من أوائل متطلبات الحياة الكريمة التي ينشدها كل شخص هو امتلاك مسكن، فالسكن هو الوطن الصغير الذي يشعر فيه المرء بالراحة والخصوصية، ويجتمع فيه مع أقرب الناس إليه، ولا يحتاج فيه إلى كثير من التكلف والعناء. فالسكن إذا مطلبا ضروريا لكل شخص، وتتفاوت متطلبات الناس في الكيف والصفة، كل على قدر إمكانياته وقدراته المادية، والدولة لم تألوا جهدا منذ نشأتها في المساعدة على تحقيق هذا المتطلب لكل مواطن عبر العديد من القنوات، كتقديم قروض ميسرة ودون فوائد، أو عن طريق منح أراض سكنية، ومؤخرا عن طريق تسليم وحدات سكنية جاهزة للكثير من مستحقي السكن، مما ممكن الكثير من المواطنين من الحصول على مساكنهم الخاصة، ودوما ما تسعى حكومتنا الرشيدة على استحداث قنوات جديدة تساعد المواطنين على امتلاك هذا المتطلب الحياتي.
وبمجرد حصول الشخص على المسكن يشعر بالطمانينة والاستقرار، فتجده لا يتوانى في إنفاق الكثير من المال من أجل المحافظة على استمرار هذا المتطلب الحيوي في أبهى صورة. عطفا على ذلك، ومن كون البيت هو الصورة الصغرى للبيت الكبير “الوطن” فإنه من باب أولى أن يكون حرصنا على وطننا الكبير أعظم ومحافظتنا على نصاعة صورته أكبر، إلا إننا نشاهد بعض السلوكيات الشاذة ممن قل عندهم الحس بالمسؤولية، فلم يعودوا يراعو حقا، ولا يحترموا نظاما.
أن ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من أعمال لأجل راحتنا وتوفير سبل العيش الكريم للجميع، وقيامها باستحداث العديد من الأنظمة وتحديث القديم منها لغرض أن يعيش المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة وهو يعلم أن هناك من يسهر على راحته واستقراره ويحميه. وهذا يحتم علينا أن نكون عونا لها في الالتزام بكل ما من شأنه المحافظة على الصورة الناصعة للبلد، والوقوف في وجه كل عابث مستهتر بقيمنا وعاداتنا الرفيعة. وبلادنا حماها الله بما أفاء عليها من الخيرات، أصبحت أملا لكل الباحثين عن الحياة الكريمة والعمل الشريف، من كافة الدول الشقيقة والصديقة، فليكن حرصنا أن نريهم والعالم أصالة هذا الشعب وما يحمله من قيم وعادات رفيعة.
أيها المواطن الكريم: لا شك في حرصك على النظام والنظافة في مسكنك، فلتحرص – يا رعاك الله – على اتباع النظام والنظافة في كل ما تتشاركه والآخرين، من خلال التزامك بالأنظمة، ومحافظتك على الخدمات العامة، وكما تعمل على أن يكون كل شيء داخل بيتك الصغير منظما ونظيفا ومرتبا، فأنت بلا شك ترغب في أن تجد هذا التنظيم والترتيب في كافة الخدمات العامة، لذلك، احرص على أن يكون من أولوياتك ترويض النفس وتربية النشأ على احترام ما تتشاركة والآخرين في أن يظهر بأبهى حلة وأفضل صورة، والابتعاد عن بعض الصور السلبية التي تشوه الصورة العامة للبلد والقاطنين على ثراه.
فمثلا : الطريق ملك للجميع، فلا يحق لك أن تتجاوز أنظمة المرور والتعدي على حقوق الآخرين بالازعاج سواء عن طريق السرعة والمناورة الخطيرة بين السيارات مما يقلق الآخرين معك على الطريق ويعرض حياتهم للخطر، أو القفز عند التقاطعات وإشارات المرور، والمحافظة على نظافة دورات المياه على الطرقات والحدائق العامة، وعدم رمي المخلفات وتركها في الطرقات والمتنزهات، وغيرها مما يستلزم منك مشاركته مع الآخرين. ومن وسائل المحافظة على النظافة العامة وأعلاها شأنا، الوقوف في وجه حاملي القاذورات من بائعي وخونة الأوطان، ومثيري البلابل والقلاقل المتواجدين خارج الحدود، ويبثون سمومهم ليل نهار لتلويث نصاعة هذا البلد والشعب الكريم، ومحاولة بث الفرقة بين المواطنين وقيادتهم، من خلال اختلاق القصص وفبركة الأكاذيب.
اعلم أيها المواطن الكريم، أنك كنت سدا منيعا شامخا، وما زلت شوكة مستعصية في حلوق أولئك الوصوليين، وأمثالهم من الحاسدين والحاقدين على هذا البلد الكريم، الذين لا يستطيعون العيش إلا على الدماء والخراب والدمار، واعلم أن العيش خارج حدود الوطن من أصعب الأشياء التي لا يمكن للمرأ تحملها، لذلك كان الإبعاد عن الوطن( النفي ) أشد عقوبة تتخذ بحق بعض المجرمين في فترة من الفترات. لذلك نجد خونة الأوطان ممن باعوا أوطانهم بأبخس الأثمان يعانون أيما معاناة من ألم الحرمان وفقدان الأمان ودفء الوطن، لذا يكثر نباحهم ونهيقهم صباح مساء، محرضين على الفوضى والدمار، لعلهم يظفروا بقليل من الراحة والسكينة التي يفتقدونها وتخف المعاناة التي يقاسون ألمها.
فاستمر أيها المواطن المخلص على هذا الطريق وزد بتلاحمك مع قيادتك وإخوانك ألم أولئك الشراذم، فإن أولئك البشر الذين اختل عندهم الحس الوطني و افتقدوا دفء الوطن، لن يهنأ لهم بال حتى يشاهدوك طريدا مشردا كما هم، عاريا لا تملك سكنا ساترا ولا وطنا دافئا. خابوا وخسروا.
وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي
التعليقات