أشرقت شمس المملكة العربية السعودية في مثل هذا اليوم من العام 1351هـ الميزان الموافق 1932م، وتتويجها باسم المملكة العربية السعودية بدلا من اسم ( المملكة الحجازية وملحقاتها، وقد أجمع أصحاب الحل والعقد على هذا الاسم ( المملكة العربية السعودية ) بموجب الأمر الملكي السامي رقم (2716 في 17/ 5/ 1351) تنطوي تحته كل الكيانات الوطنية الممتدة من منطقة جازان ومنطقة عسير جنوبا، وحتى منطقة الشمال الممتدة من الأردن فالحدود العراقية، ومن الشرق من حدود عمان والامارات والكويت حتى الحدود مع مملكة البحرين، و على البحر الأحمر غربا مع حدود بحرية مشتركة مع جمهورية السودان وجمهورية اثيوبيا وجمهورية اريتريا على مساحة تتجاوز 2 مليون كم مربع.
بعد صدور أمر الملك عبد العزيز رحمه الله وغفر الله وأدخله فسيح جناته بتوحيد الدولة السعودية الى المملكة العربية السعودية اتخذت الرياض عاصمة لهذه المملكة الفتية، وأُنشئ مجلس الوزراء وأقيمت العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، وصدرت الأنظمة والقوانين التي تنظم بناء المجتمع وفق المعايير الإسلامية والدولية، ومن المؤشرات التي تؤكد طموح الملك عبد العزيز الموحد الراشد عندما دخل قصر المربع وقرأ عليه أمين الريحاني ما هو مكتوب على باب القصر: نبني كما كانت اوائلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا فقال الملك عبد العزيز: يا أستاذ أمين نحن نبني كما كانت أوائلنا تبني، ونفعل بإذن الله فوق ما فعلوا، فأدرك أمين الريحاني بُعد نظر الملك عبدالعزيز وسعة أفقه وطموحه لبناء الدولة السعودية العظمى..
وقد بدأت بشائرها على يد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان من خلال استراتيجية التحول 2030 في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الملك السابع خلفا للصيد الميامين رحمهم الله جميعا الذين قام كل منهم بدوره انسجاما مع روح الملك عبد العزيز وطموحه، لقد عاش الملك عبد العزيز 32 عاما من الكفاح المسلح حتى جمع هذا الكيان العظيم المترامي الأطراف في دولة واحدة تنعم بالأمن والاستقرار وتوّجها باسم المملكة العربية السعودية .
واليوم الوطني (94) ما هو الا تأكيد لعظمة هذا اليوم في وجدان الأمة السعودية لاستلهام الماضي بما فيه من معارك وتضحيات وعبر لمواصلة البناء والتنمية والتطور وفقا للرؤية المباركة والتي سوف تمتد بنا الى 2030، وننطلق في استراتيجيات جديدة تتجاوز كل الطموحات للوصول الى مصاف الدول المتقدمة وتتحقق بإذن الله بناء الدولة العظمى. قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، والحمدلله رب العالمين.
التعليقات