صحيفة النماص اليوم :
: كشف حوار أعده الزميلين د. عبدالرحمن الحبيب وخالد الفارس ونشرته صحيفة “عكاظ” مع الأمير متعب بن عبـــــدالله جوانب مهمة من الحياة اليومية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز … بداية الحوار : الملك يصحو مبكراً وبعد أداء صلاة الفجر يكثر من الدعاء ثم يقرأ القرآن الكريم لفترة طويلة، وبعدها يأخذ قسطا من الراحة، ثم يصحو نحو الساعة الثامنة والنصف، ويؤدي صلاة الضحى، وبعدها يتناول الإفطار، ويطلب المعاملات، حيث يحضرها له معالي رئيس الديوان الملكي الأخ خالد التويجري، ويبدأ يناقشه في كثير منها، حتى وقت صلاة الظهر، وبعد أداء الصلاة يستكمل النظر والبت فيما يعرض عليه ــ حفظه الله ــ حتى أذان العصر تقريباً، قد تكون هناك اتصالات هاتفية أو استقبالات وفق ما هو مدرج في برنامجه ـــ يحفظه الله. وفي المساء يبدأ التدريبات الرياضية المقررة له ويحاول أن يمشي أطول مدة ممكنة، وهكذا يسير برنامجه اليومي.
• متى يفرح الملك ومتى يغضب؟
•• الملك عبدالله يفرح إذا رأى المواطن السعودي قدم عملا جيدا، وإذا رأى المواطن عمل شيئا يُغضِب، فإنه يتأثر ولكنه يكتم تأثره، وهذه مشكلته الأساسية أنه يحاول أن يخفيها في نفسه ولا يحاول إظهار ذلك، ولو أظهر ذلك يكون بطريقة لا تبين أنه غاضب، وأكثر شيء يغضبه هو الظلم، وعلى هذا الأساس دائما يحب أن يكون فيه عدل، وأكثر ما يغضبه التجاوز في حدود الله، وكذلك التجاوز في حقوق الوطن والمواطن، فكلها أمور تستدعي غضبه.
• وماذا عن تفكير الملك هذه الأيام في أحداث سورية؟
•• من أهم ومن أحب الدول إلى قلب خادم الحرمين الشريفين سورية، والملك عبدالله لم يأل جهدا في سبيل رأب الصدع بين المتناحرين، إذ في بداية المشكلات والأحداث أرسل من الخطابات ما لا يعد ولا يحصى إلى الرئيس السوري، أرسل أشخاصا يقابلونه، عددا ليس بالقليل، وأجرى اتصالات هاتفية متواصلة للتنبيه إلى خطورة الوضع في سورية، ولكن مع الأسف دون جدوى. والملك يشعر بجرح عميق وهو يشاهد المواطن السوري يقتل بأيدٍ سورية. نتمنى ــ إن شاء الله ــ أن يهون على الإخوان السوريين وتنتهي معاناتهم المؤلمة والدامية بأسرع وقت.
• ما هي أهم القرارات التي سعد باتخاذها وماذا كان أثرها ووقعها على الشعب وكيف تلقى ردود الفعل تلك؟
•• كل القرارات التي يتخذها بفضل من الله تصب في مصلحة المواطن ورفاهيته، ومنتهى سعادته عندما يرى أن المواطن مستفيد من تلك القرارات، يسعد أكثر وبالذات حينما يلتقي المواطنين ويلمس بنفسه هذا الشعور، ولعل من أهم القرارات التي اتخذها وسعد كثيرا بمردودها إنشاء وزارة الإسكان، زيادة عدد الجامعات إلى أكثر من 30 جامعة في مختلف المدن والمحافظات، وجامعة الملك عبدالله، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والمدن الاقتصادية، ودعم الضمان الاجتماعي بميزانية ضخمة، وكذلك دعم صناديق التنمية المختلفة وبرنامج الابتعاث للخارج.. وبرنامج تطوير التعليم.. وحصر الفتوى في المؤهلين لها وتكريم النوابغ من سيدات المجتمع ورجالاته وشبابه.. والتوسع في المدن الطبية على مستوى المملكة، وهناك الكثير من القرارات التي لو تحدثنا عنها طويلا فلن نستطيع حصرها.
• كيف يختار الملك من حوله من سكرتارية.. أو وزراء.. أو مسؤولين في مواقع مختلفة؟
•• يضع الملك دائما في أولوياته عند اختيار من حوله من السكرتارية أو الوزراء مخافة الله أولا ، والصدق والأمانة.. ويحب الصادق الذي ينقل له احتياجات المواطن، وهمومه، وأمانيه، والأمين الذي يؤدي الأمانة التي اؤتمن عليها سواء في عمله أو في علاقته مع المواطنين، أما عندما يرى ضرورة تنحية مسؤول فإنه أيضا وانطلاقا من حكمته التي عرف بها يتخذ مثل هذا القرار إما بعد أن يكون هذا المسؤول أو ذاك قد أنهى مدة تعيينه في منصبه المقررة لمن هم في مرتبة الوزراء والمرتبة الممتازة وهي أربع سنوات، ويرى الملك ضرورة التغيير وهنا يتخذ القرار بهدف المصلحة العامة، أو أن المسؤول قصر فعلا في خدمة المواطن وفق شواهد حية، وهذا ما لا يتسامح الملك عبدالله ــ يحفظه الله ــ فيه مع من يقصر في هذا الجانب مهما كان اسمه.. كما أنه لا يقبل إساءة أي مسؤول لسلطاته أو تقصيره في حق المواطن.
• ما الذي يهمه سماعه في الإذاعات والقنوات الفضائية.. أو في الصحف اليومية؟ وماذا يفضل منها.. ولماذا؟
•• ليست هناك إذاعة أو قناة محددة يحرص عليها، فهو متابع لجميع القنوات دون استثناء وإن كانت القنوات السعودية لها خصوصية لديه وهو ملم ومتابع للكثير مما يطرح من القضايا ويتابع نشرات الأخبار باهتمام ويتحدث مع من حوله حول كل المستجدات في لحظتها لكي يرى كيف يفكر الناس وكيف ينظرون إلى تلك الأحداث وكثيرا ما يفاجئنا بآراء مختلفة لا تلبث الأيام أن تؤكد صواب نظرته لها وتحليله لأبعادها.. كما يحرص على سماع ومشاهدة البرامج المحلية التي تعنى بالمواطن وهمومه، فهو حريص على معرفة كل كبيرة وصغيرة تتصل بأحوال الناس من خلال بعض البرامج التي تهتم بالشأن الداخلي والمواطن، أما بالنسبة للصحف، فكل الصحف تحظى بنفس القدر من الاهتمام والمتابعة وهو يتابع ما ينشر فيها من تحقيقات ومقالات دون تفرقة بين الصحف، ولكن الصحيفة التي تناقش الوضع الداخلي وتطرح قضايا المواطن وهمومه وتقدم حلولا ومرئيات تحظى بمتابعة أكبر وأشمل منه
التعليقات