.
الهاتف الخلوي( الجوال) أصبح أكبر مدمر للفرد والأسرة والمجتمع بل ومدمر للدين والأخلاق والقيم الفضيلة، وللطلبة في المدرسة والجامعة ، إنه بكل المقاييس أكبر مدمر للإنسانية، واستشهد بمقولة وردت على لسان أحد المفكرين الذي يقول : إن أكبر شيء اخترعه الإنسان إنه ليس القنبلة النووية ولا الهيدروجينية، بل إنه الهاتف الخلوي، لا يستهتر بآثاره ، فهو قوي جدا قتل الهاتف الأرضي، وقتل التلفزيون، وقتل الكومبيوتر، والساعة والراديو، وقتل المصباح، وقتل المرآه..
وقتل الصحف والمجلات والكتب، وقتل محفظة الجيب، وقتل التقويم المكتبي أو المفكرة، وقتل بطاقات الائتمان، وأسوأ جزء أنه قتل العديد من الأزواج وقتل العديد من العائلات، وقتل الود والألفة الأسرية، وقتل العفاف والحياء، وقتل الرجولة والذكاء، وقتل الطلاب وأبعدهم عن طريق النجاح وجعلهم فريسة سهلة في مهب الريح، وشيئا فشيئا هو كذلك يقتل ديننا وعقلنا ويغير ثقافتنا وهو في طريقه للقضاء على الجيل القادم، وإذا لم نراقب أنفسنا فسوف يقتل أرواحنا ويقسي قلوبنا ويذهب بديننا، ويجعل الأجيال القادمة تندم حيث لا ينفع الندم.
هذا غيض من فيض فالذكاء الاصطناعي يقتل العلاقات الإنسانية ويهتك أسرارهم ويهدم كيانهم ويقتل أمنهم النفسي. والمطلوب التعامل مع هذه الآلة بما تمليه الضرورة لأنه لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها وعلم الله واسع، قال الله تعالى: ( ويخلق مالا تعلمون)،وقال تعالى: (علم الإنسان مالم يعلم) ولكن يتوجب التحصين بالقيم والفضيلة، وكما قال الله تعالى: ( وخذوا حذركم )..
والأمن السيبراني هو الجبهة الدفاعية ضد هذا الطغيان الالكتروني الذي اجتاح العالم بدون تحفظ وبدون استئذان، وارتبطت به حركة الحياة، وقبل فترة قريبة أصيب الانترنت بخلل أو بفعل فاعل فتعطلت حركة الطيران والقطارات والمعاملات البنكية ، وأصيب العالم بصدمة كبيرة وخسائر مادية تجاوزت الترليون، ولو امتد الأمر لفترة أطول لانهار الاقتصاد العالمي والله المستعان.
وقبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه.
.
التعليقات