الجمعة ٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

يوم الوطن – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

يوم الوطن – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

الفرح والسعادة من نعم الله الجليلة التي أودعها قلوب البشر، ولولا هذه النعم لأصبحت الحياة جحيماً لا تطاق، وبما أن الفرح والسعادة صناعة بشرية يستطيع معايشتها كل إنسان متى ما رغب في ذلك ووقتما يشاء فإن الله قد هيأ لظهورها الكثير من الطرق والأشياء منها ما يأتي متوافقا للجميع ومنا ما يقتصر مداه على صاحبه ومن حوله ومنها ما دون ذلك.

وبما أن النفس البشرية يعتريها الكثير من التقلبات بين الفرح والكدر، تأتي المناسبات المتنوعة فتنتشل المتكدر من كدره والحزين من حزنه لتنقله إلى مقام الفرح والسرور، وتزيد من حالة الأنس والفرح في القلوب فتشعل فيها جذوة الفرح، ويلفح شذاها النفوس فتعلو الإبتسامة وتعم السعادة… تحل علينا في الأيام القادمة إحدى مناسبات الفرح التي تبعث دوما في النفوس الفرح والسعادة والأنس، وتشعل في القلوب شرارة الحب المنعشة لكل قلب مسه الشوق إلى لقاء حبيبه.

يحل علينا يوم الوطن، يوم ليس كبقية الأيام، يوم العشق الوطني يوم الذكريات الجميلة. أيها السعوديون لا تدعوا هذا اليوم يمر كبقية الأيام، فذكراه تختلف عن بقية الذكريات بما يحمله من عبق الوحدة و حياة الاستقرار، وواحة الأمن التي لا يزال ظلالها الوارفة وعبقها الشذي تنعش الأنفس الطيبة الكريمة… هذا اليوم الذي تتكرر ذكراه عاما تلو الآخر وكل عام جديد نراه متألقا مختلفا مزدهرا محملا بعبق الماضي المجيد، منطلقا لمستقبل واعد عظيم.

إن ذكرى هذا اليوم المجيد تجعلنا نتذكر تضحيات الآباء والأجداد ونحنُّ لذكراهم العطرة الزكية، ونستمد منها قوتنا وزخمنا للزحف بحول الله وتلك الذكريات المنعشة لتحقيق رؤى وتطلعات قيادتنا وشعبنا العظيم… إن مما يجب تذكرة والعمل على تحقيقه، هو أن يكون عامنا هذا أفضل من عامنا السابق، وعامنا القادم بإذن الله أفضل من عامنا هذا، مستلهمين في طريقنا معاناة من سبقنا ومن أصبحنا بفضلهم نرى أبعد مما كانوا يرون، لا لتقصير منهم، بل لأنهم حملونا على أكتافهم فأصبحت رؤيتنا أبعد مدى مما كان يمكنهم مشاهدته.

رحم الله الأولين، وأطال وأنار ووفق التالين للسير ببلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة حضارة ورقياً وتقدماً في ظل قيادة حكيمة راشدة وعادات وتقاليد مجيدة، لم يكن تقدمنا سببا لاختفائها أو التطاول عليها أو تجاوزها.

يا بلادي واصلي والله معاك .. واصلي واحنا وراك
واصلي والله يحميك إله العالمين

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *