.
في الطريق تعطلت بالطالبات حافلة صغيرة “ميكروباص” أثناء ذهابهن للجامعة صباحاً، يبدو أن الحافلة قديمة متهالكة، اضطررن للخروج من الحافلة للوقوف على قارعة الطريق نظراً للحرارة المرتفعة داخل الحافلة، هذا المنظر شاهدته بنفسي، لاحظت توقف عدداً من السيارات في حالة تجمهر غير عادي وغير حضاري، وبالتأكيد بعض السائقين يرغب في المساعدة، الطالبات في حالة من التوتر والقلق والبكاء خوفاً من فوات الاختبار النصفي لبعض المقررات الدراسية ذلك اليوم.
قائد الحافلة وقف مندهشاً يريد حل الموضوع بسرعة، حضرت الدوريات الأمنية على الفور، بعض الطالبات رفضن الانتقال إلى سيارات أخرى حتى حضور أولياء أمورهن، يبدو أن الخلل بالحافلة يتطلب وقتاً أطول بعيداً عن الطريق قد لا يتسنى في ظرف دقائق إصلاحها، كان الوضع برمته يبعث على الأسى والحزن والشفقة على الطالبات من جرَّاء ذلك المشهد.
لا أعلم سبباً يجيز إعادة اختبارات المواد الدراسية عند غياب الطالب عدا الظروف الصحية المقرونة بمشهد تقرير طبي مصدق، أو إفادة من جهة رسمية أخرى اضطرته للمراجعة، وما عدا هذا يرجع لتقدير عضو هيئة التدريس الذي يقدر الموقف بصفة شخصية لا رسمية.
هذا يدعونا إلى البحث عن الحلول لا سيما أن هذا المشهد قد يتكرر كثيراً طوال العام، ولعل الجامعات أن تضطلع بتلك المسؤولية من خلال ثلاث طرق:
الأولى: تجهيز حافلات طوارئ للنقل تكون في حالة استعداد تام للحضور ونقل الطلاب والطالبات إلى مقرات الدراسة بالجامعة فوراً وإتاحة الفرصة بإعادة الاختبار نظراً لصحة الواقعة كون الجامعة جهة رسمية تتيح للطالب سرعة الاثبات لتلك الحادثة.
الثانية: اشتراط الجامعات تسجيل حافلات النقل الخاصة لديها في قائمة المسموح لها بالدخول، شريطة أن تكون الحافلات حديثة الصنع على غرار شركات النقل “أوبر وكريم وغيرها” التي تشترط الحداثة لسيارات الأجرة الخاصة بها.
الثالثة: على الرغم من وجود حافلات نقل مجانية تنقل الطالبات للجامعات عن قرب، إلا أن الانتقال لمسافات بعيدة لدراسة تخصص بعينه يتطلب توفير وسيلة نقل خاصة، ولعل الجامعات أن تبادر بتوفير حافلات حديثة الصنع لتأجيرها للراغبين، أو تقوم الجامعات على إدارة التأجير من قبلها ليتسنى للمواطنين الحصول على سيارات حديثة تؤمن الحد الأدنى من وسائل السلامة وتتيح للجامعات إيجاد البديل فوراً في حال تعطل إحدى المركبات.
.
التعليقات