الإثنين ١٤ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ١٩ محرم ١٤٤٧ هـ

السعودية.. وسيط السلام الدائم في عالم مضطرب – بقلم الدكتور جرمان أحمد الشهري

السعودية.. وسيط السلام الدائم في عالم مضطرب – بقلم الدكتور جرمان أحمد الشهري

عندما تحضر المملكة العربية السعودية كوسيط لحل الإشكالات وتهدئة الصراعات، فإن النتيجة تكون حتمًا إيجابية، متى ما أبدت الأطراف المتنازعة رغبتها في الاستجابة لهذه الوساطة. هذا النهج الثابت يمثل إحدى السمات الراسخة للسياسة السعودية، التي التزمت بها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -.

وقد كانت آخر تلك الجهود السعودية الموفقة، ما قامت به المملكة من دور إيجابي وفاعل في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان، من خلال الاتصالات التي أجراها سمو وزير الخارجية مع الطرفين، إلى جانب الجهود المكمّلة التي بذلها معالي الأستاذ عادل الجبير، بهدف خفض التصعيد وتعزيز الأمن والاستقرار في جنوب آسيا.

وقد أثمرت هذه الجهود عن إعلان وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين في 10 مايو 2025، وهو ما لقي ترحيبًا واسعًا من قبل المملكة، انطلاقًا من حرصها الدائم على نزع فتيل الأزمات، وتفادي المواجهات العسكرية التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وبحكم ثقلها السياسي وحكمة قيادتها، كانت المملكة الدولة الوحيدة التي دفعت بمبعوث خاص لزيارة البلدين ولقاء قيادتيهما السياسية، في خطوة مثّلت تحركًا دبلوماسيًا عالي المستوى، تكللت بالنجاح والقبول من الطرفين، وأثمرت لاحقًا عن الاتفاق على وقف إطلاق النار.

لقد أثبتت المملكة، مرة أخرى، أنها دائمًا ما تكون ملاذًا آمنًا لمن ينشد السلام، وأن لها تأثيرًا وقبولًا لدى مختلف دول العالم. فهي لا تكتفي بما تنعم به من استقرار داخلي، بل تضطلع بمسؤولياتها الإقليمية والدولية، إدراكًا منها لأهمية السلام، ومدى تأثيره المباشر على واقع ومستقبل الشعوب.

فالعالم اليوم، على اختلاف دوله وتوجهاته، بات يتأثر بشكل واضح بما يحدث في أي بقعة منه، سواء من خلال تعزيز فرص السلام أو عبر اندلاع الصراعات.

حفظ الله بلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية، وأدام عزّها، ومكّنها من مواصلة أدوارها الريادية في تعزيز السلام وتحقيق الأمن والاستقرار محليًا وإقليميًا ودوليًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *