الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

المياه والكهرباء تباشر التطبيق الإلزامي للعزل الحراري ربيع الآخر المقبل

المياه والكهرباء تباشر التطبيق الإلزامي للعزل الحراري ربيع الآخر المقبل

 

 صحيفة النماص اليوم :

 تنفيذاللأمر السامي القاضي بالإلزام باستخدام العزل الحراري في جميع المبانيالجديدة سواء السكنية والتجارية، تباشر وزارة المياه والكهرباء التطبيقالإلزامي للعزل الحراري اعتباراً من بداية شهر ربيع الآخر المقبل، بمدينةالرياض كمرحلة أولى، يلي ذلك تغطية باقي المدن والمحافظات. ولن تقوم وزارةالكهرباء بتوصيل التيار الكهربائي إلى أي مبنى جديد تصدر له رخصة بناء بعدتاريخ 1/4/1434ه إلا بعد التأكد من استخدام العزل الحراري في المبنى عنطريق زيارات ميدانية خلال مراحل البناء يقوم بها فنيون مؤهلون لهذا الغرض.

وأوضح ماجد بن إبراهيم المحيميد، المختص بإدارة وتنفيذ المشاريع السكنية أنهذا القرار وكذلك التوجيهات المستمرة بهذا الشأن من جميع الجهات المعنيةفي وطننا الغالي تؤكد على أهمية العزل الحراري للمباني، وما له من إيجابياتمتعددة منها التوفير المادي والحد من نزيف المبالغ المادية الباهظة فياستهلاك الطاقة الكهربائية شهرياً، إضافة إلى المحافظة على الطاقة وتحقيقالراحة والرفاهية لساكني المبنى، وإطالة العمر الافتراضي للمنشأة والحد منتكاليف الصيانة المستمرة سواءً لأجهزة التكييف وخلافها.

ويضيف قائلاً: إن المقصود بعبارة (ترشيد استهلاك الطاقة) هو الاستخدامالأمثل لمواد الطاقة اللازمة لتشغيل المنشأة دون المساس براحة مستخدميها،ويمكن تحقيق ذلك بعدة وسائل من أهمها الوسائل التصميمية والتنفيذية، ومنأهم العناصر في هاتين الوسيلتين هو استخدام العوازل الحرارية المناسبةوتنفيذها بالشكل الصحيح.

حيث تستخدم العوازل الحرارية في المباني للتقليل من تسرب الحرارة من خارجالمبنى إلى داخله صيفاً ومن داخله إلى خارجه شتاءً، وتكمن فوائد العزلالحراري في توفير استهلاك الطاقة وتخفيض الأحمال، وتخفيض حجم أجهزة التكييفوالتدفئة وعدد ساعات تشغيلها وتكاليف صيانتها بالإضافة إلى تأمين الحدالأعلى من الراحة الحرارية للأفراد داخل المبنى وحماية المبنى بما يحتويهمن التصدعات والتلف وإطالة عمر المبنى الافتراضي، حيث يعمل العزل الحراريعلى حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية التي تؤدي إلىإحداث اجهادات حرارية تجعل السطح الخارجي للمبنى يفقد خواصه الميكانيكيةمما يتسبب في حدوث التشققات.

يعتبر العزل الحراري من الاستثمارات الناجحة في المباني، حيث إن تكلفةالعزل الحراري للمبنى يتم توفيرها واستعادتها من خلال خفض تكاليف استهلاكالطاقة الكهربائية (فاتورة الكهرباء الشهرية) في مدة لا تتجاوز أربعة إلىخمسة أعوام، علماً بأن تكاليف العزل الحراري بشكل مثالي للمبنى لا تتجاوز 5إلى 6 % من مجموع تكلفة البناء.

من المؤسف أن البعض من غير المختصين ومن لم يسبق لهم التجربة أو السكن فيمباني معزولة حرارياً، يقللون من أهمية العزل الحراري لعدم معرفتهم بأهميةذلك في تحقيق أعلى معايير الراحة والرفاهية لسكان المبنى، إضافة إلى مساهمةالعزل الحراري بخفض تكاليف استهلاك الطاقة الكهربائية “فاتورة الكهرباءالشهرية” بنسبة تصل إلى 50% عند تنفيذ أفضل طرق العزل.

إن العزل الحراري عبارة عن مادة أو مزيج من المواد تتمتع بالقدرة على إبطاءانتقال الحرارة من داخل المبنى إلى خارجه والعكس، ويتكون من عدة عواملمترابطة بشكل كبير، يتم تنفيذها في جميع مراحل عمر المشروع بداية من مرحلةالهيكل الإنشائي “العظم” وذلك عند بناء الجدران الخارجية للمبنى، وخلالمرحلة التشطيب تستمر أعمال العزل للأسطح الخارجية المعرضة للعوامل الجوية،وكذلك زجاج النوافذ والأبواب الخارجية أيضاً.

لذا يجب أن يولى العزل الحراري كثيراً من الأهمية وأن يؤخذ في عين الاعتبارعند إعداد مخططات البناء والحرص على توظيف أفضل الأنظمة والطرق المتبعة فيهذا الشأن، حيث إن نظام العزل له علاقة مباشرة بصياغة وإعداد خرائطالمشروع، ليتمكن المصمم من الانطلاق والبدء بتنفيذ المخططات وفق حاجةالمالك وبناءً على نظام العزل المستخدم في المبنى وخاصة الجدران الخارجيةوعرض الجدار بما يتوافق مع نظام العزل الحراري، ومن الأمور التي تساعد فيفاعلية العزل الحراري أن يجري إعداد المخططات بدون جسور ساقطة على محيطالمبنى حيث إن عزل هذه الجسور يكون مكلفاً مادياً، وفي الوقت نفسه يمكنللمهندس المصمم تلافي وجود مثل هذه الجسور خاصة بالأسقف الهوردي والذي يعدالاكثر استخداماً في المباني.

ونظراً لأهمية العزل الحراري، يجب أن تتضافر الجهود لإيصال هذه الرسالة لكلمن يفكر ويرغب في البناء، وكذلك مساعدة وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيقالعزل الحراري للمباني القائمة، حيث يعتبر العزل الحراري في وقتنا الحاليمن المسلمات في عالم البناء وأحد أهم أركان المبنى الحديث. وللإحاطة، فإنجميع مواد وأنظمة العزل الحراري تتمتع بقدرات متفاوتة على عزل الصوت مايسهم كثيراً في الحد من الضجيج داخل المبنى.

أولاً: بناء جدار واحد بعرض 20 أو 25سم باستخدام البلوك المعزول حرارياًبلوك أسمنتي معزول، طوب أحمر معزول” ويوجد بداخله شريحة أو عدة شرائح منالعزل الحراري مثل البولسترين المبثوق أو الممدد أو الصوف الصخري وخلافها،وهذا النظام هو الأكثر استخداماً في المباني، علماً بأن هذا النظام يبقىفيه نسبة توصيل حرارة لداخل المبنى عن طريق الجسور الحرارية وهي الخلطةالإسمنتية المستخدمة بالبناء لربط البلوك ببعضه من أربع جهات وهي عادة ماتمثل 10% من مساحة الجدار، إضافة إلى الجسور الحرارية الناتجة عن الأجزاءالموصلة بين نهايتي جسم البلوك.

ثانياً: بناء جدار واحد بعرض 20 أو 25سم باستخدام البلوك المعزول حرارياًبلوك أسمنتي معزول، طوب أحمر معزول” ويوجد بداخله شريحة واحدة من العزلالحراري مثل البولسترين المبثوق أو الممدد، وهذه الشريحة العازلة تفصل جسمالبلوك إلى جزئين، إضافة إلى البلوك الأبيض من الخرسانة الخلوية، هذاالنظام أفضل من النظام الأول إلا أنه يبقى فيه نسبة توصيل حرارة لداخلالمبنى عن طريق الجسور الحرارية وهي الخلطة الإسمنتية المستخدمة بالبناءلربط البلوك ببعضه من أربع جهات، علماً بأن التكاليف المادية لهذينالنظامين “الأول والثاني” تقدر بنحو 2.5 إلى 3 % من إجمالي تكلفة الهيكلالإنشائي “العظم” ولا شك أن البلوك الذي بداخله شريحة واحدة تفصل البلوكإلى جزئين والتي توضع خلال مرحلة تصنيع البلوك، يبقى فيه نسبة هدر وهالكبالموقع عند التركيب نظراً لضعف ترابط البلوك ببعضه حيث يعتمد تماسك ومتانةالبلوك على شريحة العزل فقط، لذا يجب الحرص على اقتناء المنتج الجيد.

ثالثاً: بناء جدارين بعرض 30سم وبينهما ألواح العزل الحراري، حيث يتم بناءجدار خارجي باستخدام بلوك مقاس 10سم وجدار داخلي بالبلوك مقاس 15سم ويوضعبينهما ألواح العزل الحراري “البولسترين المبثوق أو الممدد، الصوف الصخري،البوليوريثين” بسماكة 4سم، يعتبر هذا النظام هو الأفضل على الإطلاق مقارنةبالأنظمة السابقة، حيث يلغي ما يسمى بالجسور الحرارية بشكل نهائي حيث إنالجدار الداخلي معزول تماماً عن الجدار الخارجي، إلا أنه لا يحقق نسبة عزلكاملة حيث تبقى الأعمدة والجسور الخرسانية دون عزل حراري، علماً بأن أكثرالتصاميم المعمارية التي يلجأ إليها المصممون المعماريون وخبراء المكاتبالاستشارية هو نظام الجدارين، نظراً لكفاءته العالية في العزل وتكلفتهالمناسبة، علماً بأن تكاليف العزل بهذا النظام “جداران وبينهما عازل” تقدربنحو 6 إلى 7 % من إجمالي تكلفة الهيكل الإنشائي “العظم“.

رابعاً: بناء جدارين بعرض 35سم وبينهما ألواح العزل الحراري، حيث يتم بناءجدار خارجي باستخدام بلوك مقاس 10سم وجدار داخلي بالبلوك مقاس 15سم ويوضعبينهما ألواح العزل الحراري “البولسترين المبثوق أو الممدد، الصوف الصخري،البوليوريثين” بسماكة 8سم أو بحسب التصميم المعتمد وبما يتوافق مع التصميمالإنشائي للأعمدة، يعتبر هذا النظام هو الأفضل على الإطلاق، حيث يلغيالجسور الحرارية بشكل نهائي ويعزل الأعمدة والجسور الخرسانية أيضاً، إنتكاليف العزل بهذا النظام تقدر بنحو 8 إلى 9.5 % من إجمالي تكلفة الهيكلالإنشائي “العظم“.

خامساً: عزل المبنى حرارياً من الخارج، عند الرغبة بكسوة المبنى من الخارجبالحجر، الرخام، الجرانيت وخلافها من المواد التي يتم تثبيتها باستخدامالطرق الميكانيكية في التركيب “براغي + زوايا حديد” فيمكن تركيب ألواحالبولسترين، الصوف الصخري، البوليوريثين وخلافها من مواد العزل الحراري،حيث تثبيت هذه المواد على المبنى من الخارج وبعد ذلك يتم تغطيتها بأحد موادالتشطيب مثل الحجر وخلافه، هذا النظام يعتبر نظاماً مثالياً للعزلالحراري، حيث تم عزل جميع مساحات الجدران الخارجية “الأعمدة، الجسور،الميدة” ولا يوجد أي جسور حرارية بشكل نهائي، وهذا الإجراء يمكن تنفيذهللمباني الجديدة قيد الإنشاء وكذلك للمباني القائمة والتي لم تحظ بنصيب جيدمن العزل الحراري أو لم يتم عزلها نهائياً، إنه بالنظر والتمعن في أنظمةالعزل الحراري للجدران نستنتج أن “نظام العزل من الخارج” هو النظام الأمثلولكن قد يكون ذا كلفة مادية عالية مقارنة بالأنظمة الأخرى، أو أنه لايتناسب في كثير من الأحيان مع التصميم المعماري المطلوب تنفيذه للمبنى.

من الجيد استخدام الهوردي البولسترين “الفلين” بالأسقف، فهذا يخفف الأحمالالإنشائية على المبنى بنسبة كبيرة وذلك عند مقارنة خفة وزن البولسترين معأنواع الهوردي الأخرى، إضافة إلى تمتع البولسترين بالعزل الحراري.

ممارسات خاطئة في تنفيذ العزل الحراري

من المؤسف مشاهدة الكثير من الممارسات الخاطئة في تنفيذ العزل الحراريللمباني الجديدة قيد الإنشاء مثل استخدام بلوك غير معزول على محيط النوافذوالأبواب لأجل اكسابها شيء من القوة وهذا إجراء مرفوض تماماً، حيث يتمتنفيذ أكتاف خرسانية سماكتها 10سم للنوافذ والأبواب وهذا هو المطلوب ويفيبالغرض، إن المسؤولية في جودة التنفيذ وتلافي هذه الأخطاء في تنفيذ العزلالحراري تقع على عاتق المقاولين والجهات الرقابية على سير العمل في هذهالمشاريع، فلهم دور كبير في التأثير على نجاح العزل من عدمه وهذا واضح منممارساتهم في استخدام الطوب الأحمر، البلوك الإسمنتي المعزول، البلوكالأبيض، حيث أن الملاك دفعوا ضعف المبلغ تقريباً لشراء بلوك معزول بدلاً منالبلوك الإسمنتي العادي، وللأسف يتم استخدامه من المقاولين بطريقة تتنافىمع الغرض من شرائه في غفلة من الجهات الرقابية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *