الجمعة ٦ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ١٠ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

منال الشهري .. كلمة المرور للكاميرات الأمنية لا يوفر الحماية الكاملة

منال الشهري .. كلمة المرور للكاميرات الأمنية لا يوفر الحماية الكاملة

صحيفة النماص اليوم :

حذرت أخصائية الأمن السيبراني والتحقيق الجنائي الرقمي، الأستاذة منال الشهري، من الاعتقاد السائد بأن مجرد تغيير كلمة المرور للكاميرات الأمنية المنزلية يوفر حماية كافية، مؤكدةً أن هذا الإجراء بمفرده لا يصمد أمام التطور المتسارع لأساليب الاختراق الإلكتروني وتعقيداتها المتزايدة. وقالت الشهري، في معرض حديثها خلال لقاء إذاعي، إن شريحة كبيرة من مستخدمي الكاميرات المنزلية يفتقرون للوعي بالخطوات الأمنية الأساسية، ويعتقدون خطأً أن تغيير كلمة المرور بشكل دوري هو حائط الصد المنيع ضد محاولات الاختراق. وأشارت إلى أن هذا المفهوم القاصر يستدعي تصحيحًا عاجلاً عبر تطبيق حزمة من الإجراءات الأمنية لضمان عدم تحول هذه الأجهزة إلى أدوات للتجسس أو وسائل للابتزاز. وأوضحت الخبيرة أن الكاميرات المنزلية، لارتباطها المباشر بشبكة ”الواي فاي“ الخاصة بالمنزل، تصبح هدفًا سهلًا في حال تمكن المخترقون من الولوج إلى تلك الشبكة. وسردت الشهري واقعة تعرضت لها سيدة تمتلك كاميرات مراقبة في منزلها، حيث قامت عاملة منزلية لديها بمشاركة كلمة مرور ”الواي فاي“ مع أطراف خارجية، الأمر الذي مهد الطريق لاختراق الشبكة المنزلية بالكامل. وأضافت الأخصائية أن المهاجم، فور تمكنه من اختراق الشبكة، عمد إلى إجراء مسح شامل لكافة الأجهزة المتصلة بها، ونجح في تحديد الكاميرات. وتابعت أنه نفذ بعد ذلك هجوم تخمين على كلمة المرور الخاصة بالكاميرات حتى تمكن من الوصول إليها، ليبدأ في تحميل مقاطع فيديو شخصية تكشف تفاصيل دقيقة عن حياة الأسرة، شملت مواعيد نومهم واستيقاظهم، وأوقات خروجهم من المنزل، بل وامتدت لتشمل تفاصيل خاصة جدًا بالسيدة صاحبة المنزل. وأشارت الشهري إلى أن المهاجم انتقل لاحقًا إلى مرحلة ابتزاز السيدة بعد مغادرة العاملة المنزلية، مؤكدةً أن مثل هذه الحوادث تسلط الضوء على الضرورة الملحة لاتخاذ تدابير وقائية متقدمة وعدم الاكتفاء بتغيير كلمات المرور كحل وحيد. وشددت على أهمية تبني ممارسات أمنية صارمة لحماية الكاميرات المنزلية، ناصحةً بعدم تركيبها في المواقع ذات الحساسية العالية كغرف النوم أو أماكن تغيير الملابس. ودعت إلى تجنب توجيه عدسات الكاميرات نحو مكاتب العمل المنزلية، أو أي مناطق قد يتم فيها إدخال كلمات مرور حساسة أو استخدام تطبيقات بنكية. وفي سياق متصل، أكدت على ضرورة إنشاء شبكة ”واي فاي“ مستقلة مخصصة للضيوف، وهي ميزة توفرها معظم أجهزة التوجيه ”الراوتر“ الحديثة، مع التشديد على عدم مشاركة كلمة مرور الشبكة الأساسية المرتبطة بالكاميرات مع أي شخص. وبيّنت أن إهمال تثبيت التحديثات الأمنية التي تصدرها الشركات المصنعة للكاميرات بشكل فوري يمثل ثغرة أمنية خطيرة، موضحة أن هذه التحديثات غالبًا ما تأتي لمعالجة ثغرات مكتشفة أو لتعزيز صلاحيات الأمان، لذا فإن تجاهلها يُعد تقصيرًا لا يُغتفر. وأوصت المستخدمين بالدخول بشكل دوري إلى تطبيق الكاميرات والبحث عن خيار ”التحديث“ أو ”Update“ وتثبيت أي إصدارات جديدة فور توفرها، معتبرة هذا الإجراء خط الدفاع الأول ضد الهجمات. وأشارت خبيرة الأمن السيبراني إلى أهمية مراجعة سجلات الدخول الخاصة بالكاميرات، المعروفة بـ ”Activity Logs“، والتي تتيح للمستخدم تتبع من قام بالوصول إلى الكاميرات، وتفاصيل الجهاز المستخدم، والموقع الجغرافي الذي تم منه الدخول. وقالت: ”إن اكتشاف دخول غير مصرح به، كأن يجد المستخدم أن شخصًا ما ولج إلى كاميراته في وقت متأخر من الليل مثل الثالثة فجرًا، هو مؤشر خطر يستدعي تحركًا فوريًا.“ ودعت الشهري إلى نشر الوعي الأمني الرقمي بين جميع مستخدمي الأجهزة الذكية، خاصة تلك المتصلة بشبكة الإنترنت، مشيرة إلى أن الكاميرات المنزلية لم تعد مجرد أدوات للمراقبة، بل قد تتحول إلى مصدر تهديد لأمن الأسرة وخصوصيتها إذا لم تتم إدارتها وتأمينها بالشكل الصحيح. وأوصت بتفعيل خاصية التحقق الثنائي ”Two-Factor Authentication“ إن كانت متاحة، واستخدام كلمات مرور قوية ومعقدة، ومراقبة أي نشاط مريب، وتحديث البرامج والتطبيقات بانتظام، وإعادة تقييم مواقع تركيب الكاميرات. وأكدت أن ”الاختراق لا يستأذن، والخصوصية أمانة“، داعيةً المستخدمين إلى عدم ترك منازلهم وحياتهم الخاصة مكشوفة للغرباء بسبب ما قد يبدو كثغرة رقمية بسيطة يمكن تلافيها.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *