الخميس ١ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

حسن الوفادة، أقبلت يازين الشهور – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

حسن الوفادة، أقبلت يازين الشهور – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

 

نستقبل زين الشهور ،، وخيرها،، انه رحمة من الله لعباده ورحابة من فضله ونحن نَفِد الى هذا الشهر بأي حال،، فالُسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اكثر مايصوم في شعبان ، كي يتخفف عليه الصلاة و السلام، فلعل مما نتزين به ان نتستكثر من الطاعات ونتخفف من المعاصي .. ذات مساء سمعت من يقول : ليس مهمًا ان تقرأو القرآن بقدر ما يجب عليكم التخلق باخلاق التسامح و التواضع وهذا كلام صحيح ، ولكن كيف نتخلق بالقرآن ونحن لم نقرأه ولم نسمعه، ولم نتدارسه، فلو بكت الأرفف لكان سبب بكاءها أن الأيدي لاتمتد لتناول المصاحف إلا نزرا يسيرا.

نقطة نظام: لو اخذنا نحث بعضنا البعض على التسامح سنوات عدة دون ذكر آية أو حديث ،، فإن كل هذا الحث والتداعي للتسامح لن يجدي،لن يجدي، لن يجدي.ولكن بلغوا للناس آية واحدة من ربكم وحديث واحد من نبيكم ، وانظروا تأثيرها في الناس ،، فهل هناك أجمل من أن نسمع مثل قوله تعالى ( ومن عفى وأصلح فاجره على الله) .. إنه اعجاز الكلمة القرآنية المتماشية مع الفطرة التي تنشد الحق و الثواب ،، عادة يفد الضيوف على المضيف باستعداد عامر ،، فيحسنون اللبس و الهدايا ويزينون المراكب و يتجملون بأجمل ادوات التجميل ،، 

و رمضان اكرم الضيوف ، ضيف كريم على المسلمين فحُق لنا أن نستقبله بترحاب بالغ ، ترحيب يليق به،ترحيب ، يستدعي منا جلبة، جلبة روحية و جلبة بدنيه، وجلبة، جماعية، وجلبة على مستوى الأمة، لذلك تتزين له كل الدنيا ،، إنه شهر القرآن ، وشهر الرحمة ، وشهر العتق من النار ،، وشهر الصبر،، وفالحديث ( كل عمل ابن له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به .) الصوم لله لايعلم صدق و اخلاص الصائم إلا الله سبحانه وتعالى ، لذلك خضعت وسكنت ، كل المخلوقات، في رمضان لمّا تكثر التلاوات و تزدان المساجد و المجالس بذكر الله فهنا تالٍ للقران..

وهنا حافظ يردد وهناك معلم يعلم ، و تضج الدنيا بتلاوات ندية وتصفد الشياطين بمجرد دخول الشهر الكريم ، و تتخفف الأبدان من ثقل الأطعمه و من اصر الذنوب ، ومن وزر المعصية،، فكأنما تسمع حفيف الأشجار مسبحاً،، وهبوب الريح مسبحاً، واذناب المياه مسبحة،، وصرير الأبواب مسبحة، يسبّح كل شيء بحمد ربه، إذ حضر شهر الرحمة، فالروس تطأطأت ، وتدنفت الأكتاف ، وخشعت الاصوات للرحمن ، في هيبة واحترام لهذا الشهر الكريم، الذي نال كرامته من تكريم الله له ،

فكان الشهر الأثير الأفضل، وانتخبه الله فكان لنا بوابة رحبة للسماء ، ندلف منها الى رحاب الأله الواحد الأحد، بحبل ممدود من كلام الله العطر المجيد ، و نتسابق في البذل و العطاء و الصيام و قراءة القرآن، علّنا عند الله نجد منزل ، و ننزل في معية هذا الضيف الكريم الذي من صحبه بحق وجد الكرامة إن كان حياً وجد الرحمه و العتق من النار وإن ادركته منيته، كان من الذين يلجون من باب الريان فطوبى لمن خفت احماله، وثقلت بالخيرات اوزانه، و سكنت جوارحه خشية لله سبحانه،، تدنفت الاكتاف لله رب العالمين..

فخفضت الأجنحة من المسلمين بعضهم لبعض ،يتواضعون و يؤثرون،و يؤثرون،حين القرآن يُلقي بظلاله عليهم ، وعلى كل الكائنات مليار ونصف مسلم ، يعطرون الأرض و السماء بالتلاوات ،ومن ارعى سمعه إلى هدوء الليل يستشعر عجباً من سكينة المخلوقات و يكاد يستمع إلى هسيس الدنيا وهي تكاد تشتم نفحات التلاوات العطرة المباركة لتسكن هادئة ، تكاد الأرض تنام ع جنبها الأيمن مسميّة بالله مستكنة..

ثم تقول ،، يا ابنائي ليت العام كله رمضان و ليتكم كل يوم تعطرونني بالقرآن ونفحاته السماوية، الأرض تتبارك و تتعطر بتلاوات المؤمنين فيخضر الزرع ويدُر الضرع، ويُرفع الضر، و تتنزل بركات السماء ورحماتها،اما السماء فقد تفتحت وتزينت منادية ياباغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر، و الملائكة للعباد يستغفرون وعليهم يصلون و قد يأخذون بنواصي العباد الى سواء السبيل ، ألم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك  .. اقبلت يازين الشهور .. والافئدة تهفو إليك،

يامرحبا يامرحبا .” نفد اليه ونحن على وجل ، بين حمل من اثقال وإصر من اوزار ، ولكن تظل رحمة الله وحلمه اقرب إلينا من نسمات صدورنا ، نتنفس الأمل الجميل بالله رب العالمين أن يمن علينا بقرب منه وحسن وفادة إليه، ومغفرة ورحمة ورضوان وعتق من النيران … شهركم مبارك و كل عام و انتم بخير .

*اضاءة.. فإن لم تكن تراه فإنه يراك
.. دمتم خفاف ..

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *