وفقاً لتقرير صادر عن وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية يوجد لدينا عدد (482) سداً تتوزع على جميع مناطق المملكة بسعة تخزينية إجمالية تزيد عن 2 مليار متر مكعب، ويجري إنشاء (53) سداً أخرى لا تزال تحت التنفيذ يزيد إجمالي سعتها التخزينية على مليار متر مكعب ليكون الناتج الإجمالي للسدود (535) سداً.
كان الهدف من إنشاء السدود سابقة الذكر حفظ مياه الأمطار وتخزينها للحصول على مياه شرب نقية، أو للأغراض الزراعية مباشرة، أو لتخزين المياه الجوفية، أو لدرء مخاطر السيول والمحافظة على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
الكميات الهائلة من المياه التي تحتجزها السدود تتعرض للهدر بطرق ثلاث، إحداها عبر النفاذ لجوف الأرض لتشكيل مياه جوفية، مروراً بإفراغ السدود من الماء الزائد عن الحاجة للحد من مخاطر انهيار السدود، وانتهاءً بالتبخر الناتج عن أشعة الشمس المباشرة والحرارة الشديدة نظراً لكون معظم المناطق يغلب عليها المناخ الصحراوي الحار، دون أن يستفاد من تلك المياه في الزراعة والتشجير قبل هدرها.
مؤسف جداً عندما تُشاهد أمامك جبالاً جرداء خالية من الغطاء الأخضر رغم جريان المياه بالأودية المحاذية لها طوال العام، ورغم السدود الواقعة على ضفافها التي تحتجز موارد مائية هائلة، نذكر منها مثلاً الأودية المشهورة التي تقع في مناطق الاصطياف كوادي الأحسبة، وادي قنونا، وادي بيش، إذ يمكن أن تُشكِّل تلك الأودية في المستقبل أماكن جذب سياحية ليس لها نظير لما تتمتع به من مناظر خلابة وطقس معتدل ومياه دائمة الجريان.
بعض الأقطار العربية كالمغرب – مثلاً – استفادت سياحياً من المياه الجارية كالعيون والينابيع والسيول عبر استثمار الواحات الداخلية المحاذية لجبال أطلس بهدف جذب السياح من كل أنحاء العالم الذين ينشدون قضاء أوقات العطلات للراحة والاستجمام، حيث وفَّرت لهم ما يكفي من الخدمات السياحية ( مطاعم – فنادق – كافيهات – وسائل نقل – أنشطة – فعاليات )، إذ يُشجِّع توفر الخدمات على انتعاش الحركة السياحية بوجه عام.
في الختام: للنهوض بقطاع السياحة هذه دعوة لاستثمار مياه السدود في كل المناطق عموماً ومناطق الاصطياف خصوصاً بزراعة ما يكفي من نباتات الزينة، والأشجار دائمة الخضرة في الأودية والجبال المحاذية للسدود، وتوفير كل الخدمات السياحية على ضفاف تلك الأودية؛ فالمياه الجارية، والغطاء الأخضر، والخدمات المتكاملة جميعها تُشكِّل مقومات سياحية ضرورية تدعم السياحة للوصول بهذا القطاع للمستوى المأمول.
التعليقات