الخميس ١ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

طريق الفيل! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد ال مخزوم

طريق الفيل! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد ال مخزوم

 

تستوقف المسافر على طريق – عسير الطائف – التضاريس الطبيعية المتنوعة، والطبيعة الخضراء الخلابة، والمياه الجارية، والطريق المزدوج الذي تكتنفه على الجانبين كافة الخدمات مروراً بالقرى الآهلة بالسكان، ما يجعل المسافرين القادمين للسياحــــة أمام مشاهــــــــد جذابـــــة تسر الناظرين. اللافت للنظر أن الطريق الرابط بين عسير والطائف هو الوحيد في السراة الذي يسلكه المسافرون ذهاباً وإياباً أثناء رحلة السفر، وقد أخذت وزارة المواصلات في الحسبان عندما أنشأت هذا الطريق أن يكون ماراً بالقرى قدر الإمكان بهدف سهولة الوصول رغم أن طول المسافة يزيد من التكلفة المادية الباهضة اللازمة لإنشائه، ناهيك عن كثرة المنحنيات أو المنعطفات الواقعة على امتداد هذا الطريق.

تجدر الإشارة، أن معظم المسافرين بين عسير والطائف يسلكون هذا الطريق بقصد السفر لا السياحة باعتباره طريق العبور بين هاتين الجهتين، ومع طول الطريق وكثرة المنعطفات والتضاريس والعقبات التي يسلكونها، علاوةً على الازدحام المروري والاشارات الواقعة في المدن والقرى على امتداد الطريق، كل ذلك يؤدي إلى الزيادة في مدة السفر والتعب والعناء للمسافر، ناهيك عن الزيادة في فاتورة استهلاك الوقود، كما يزيد من الحوادث المرورية في الأماكن الآهلة بالسكان على طول الطريق.

إن التفكير في إنشاء طريق رديف من الناحية الشرقية لجبال السروات قد يكون أحد الحلول للربط بين هاتين الجهتين (الطائف وعسير)، إذ يمكن أن يشكل طريق عبور للمسافرين، ولعل طريق الفيل الأثري الذي سلكه الأقدمون سيراً على الأقدام ولا تزال آثاره وشواهده قائمة حتى هذه اللحظة هو الطريق الأمثل، نظراً لاستقامة الطريق، والأرض المنبسطة، وقصر المسافة، وهو ما يعني توفير الوقت والجهد على المسافرين ، وتخفيف الضغط والحركة المرورية على السكان في الطريق القائم حالياً.

ختاماً: إعادة وهج هذا الطريق (طريق الفيل) إلى سابق عهده سوف يشكل عامل جذب سياحي آخر، ناهيك عن مرور الطريق بقرى تبالة الأثرية، كما سوف يساهم في انتقال السكان لاحقاً من القرى والأرياف وزيادة الحركة التجارية على امتداد الطريق من الجهتين، مما يربط بين مدن وقرى المملكة بشبكة طرق حديثة أخرى بمشيئة الله تعالى.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *