الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

أين دور الجامعة العربية في معالجة قضايا امتها ؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

أين دور الجامعة العربية في معالجة قضايا امتها ؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

من تاريخ نشوء الجامعة العربية في جمهورية مصر العربية في 22مارس 1945م، وهي منظمة إقليمية تضم الدول العربية في افريقيا وآسيا، وكانت الدول المؤسسة الأردن ومصر والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا، ثم انضمت بقية الدول العربية لعضوية الجامعة تباعا لاستقلالها من الاستعمار الغربي البغيض، وأصبحت مجموعة الدول الأعضاء في الجامعة العربية ( 22) دولة، ومن أهم بنودها منع الاعتداء بين دولها ومنع الانقسامات الداخلية والتدخل للإصلاح، وكما قال الله سبحانه وتعالى: ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).

من خلال ما يدور في العالم من صراعات وحروب إلا أن هناك إمكانات للصلح وإنهاء الخلافات إلا خلافات الدول العربية فإنها تستعصي على الصلح، كما يحدث في السودان وفي اليمن وفي ليبيا وتونس ولبنان والعراق، لأنها بكل أسف تدار هذه الخلافات من الخارج ولمصالح ضيقة لا تصب في مصلحة الوطن، وهذا العداء بين المغرب والجزائر ليس مبررا على الإطلاق، كل هذه الخلافات والصراعات لم تكن جهود الجامعة العربية موفقة وفاعلة لحلها، لعدم توافق الأعضاء على حل هذه الخلافات، ومما يدعو للأسف أن بعض الدول العربية تزيد من حدة الخلافات ربما لمصالح لا تخدم الجهد العربي المشترك.

ما يحدث في السودان يدمي القلب، فما تفعله قوات الدعم السريع من تدمير للمنشآت الاقتصادية والبنى التحتية والمرافق التعليمية يؤكد أن قوات الدعم السريع ليس لديهم شيء يخسرونه لأن هذا الفعل يؤكد أنهم ليسوا سودانيين وإلا فلماذا يخربون بيوتهم بأيديهم، والمفروض والمطلوب تدخل الجامعة العربية بكل أعضائها لوقف هذا الاحتراب الداخلي واستنزاف اقتصاد هذا الوطن وتدميره، والذي كان من أكبر اقتصادات المنطقة ودرسنا في المدارس أن السودان يعتبر سلة خبز المنطقة العربية.

المطلوب من جامعة الدول العربية بكل أعضائها التدخل حتى ولو بالقوة كما قال الله سبحانه وتعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين).

إن اشقّاءنا في السودان وفي ليبيا وفي اليمن يعيشون حالة من الصراع الداخلي لأجندات لا تخدم الوطن والمواطن بقدر ما تكون حب الكراسي، وبدعم خارجي لمصالح لا تمت لمصلحة الوطن بأي صلة، الأمر يستدعي الوقوف بقوة لإصلاح ذات البين والانصراف لبناء الأوطان ونموها وتطورها.

حماس تتحدى العدو الصهيوني المجرم ليزيد في قتل العزّل من الرجال والنساء والأطفال، وتد مير الحياة بكل مقوماتها بشكل عبثي لم يسبق له مثيل في التاريخ وقد وصل الحال بالسلطة الفلسطينية وبقايا مواطني ومواطنات قطاع غزة بالطلب من حماس تسليم أسلحتهم وقبول الصلح مهما تكن مرارته، والمستقبل كفيل بإذن الله أن تتحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في بناء دولتهم وفق الاعتراف المتبادل مع الدولة الصهيونية، وهذا موقف المملكة الذي لم يتغير بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله ونصرهم وأعزهم.

ومن بنود ميثاق الدول العربية الوقوف صفا واحدا في وجه من يريد بأمتنا شرا، ويسعى الى نشر الفتنة والبغضاء بين دولنا.

ما أصاب أمتنا العربية من صراعات دموية وانقسامات وإسقاط هيبتها الدولية إلا بوحي من دول أخرى وفقا لأجندة أيديلوجية، وكما قال الملك فيصل ملك العراق سابقا: (اتفقوا العرب على ألا يتفقوا)، والله المستعان.

يقول الشاعر العربي المهلب ابن أبي صفرة:

كونوا جميعا يا بنيّ إذا اعتـرى 

                     خطب ولا تتفرقوا أفـــرادا
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا 

                    وإذا افترقن تكسرت آحادا

حفظ الله وطننا الحبيب الغالي بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا، وأمتنا العربية من كل سوء ومكروه.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *