كثيرا ، لا… كثيرا جدا ما نسمع بالهولوكوست الذي انتهجته النازية مع اليهود، ورغم هذا الكثير، إلا أنك لو سألت أي متكلم عن ذلك الهولوكوست وعن حقيقته، لم يستطع أن يأتي بما يشفي الغليل حول ذلك الشيء.
وفي كل الأحوال جميع البشر الحقيقيين لا يرضون أن يتعرض أي شخص أي أي عرق أو أقلية مدنية إلى أي نوع من أنواع الاضطهاد والتشريد والقتل، هذا أمر مفروغ منه لا يخالفه إلا فئة قليلة من البشر” معروفون من هم”.
أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني “صاحب الحق الأصلي في الأرض” وإن ما يقوم به الصهاينة في فلسطين وداعميهم من الغرب لهو الهولوكست الحقيقي الذي يمارس من قبل أولئك البشر بحق شعب أعزل، وأرض مغتصبة.
أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وحصار ومصادرة للأرض لهو الهولوكوست في أقبح صوره ، ولن يقبل أي شريف أي من الترهات التي يضج بها الفضاء الغربي من المظلومية والبكائية السمجة المريضة التي تؤدي في كثير من الأحيان حد الغثيان.
أن ما قام به مجموعة من الشعب الفلسطيني، ما هو إلا ردة فعل ونتيجة حتمية لاحتلال دام اكثر من 75 سنة لا يكاد يمر يوما فيها إلا ونسمع ونشاهد قتيلا أو سجينا فلسطينيا او احتلال جزء من الأرض حتى وصل الحال إلى ما نشاهده حاليا من خنق الشعب الفلسطيني في بقعه صغيرة محددة مع محاصرتهم ارضاً وجوا وبحرا ومن تحت الأرض، لم يتركوا لهم متنفسا يتنفسون منه. فما حصل من أولئك المجموعة من الفلسطينيين ما هو إلا محاولة لخلق متنفسا مؤقتا لهم. فلا يحق للصهاينة وداعميهم اختلاق المظلومية، والمظلومين معروفون منذ جثم أولئك الصهاينه على أرضهم المغتصبة.
الفلسطينيون كانوا متواجدين على ما نسبته حوالي 96% من أرض فلسطين قبل نكبة 1948 ولا تتعدى حصتهم حاليا من أرضهم حوالي 4% من كامل التراب الفلسطيني، بعد ان تم اغتصاب كامل الأرض وتسميتها زوراً إسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك فقد قبل الفلسطينيون بالمصالحة ورضوا بهذا الجزء اليسير المتبقي من أرضهم مقابل حياة كريمة ودولة معترف بها على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب الصهاينة من الجولان وهو مضمون مبادرة السلام التي أطلقتها السعودية عام 2002 والتي حصلت على تأييدا عربيا شاملاً.
إلا إن ذلك لم يعجب المغتصب. واستمر في التنكيل بالفلسطينيين واغتصاب المزيد من الأراضي وانتهاك مقدساتهم، حتى حصل ما حصل يوم السبت 7 أكتوبر فيما يسمى ب عملية طوفان الأقصى، وردة الفعل الصهيونية الهمجية والذي خلق نوعاً من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كان هناك اتجاه إلى التهدئة والسلام في المنطقة… فماذا يريد الصهاينة بعد كل هذا؟
لولا الوطن لما وجد البشر ما يحلمون من أجله.
التعليقات