أحاديث مهدرة ..!!
“فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بُعثنا ونسأل بعده عن كل شئ”
جاء الإسلام فهذّب الطبيعة البشرية التي قد توحشت وأصابتها حظوظ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء،ومما نتج عنها هذا الإعتراف السديد من صاحب الأبيات أعلاه،
هذا التهذيب،ألقى بظلاله على الطبيعة؛إذ أصبح المسلم مكتسياً صفة السلام والرحمة
والمسلم :-“من سلم المسلمون من لسانه ويده”ورغبّ النبي الكريم؛ محمد -صلى الله عليه وسلم-في الإحسانِ لكلِ شيء
لذلك رحبّت الدنيا كلها باولئك الصحابة الذين تخرجوا من مدرستة،ومع مرور الوقت أصبح الوعظ والإرشاد بمثابة مايشبه اليوم رسائل “الواتساب”نسخ ولصق!! إلا في القليل النادر،
لن أنظّر كثيراً،لكني سأدلف لواقع القرى والهِجر والمحافظات والمراكز في منطقتنا الغالية منطقة”رجال الحجر، “والقضية عامة “وقبلها أستعير، كلمة الملك عبدالله -رحمة الله عليه-عندما قال ( أنتوا يالمشائخ فيكم كسل شوي)والمشائخ بجانبه كانوا بعضاً من هيئة كبار العلماء،وهو يعني مايقول-رحمه الله، لأن العالِم والإمام “إمامة”الدين والدنيا
المسؤلية المناطة به :هي مسؤلية أعظم من أي مسؤلية اخرى!! لذلك اتهمهم الملك “بالكسل” ، لوجود قضايا عالقة شائكة لم يتعاملوا معها بما ينبغى من الإيضاح وتسليط الضوء عليها ليراها عامة الناس ويفهموا الدين فيجتنبوا التعدي على الحقوق وأكل المال الحرام،وعلى سبيل المثال ؛ قول الله جل جلاله(.. وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) كم مرةً سمعتوا خطباء الجُمع يتحدثون عن هذه المعصية العظيمه وهي “الغلول” وسرقة المال العام، بالمقارنة عن خطب الحجاب مثلاً !! ففي الحديث ( قالوا يارسول الله ؛ إن فلاناً شهيد،قال هو في النار،في عباءةً غلّها) غلّها:يعني سرقها وسبق تقسيم الغنائم ،ولم ينتظر حكم رسول الله فيها،!!
كم مرة سمعنا خُطب عن فضل الإيثار والعطاء وخاصة لدينا في جبال السروات
إذ نستخدم السكك والممرات الضيقة التي لا تحتمل السيارة الواحدة،دون أدنى استشعار للمسؤلية الاجتماعية في توفير “مترٍ” آخر يتيح للناس المرور بسلام،ناهيكم عن كثرة الأشجار والشيجيرات النابتة على أسوار المزارع لا يكلف أصحابها أنفسهم في تشذيب هذه الأشجار التي تُغطي الطرقات،وتعيق الحركة فيها،وقد تناسوا قول نبيهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم
(إماطة الأذى عن الطريق صدقة)ندلف إلى شهادة الزور والسكوت عن الحق ،متى كثّف خطباء الجوامع الخطب في هذا،حين ضاعت الكثير من الحقوق وانطوت السنون والأزمنة وطوت معها حق إمرأة ضعيفة،ويتيم مكسور وذي الشيبة العاجز،عن المطالبة بحقوهم جراء “غياب”التوجيه والإرشاد الذي يحرم القلوب والأفئدة من الأجر والصفات الحميدة ،حين غاب المُرشد الناصح المصلح ،فبين الزبير والسند والشط والدميسة،ملفات متراكمة في المحاكم،ورفات ربما يتلظى في القبور ،أو أرواح تتلظى بلفح من جهنم جراء شهادة الزور وغمط الحق والتكبر على الضعيف،وأخذ ماليس بحق ،فمن لأولئك من ذوي الحاجات و ذوي الحقوق في كل قرية ومدينة،وكم تمنينا أن نواب القرى وشيوخ القبائل كرّموا أصحاب النفوس الكريمة من الأفذاذ الذين أرخصوا تراب الأرض وريال العمالة،لكي يفسحوا للناس في الطرقات،كذلك كان يجب تكريم أصحاب النفوس الشامخة التي أنفت عن السكوت على باطل وصدحت بكلمة الحق وشهدت بحق وأثبتت للضعيف حقه اياً كان،ولا ننسى بيوت كسرها العقوق وكسرها التجبر من صاحب الكلمة فيها حين يأخذ بسيف حق الوالديّة أو الأبوة ويتسلط على أهل بيته فسيومهم سوء العذابات النفسية والاجتماعية وقد يتخلى عن المسؤولية وهي “إمامة”ضاعت وضيعت ،
وغاب الناصح من بعض الأئمة
نتمنى من خطباء الجوامع،أن يتلمسوا حاجات القرى ويعيشوا مشاكلهم وينوهوّا عنها في المنابر في غير إطالة مملة ولا إجحاف للمعنى،ولهم في رسول الله أسوة حسنة ( ما بآل أقوام …) !!هكذا كان يُعّرِض صلى الله عليه وسلم بالمشكلة ثمّ يُحذّر منها،ويتوعد أو يرغّب ويرهب ليثوب الجاهل إلى رشده ويستيقظ الغافل ويعود العاصي إلى ربه، وليس أفضل ولا أقوى في التأثير من ؛قال الله؛وقال رسول الله،
وكلما كان إمام الجامع من أبناء بلده ليقوم بواجبه وهو يستشعر النفع والإصلاح كلما كان أنفع وأبلغ،وأن لا تكون الخطابة والإمامة مجرد وظيفة ينتظر راتبها آخر الشهر .
ومع ذلك فإن الخير كثير والتناصح موجود ولكن هناك مهم وأهم منه.
*ومضة
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شئ”
دمتم بخير
التعليقات