تسللت هذه العبارة يوم ما إليَّ … وكنت ممدداً على أريكتي ؛ التي إعتدت الإسترخاءوالتمددعليها لغرض الهدوء وأخذ قسطاً من الراحة . ولعل هذه الأريكة قد طال بها الزمان وامتد بها العمر ! ولكنها و في جميع الاحوال لن تكون بوضع حالي وعمري ولا بمدته!
توقفت … عند إحدى محطات حياتي والتي كانت هي الأخيرة في مسيرتي واستعرضت شريطها ؛ فوجدتني قد قطعت مدة ليست سهلة قد تفوق الستين ربيعاً أو خريفاً ( ايهما أوقع معنى أو دلالة) فأنا لا اريد قول خريفاً بل ربيعاً لدلالته الجميلة !
نعود للعنوان .. هل خريف العمر كربيعه ؟
الكل فيما أعرفه سيجيب قطعاً بلا .. وأن أول الامر ليس كآخره !
وأنا اسمحوا لي سأعارض التيار وأجيب بنعم كلاهما سواء !!
فأول العمر كآخره وهو عمر واحد لن تقاس الاعمال والافعال فيه وبمعزل وبعزل أوله وآخره كلها ستحاسب عليها !! فإن أخطأت وأنت صبياً يافعاً قيل أخطأت وكذا في كُبرك سيقال أخطأت ولكن ماسيختلف هو حجم الخطأ وتصنيفه ! ثم إن النفس هي واحدة في خريف أو ربيع ولكن تدينك هو من يتحكم في ذلك ( اعلم ان هناك من سيعارض) ولكنها الحياة وتصاريفها على الناس و هم هم الناس . ربما أن هذه النظرة فلسفية بحتة ولكنها سائرة وموجودة.
ماوددت قوله أن البعض ولعلهم كثر في خريف العمر تجدهم اكثر سعادة وتنظيماً وإحتواء لكل مايحدث ؛ لهذا .. خريف العمر اصبح افضل واحسن وأجمل من ربيع العمر الذي عادة مايُطلق على أوله وخصوصاً إذا رافق خريف العمر هذا تديُّن ورجاحة عقل ؛ وهذا لن يحصل إلا في مثل هذه المرحلة بل ان البعض تبرأ من مقتبل عمره و ربيعه. ولقد أثبتت الدراسات أن عقل وتفكير الستيني والسبعيني أكثر إحتواء وأكثر نظافة وطرداً للأفكار الملهية التي تؤثر على صحة وجودة القرار من الملوثات فكرية خارجية مشتتة … وسامحونا.
التعليقات