صحيفة النماص اليوم . خليفة صالح المرشود
التناقض هو السمة القبيحة التي لا يمكن تجاهلها في أي جانب كان، وهو أبرز صفة يصطدم بها الملاحِظ لتياراتنا الفكرية في المجتمع، ولحراكها الإعلامي الظاهر للجميع، سواء كان الملاحِظ متابِعاً، أو يعيش حياة البسطاء الكادحين.
وما هو إلا تساؤل يتدفق بهدوء شديد حتى لا يجترح سيئة الضجيج التي تلوث بها البعض.. ودهشة تعلو برفق كي لا تؤلم مشاعر المتشبثين.. تساؤل يتجلى في كل مرة يرى فيها أعلام تياراتنا الفكرية تردد محفزة: “تخطئ كي تتعلم”، وتمزجها بابتسامة الرضا وتعابير السماحة.. لكن تحترق العبارة فورًا، وتنقلب موازينها جذريًا عندما يكون الخطأ باسم أحد التيارات، أو ارتكبه أحد رموزها لتكون: “تخطئ كي تُظهر نيتك”.. وتكون أول دلالة يستدل بها على وجود الأجندة المخفية، وأعظم وسيلة للاتهام بفساد النية، وقبح الهدف.
وما إن تمر الأيام وتهدأ الأمور حتى تشعر بالامتنان لذلك الذي يردد “ليس الخطأ أن تخطئ الخطأ، ولكن أن تستمر على خطئك”، وينثر بعبارته هذه من نورانية التسامح ما تشرق به السماء عامًا كاملاً، وسرعان ما يكون ذلك حلمًا عشته للحظات عندما تراه يتهم الآخر بالتلون والكذب والنفاق وعدم الثبات واللعب وفق ما تقتضيه المصلحة لمجرد أنه غيَّر رأيه.
إنه تناقض يخلق خدشًا، تزداد تفرعاته تباعًا؛ ليرسم صورة من تصفية الحسابات والانتصار للذات دون الاكتراث للمبدأ!!
التعليقات