كثيرة هي الاحداث والمواقف في كثير من المجتمعات.. وكثير ما تجد المتشدقون متصدري المجالس مدعين الكمال .. دون ظمير انساني .. أبّهات ومفتين زمانهم يفرضون ارائهم بحكم انهم هم العقلاء وأنهم هم المدركون دون بعد نظر لما قد يحدث من فعل هذا الفرض من قطيعة وتفكك في مجتمعهم . نتيجة فعل افكارهم الهدامة فلا يوقرون احتراما لكبير ..
ولا لطفا بتمعن لصغير فكل ما يهمهم الغطرسة وحب البروز .. وارضاء سلبية ارائهم الشخصية . فقد تجري الاحداث والمناسبات ويحدث من احدهم اختلاف مع (زيد)من الناس فسرعان ما تجدهم يسارعون بالتأويل في ترويج المساوئ (لزيد) وتحريض الاخرين ضده .. متخذين عبارة ان لم تكن معي فانت ضدي منهجا لهم .. وهي منطلقهم في تعاملهم مع الاخرين ..
وبهذا اصبح (زيد). وحيدا منبوذا .. محتقرا بين ابناء المجتمع حتى من أقاربه وأصدقائه بسبب هذا الكم من التأجيج ضده . . وهذا الفعل فيه إجحاف وظلم وتعدي .. وإلزام للغير بما لا يلزمه وبما يخالف الدين والأعراف والأخلاق .. وسبب للقطيعة في المجتمعات .. وكيل بآراء مخالفه في الاختلاف مع ( زيد ) والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. ولكن الواقع يقول أنه فسد الود بين ( زيد ) والكثيرين بسبب الاختلاف في الرأي. . فكثيرا من الأحيان قد لا .. نتفق في كل النقاط ..
وسيقع بيننا اختلاف في أقوالنا وفي افكارنا .. فلا يعني هذا انها عداوة أو محاربة أو نظرية مؤامرة .. فمن هنا يجب أن نرتقي بتفكيرنا .. وقبل ذلك أن نحسن النوايا في التعامل مع الآخرين .. فعندما يعادي (زيد) او (اخي ) أو (ابن عمي ) اي شخص اخر فأنا غير ملزم بمعاداته او هجره فلسنا في جاهلية دهماء او عصبية عمياء ..و ايضا عندما يعادي اي شخص (زيد) او (أخي ) أو (ابن اخي ) فلماذا يعاديني أنا ولم يحدث بيني وبينه شيء .
للأسف هذا أحد تطبيقات إن لم تكن معي فأنت ضدي بطريق عكسي ..
بفعل طرق وأفعال المؤججين مدعين الكمال .. فلا يَلزم من كوني لست معك أني ضدك .. وتأكد أني لن أكون معك دائما .. وأنا متأكد من أنك لن تكون معي دائما إلا في حالتين أن أحدنا لا يخطيء أبدا وهذا غير ممكن .. أو أن أحدنا إمّعة يسير خلف غيره دائما مع من يدعون الكمال .. وكن على ثقة ان الموافقة الدائمة ليست دليل محبة .. كما إن الاختلاف ليس دليل عداوة فكم قُطعت علاقات ..
وهُدمت صداقات بسبب ظن أحد الأطراف أن عدم الموافقة والمتابعة يعني العداوة والمخالفة .. فعندما تعذر غيرك في عدم موافقتك في أمر . ما. بدون أن يكون في نفسك عليه شيء فأنت تعيش بفكر راق وأخلاق إسلامية عالية ونفس مطمئنة كريمة ..
صحيح أن هناك من يتقصد الرفض والمخالفة من مدعين الكمال والمؤججين ويقف دائما ضد أشخاص معينين .. وهذا الامر لا يعني أن نجعله قاعدة نبني عليها الأحكام في كل واقعة٠
ومن الاخير قد لا أكون معك في أمر. ما. ولكن تأكد أني لا أقف ضدك ..؟
التعليقات
تعليق واحد على "قضية اليوم – بقلم الكاتب أ. ظافر بن الهيال الاحمري"
نشكر الله دائماً وابدا ثم نشكر الكاتب والمثقف والاديب
الشيخ ظافر الهيال ابو محمد
لقد كتب فاوجز وعبير فاصاب وفضح الذين في قلوبهم مرض فعراهم ونصح فاوفى في الكيل انه يا ساده سفير الجمال وصفاء القلب وشمس بالنهار وقمر بالليل ينير الطريق لكل من هم يشبهون الجمال والقلوب المخمومه ،،،
انت رجل من الطراز الاول في طرحك ومناولتك لموضوع وصفه القران فقال سبحانه وتعالى ( في قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا ) لقد نقلت كل جميل وانت الاجمل ،،، الله يسعدك ويحفظك.