إغماءات وبكاء ونحيب ولطم الخدود والدموع تنهمر بغزارة والتشنجات وحتى الأخوات دخلن في هذا التيار، وأصبحت الأسر تعاني من انقسامات بين أفرادها وربما يتحول الى عداء نسأل الله السلامة والعافية، ووسائل الإعلام ترفع من حرارة هذا السلوك حتى أن بعض الإعلامين يتصادمون فيما بينهم من خلال التصريحات والتعليقات الغير محسوبة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تسيء للعلاقات الشخصية.
الأمر يدعو الى وقفة جادة للجهات ذات العلاقة وخصوصا رابطة المشجعين، ونشر الوعي بين صفوف المشجعين، وميول الشباب والانتماء للنوادي الرياضية أمر فطري وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لكن لا يتحول الى خلاف حاد ومشادات كلامية تخرج عن الذوق العام، الأمر يستحق معالجة من خلال برامج توعوية ولقاءات مع التربويين وعلماء النفس والاجتماع..
كما أن وزارة الداخلية لها دور في ضبط الشارع ومعالجة الزحام بعد نهاية كل مبارا ة، وتوفير أكثر من مسار لخروج الجماهير من الملاعب بعد نهاية كل مباراة، ووزارة الإعلام لها دور كبير أيضا بترشيد الجماهير، والاستعانة بأهل العلم والخبرة في برامج حوارية لمعالجة هذا الاضطراب في السلوك، واحترام المجتمع وحركة الحياة الطبيعية في كل موقع، والتشجيع المنضبط للأندية أمر مرحب به لكن لا يتحول الى مناطقية وقبلية ونعرات جاهلية.
إن الانتماء للأندية أمر طبيعي وتعيشه الجماهير، والفوز بين الأندية ينشر الفرح ومتنفس للشباب وألا يتحول الى مصادمات، وتكسير السيارات والعبث بممتلكات الملاعب والأندية وممتلكات الآخرين، وتبادل الشتائم التي تضر بالذوق العام.
كرة القدم أصبحت أيقونة هذا العالم، والمطلوب مع هذه الشعبية الطاغية لكرة القدم والتي بدأت تجتاح الكرة الأرضية أن تكون مصحوبة بالوعي الرشيد للتعامل مع هذه اللعبة الشعبية التي تحتل الصدارة على كل النشاطات الرياضية.
والمطلوب والمأمول من وزارة الرياضة إنشاء ملاعب لكرة القدم في كل أحياء المدن والقرى والهجر مزودة بمنهج تربوي وتوعوي لكل الأندية وفي المدارس والجامعات والارتقاء بالذوق العام، ومعالجة ظاهرة التشجيع الغير منضبط من خلال التواصل مع رابطة المشجعين لكل نادي، والمطلوب من الأمانات والبلديات إقامة ممرات لرياضة المشي في كل الأحياء ومرافق خدمية لتتحقق جودة الحياة في بلد الخير والبناء والعطاء والتنمية لكل أبناء الوطن.
كل وسائل الاعلام تشير الى تفوق المملكة في كل المناشط الأمنية والرياضية والفنية والترفيهية والاجتماعية، وهذه كلها بتوفيق الله وتنبع من مشكاة استراتيجية التحول 2030 المباركة ولله الحمد.
قبل الختام : اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، والحمد لله رب العالمين .
التعليقات