قبل عدة أيام اتجهت في زيارة خاطفة لجامعة الباحة لإنهاء بعض الإجراءات في عمادة القبول والتسجيل بعد فترة انقطاع دامت عشرة أعوام أو يزيد، شاهدت المدينة الجامعية في ذلك الوادي المنبسط على مشارف العقيق، يتوسط المدينة ذلك الصرح الشامخ (مبنى الإدارة العامة للجامعة)، هذا المبنى تم تصميمه وفق أحدث الأسس المعمارية، متكامل المرافق، يشتمل على العمادات المساندة، والمكتبة المركزية، والبهو الواسع، والأدوار المتعددة..
ينتظم في الخارج مباني أخرى لكليات الجامعة، فضلاً عن المباني التي لا تزال تحت الإنشاء. انتهت الإجراءات خلال فترة وجيزة، والذي يلفت النظر هو فن التعامل، والسرعة في الإنجاز، والاحترافية في العمل للموظفين دون استثناء، كان الجميع يعمل بكفاءة عالية واجتهاد منقطع النظير على الرغم من انتهاء العام الدراسي، هذا يشير أن الجامعة قد أولت العلاقات الإنسانية والتعامل الحسن كل اهتمامها لكافة منسوبيها والزائرين لها.
عشرون عاماً انقضت منذ أن نشأت جامعة الباحة حتى اليوم، خلال هذه الفترة بلغ عدد الكليات 15 كلية تضم تخصصات عديدة، تُقدِّم الجامعة برامج للماجستير صباحية ومسائية، يوجد 20 برنامجاً في كافة التخصصات، مع استحداث برنامج للدكتوراه في القيادة التربوية بالفترة الصباحية هذا العام كنواة لبرامج جديدة في المستقبل.
هذه البرامج والعدد الهائل من التخصصات في التعليم العالي والدراسات العليا كان ثمرة جهود مضنية برسم وتنفيذ معالي مدير الجامعة الموقر الذي يستمد التوجيه والعون بعد الله من سمو أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز – حفظه الله – الذي يُولِي التعليم كل الاهتمام من خلال المتابعة والعمل الدؤوب المتواصل للرقي بالتعليم العام والعالي بالباحة إلى أعلى درجات التقدم لكي تواكب جامعة الباحة باقي الجامعات المرموقة في المستوى، وتنافس في كل المجالات مع الجامعات الأخرى محلياً وعالمياً.
لقد كان لجامعة الباحة الأسبقية في البرامج المستحدثة للدراسات العليا بالمقارنة مع الجامعات الفتية التي تأسَّست حديثاً في كل المناطق، هذه الأسبقية لم تأتِ من فراغ، فالباحة حباها الله بموقع جغرافي متميز، هذا الموقع الفريد أتاح لها استقطاب الكوادر البشرية المؤهلة من أعضاء هيئة التدريس، كما تتميز بالكثافة السكانية الهائلة لسهولة التواصل والاتصال بين تهامة والسراة وعسير ومكة المكرمة.
ختاماً: لقد أولت حكومتنا الرشيدة كل ما تستطيع من الجهد والطاقة وبذلت وما تزال الغالي والنفيس للتعليم وأهله، فالمدارس والجامعات القائمة، والتعليم المجاني لطلبة التعليم العام، والحوافز المادية بالمكافآت لطلبة التعليم العالي، وقوافل الابتعاث للراغبين بإكمال المسيرة التعليمية، كل ما سبق شواهد على اهتمام حكومتنا
الرشيدة بالتعليم ومخرجاته، فالخريجون هم أساس التنمية والبناء والتقدم والازدهار للوطن في كافة المجالات.
التعليقات