الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

محافظة النماص .. تشارك في مهرجان الحرفة الدولي بالزلفي

محافظة النماص .. تشارك في مهرجان الحرفة الدولي بالزلفي

صحيفة النماص اليوم :

شاركت محافظة النماص ممثلة لمنطقة عسير في “مهرجان الحرفة الدولي” الذي دشنه سعادة محافظ الزلفي أ. صالح بن سيف الرافع، بحضور رؤساء ومدراء الجهات الحكومية. يتقدمهم المشرف العام على المهرجان رئيس مجلس إدارة جمعية التراث والوثائق والحرف د. صالح العليوي، والذي أقيم في محافظة الزلفي يوم  2025/5/1م – 1446/11/3هـ، وأستمر لمدة خمسة أيام، وقدم  أ.د. ظافر بن غرمان العمري، مشاركة بعنوان ( حرفة البناء الحجريّ في ديار رجال الحجر – محافظة النماص أنموذجًا ) حيث تحدث عن المباني الحجرية بمحافظة النماص، والتي شملت على مقدمة، وثلاثة مباحث، المبحث الأول عن المساكن، وفيه تحدث عن أنواع المساكن، ومكوناتها، وطرق بنائها. والمبحث الثاني تناول الدكتور “العمري” حرفة البناء، ومهام أصحاب الحرفة حسب تقسيم العمل بينهم، والفرق بين أعمالهم، وعلاقتها بالمجتمع الحجْريّ، وتناول المبحث الثالث أدوات البناء، وطرق العمل بها. وجاءت الخاتمة ببعض التوصيات فيما يتعلق بهذه الحرفة، والمحافظة عليها، وتدوين تاريخها، والمعتنين بها. وقدّم الأستاذ صالح بن محمّد آل عليّان العمريّ مؤسّس متحف قرية آل عليّان التراثيّ. عرضًا مصوّرًا للبناء الححريّ في محافظة النماص، وشرحًا وافيًا لطريقة البناء الحجريّ، منذ وضع أساسات المبنى إلى اكتماله، والمراحل التي يمرّ بها البناء، مع التوضيح بالصوت والصورة لهذا التراث العريق، والحرفة المعماريّة العريقة التي امتازت بها قبائل رجال الحجر، وكان لمباني المنطقة تاريخ يمتدّ إلى قرون مازالت الحصون والتي القلاع والمساكن شاهدة ومحافظة على قوّته وجودتها. حيث تحدث عن الجانب العملي التطبيقي للبنيان بالحجر والطين، والتسطيح بالأخشاب التي تجلب من أشجار المنطقة وتسمى بشجر العرعر، وتحدث عن بداية العمل في البناء، والتي أولها حفر الأساس الذي يسمى بـ “المحق” حيث يبنى الأساس بعد الوصول الى الارض الصلبة، ويكون “الأساس” بعرض يتراوح من متر الى متر ونصف حسب رغبة صاحب الدار في عدد الأدوار ثم يبدأ بوضع الأحجار الصخرية من جبال المنطقة، وتكون من المقاس الكبير وخاصة في الأساسات ثم يرتفع الأساس الى مستوى سطح الأرض أو زيادة بحوالي نصف متر ثم تقوم حلوق الأبواب أو مايسمونه بـ “العابر أو العُبر ” والتي يبنى عليها سواء الأبواب او الشبابيك “الحلوق” ثم يستمرون في رفع البناء ويكون الفريق مكون من الباني أو البناء و المهندس الذي يقوم بإصلاح الأحجار ويساويها، والمناولين للحجارة والذين يسمون بـ ” الملقفين” ويكون في العادة عددهم ثلاثة أشخاص، ويأتي دور “المطين” الذي يناولهم الطين لتعبئة الفراغات التي بين الحجارة في داخل الجدار، ثم المكحل الذي يزين الفتحات الصغيرة التي تبقى بين الحجارة، وعندما يصل البناء إلى أقل من الثلاثة أمتار تُحضر الأخشاب ومنها مايسمى “الجيز” أو  “الجايز” وهو عبارة عن خشبة كبيرة وذلك لحمل السطح، ويكون بحجم سميك وقوي ثم يوضع عليه أخشاب بعكس الاتجاه “اتجاه الأول” وتسمى “البَطن” وهي عبارة عن أعواد أقل سمكاً من “الجيز” وتحمل أيضا السطح.. تمتد من الجدار الى “الجيز” أو بالعكس من “الجيز” الى الجدار،  ثم يوضع “الجريد” أو “الجرد” وهي عبارة أيضا من أخشاب أقل سمكا من الأولى، وتوضع بعكس الاتجاه الأول، ثم يوضع “اللحاء” وهو لحاء الأخشاب وهو لحاء شجر العرعر” وهو الشجر المعروف في منطقة عسير، وقد يختلط معها بعض الأشجار الأخرى ولكن الأغلب يكون من شجر العرعر، ثم يُفرش اللحاء فوقها، ثم يحضر بمايسمى “العرفج” وهو نبات ذو أغصان خفيفة ويفرش فوق اللحاء حتى لا يتسرب التراب أو الطين الى داخل الغرف ويكون أكثر سماكة واحكام، ثم يحضر “الطين” وقد خًمر لمدة يوم أو يومين بعد أن يخلط به “التبن” ثم يفرش “الطين” فوق هذه المواد جميعها، ثم يوضع التراب الجاف في الأعلى ويُرش بالماء، وبهذا يكون قد انتهى تسطيح المبنى أو الغرفة أو أكثر من غرفة.. وقد تم شرح هذه الطريقة للبناء بعرض مرئي بمقاطع مصورة من خلال ترميم قرية آل عليان شمال محافظة النماص. تجدر الاشارة الى ان المهرجان شارك فيه عدد من المهتمين بالحرف اليدوية والمتخصصين بالتراث والبحث العلمي، من جميع مناطق المملكة، والذي يهدف إلى خلق بيئة تدريبية متكاملة تدعم العاملين في مجالات الحرف والوثائق، وتعزيز التعاون بين المهتمين بالتراث، وتمكّن الجيل الجديد من مواصلة المسيرة بأسس معرفية ومهنية حديثة. ويعتبر هذا المشروع ثقافي متكامل بشكل يرسم فكرة الحرفة في حياة المملكة، بصفتها “الحرفة” أصالة الماضي وثقافة المستقبل وخاصة للجيل الجديد من ابناء الوطن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *