تتوافد أعداد المصطافين هذه الأيام بكثافة باتجاه غابة رغدان بالباحة قبل حلول الاجازة الصيفية للاستمتاع بالطقس المعتدل والمناظر الخلاَّبة، تشهد الغابة تدفق للمتنزهين بشكل دائم طوال العام؛ شاهدت بعض السائحين الأوروبيين الزائرين للباحة في فصل الشتاء عندما كان الضباب يعانق قمم الجبال والأمطار تتساقط، فالسياحة لم تعد مقصورة على فصل الصيف في الوقت الحاضر لاختلاف ثقافات السائحين القادمين من كل أنحاء العالم.
الجهد المتنامي الذي بذلته أمانة منطقة الباحة لترتقي بالسياحة في الباحة يُغني عن التعريف، فالمشاريع التي نفذتها خلال الأعوام الخمسة التي مضت تفوق الوصف، وعند الإشارة لتلك المشاريع لا ننسى أن نُقدِّم الشكر والامتنان لسعادة أمين منطقة الباحة والقائمين معه على جهودهم التي تُذكر فتُشكر، فلا يشكر الله من لا يشكر الناس.
منطقة الباحة من المناطق السياحية الواعدة التي لا تزال بحاجة للمزيد من المشاريع الرائدة، فالباحة بطبيعتها منطقة جبلية محدودة المساحة تزدحم بالسكان المقيمين بها قبل غيرهم، يتوسط المدينة طريقان يتقاطعان من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، تزداد الكثافة السكانية وسط المدينة رغم توفر المساحات الشاسعة من الجهات الثلاث -الشرق والشمال والجنوب- لم تستثمر حتى هذه اللحظة للحد من الازدحام لا سيما في الجهة الشرقية باتجاه محافظة العقيق.
من المشاريع المقترحة على أمانة منطقة الباحة إعادة رسم خارطة المدينة من جديد، فالنمو السكاني يتطلب مزيداً من التنمية والتوسع الجغرافي بشكل مضطرد، والمساحات المجاورة لجامعة الباحة شرقاً هي المكان الأمثل لإقامة مُجمَّع للدوائر الحكومية، وإنشاء مخططات سكنية حديثة وتسمية الحي السكني بعد إقامته بالباحة الجديدة، مثل تلك المشاريع حتماً سوف تستقطب معظم سكان الباحة للإقامة بها عندما تتوفر بها الخدمات الحكومية، كما سيخفف الضغط السكاني والازدحام على الباحة التي تبقى كما جرت العادة مدينة لعبور المسافرين، واستثمار قرى الباحة العتيقة كأماكن للسُكنى للمصطافين نظراً لقربها من الأماكن السياحية كغابة رغدان.
ومن المشاريع المقترحة أيضاً على أمانة المنطقة والسياحة بالباحة إقامة عدد من المشاريع السياحية، كإنشاء فندق يعتلي قمة الجبل المنحدر باتجاه وسط غابة رغدان يتسمى باسمها، ومحطة للتلفريك بجوار الفندق ينحدر باتجاه الغابة صعوداً ونزولاً، هذا المشروع سوف يكون مُجدياً من الناحية الاقتصادية للمستثمرين في المجال السياحي، فالباحة كانت سبَّاقة في إقامة مشروع للتلفريك قبل أكثر من عقدين من الزمن في قطاع بالشهم جنوب محافظة بلجرشي؛ كل الدول السياحة بلا استثناء تضع في مقدمة مشاريعها هذه المحطة كأحد الروافد السياحية التي تدعم السياحة في المكان المستهدف.
وللحد من الازدحام المروري الذي تشهده غابة رغدان كل عام يمكن استثمار الجبال المجاورة للغابة عبر شق طرق جديدة ومتفرعة للوصول للقمة لخلق مساحة جغرافية تستوعب السيارات والسائحين خلال فترة الاجازة الصيفية؛ يمكن أيضاً إقامة مشاريع سياحية شمال الباحة وجنوب بلجرشي وإعادة منتزه القمع سابقاً – القمم حالياً – إلى سابق عهده، هذا المنتزه بحاجة إلى عمليات تشجير من جديد لنباتات العرعر والزيتون البري بكثافة نظراً للاحتطاب الجائر الذي شهده المنتزه خلال السنوات الماضية، علاوةً على اصلاح ورصف الطرق لعبور المتنزهين وتجهيز المنتزه بكافة الخدمات السياحية الضرورية قبل حلول الاجازة الصيفية لهذا العام.
خاتمة المقال: لتفادي الازدحام المروري في مدينة الباحة الناجم عن تحسين الشوارع والأرصفة، نأمل من الأمانة وفرع وزارة النقل إيقاف عمليات الصيانة للشوارع داخل المدن أو حتى مشاريع البنية التحتية في الطريق العام قبل حلول الاجازة الصيفية بفترة مناسبة، وإزالة المعدات التي تعوق الحركة المرورية، والعودة لاحقاً لاستكمال باقي المشاريع بعد مغادرة المصطافين مباشرة.
التعليقات