعب الشَهري بقسميه الرئيسييـن؛ والهَكبةُ حركةٌ تـتمثلُ في انـحناءةٍ يـسيـرةٍ موحدةٍ إلى الأمام يؤديها جـميع أفراد الصف عند نهاية تـرديدهم للـبديعة، ثـم العودة إلى الوضع السابق.
الـجـديـرُ بالذِكر أنـه إذا كـانـت الهكبة واحدةً ثـم الرفع منها مباشـرةً والعودة إلى الوضع السابق؛ فهـي هكبة اللـعب التُنومـي؛ أما إذا تـكررت الهكبة مرتـيـن متتابـعتـيــن ومستمرتـيــن، فهـي هكبةُ الـلـعب الشامـي.
وهنا يُـمكن القول: إن اللعب (الـتنوشامـي) قِسمٌ يـمتاز بـنوع وكيفية (الهَكْبَة) التي تـجـمعُ بـيــــن الـهكبتـيـــن الـتُنومية والشامية؛ حيث تـكون الهكبة الأولـى (تُـنوميةً)، أما الـهكبة الـثـانـية فتكون (شَامِيةً)، الأمر الذي يُـبَـرِرُ تسميته بالـلـعب الـتُنوشامـي.
الجميل في الأمر أن اللعب التُنوشامي يـمتاز بأنه لم يأتٍ أو يشتملُ على ما يُـخالف طريقة وكيفية اللعب الـمعروفة عند الجميع، كما أنه مُريـحٌ للمؤديـن، وفيه لـمسةٌ إبداعيةٌ حركية لا يُـجيدها إلاّ الـمؤدي الـمُتمرِس؛ إضافةً إلى أنه يـُرضي رغبة بعض الـمؤديـن في الـجـمع بين الهكبتيـن (الـتُنومية والشامية) في الوقت نفسه.
التعليقات