تويتر “العصفور الأزرق” .. ذلك الميدان العتيق الذي ركض فيه الجدير به وغير الجدير به، وغّرد فيه القمريّ الفصيح والألتغ، استقينا منه كثير من النفع فكل حساب بحسب مافيه وبحسب صاحبه فذو العلم والدين والخبرة ننهل من علمه وفكره وخبراته، ولأن الناس تمّل التطويل والإطناب، استحسنت مختصرات تويتر، 170 حرف بعد التعديل، تجعل المتصفح يستعرض الصفحات بكل اريحية، ومنذ فترة بسيطة استحدث التطبيق.
ما يُسمى بالمساحات .. تلك المساحات أسفرت وليتها لك تسفر، أسفرت عن “عَتَه ” لا يستحق ان أسميه ثقافي ولا ندوات ولا لقاءات،، نعم هي ملتقيات ولكنها ظهرت في صورة ( مُتعلم مُتعالم مُتغابي مُتذاكي مُتأدب وهو وقح ) فهمتوا شيء !!؟، ملتقيات تدخل لها تريد أن تسمع شيء مفيد تخرج وضغطك مرتفع ( لماذا؟) بصوت سلوى المطيري، أيام المنتديات كنا نكتب ونقول إن مخاض 2003 وتلك الحقبة سيلد فجرا يعج بالتفهم والادراك وتحديد مسار لكل مطلع وقاريء ومتعلم، ولكن للأسف! الشيء الأكيد أنه كلما تعددت وسائل المعرفه وكُثرت كلمّا ضل المُتعلم وطالب العلم والمعرفه، ضلوا الطريق، طبيعي سيضل الطريق، تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).
وفي تكملة للحديث برواية اخرى، ( كتاب الله وسنتي )، اتوقع أننا نحتاج لكثير من ضبط هذا الكم الهائل من مصادر التلقي على مستوى الدولة.. فكثيراً من التطبيقات افسدت المجتمع فمثلاً في مساحات تويتر تسمع لمن يتفاخر بأنه دكتور، وآخر مستشار وآخر مفكر.. ثم تسمع لهم فلا تخرج إلا برفعة الضغط ، لم يتفقوا على إدارة الحوار مع أنهم وضعوا قانوا ولم يقتنع احد بكلام الآخر ولم يضيفوا شيء لمستمع مثلي إلا ضيقة الصدر والإشمئزاز من هذا الحوار) .. حوارات عناوينها دينيه و حقيقتها لاتمت للدين بصله، واخرى عناوينها أدبيه والأدب بريء منها،، يا قوم أليس منكم رجل رشيد،!؟ .. في الماضي كان يأتي في التلفزيون ندوات حواريه تعالج مشكلة مجتمعية معينه أو تناقش موضوع ديني أو ثقافي أو تنموي، في إطار وقت محدد ومحاور محدده وضيوف معتبره مجتمعياً، معروفة خلفياتهم العلمية ومستقاهم النظيف.. اما مساحات تويتر فأنّى لها ذلك ؟
قال صلى الله عليه وسلم ( رحم الله امرءٍ سمع مقالتي فبلغها كما سمعها فَرُبَّ مبّلَغ أوعى من سامع )هذا الحديث والذي سبقه، يدعونا أن نختصر توجيهاتنا و وعظنا على كتاب الله وسنة رسوله، وننحي مادونهما وكل العلوم والمصادر هي دونهما لا شك، لأن هذا الشتات الفكري والجدلية العقيمة في أشياء بدهية يضّيع الجيل الصاعد ويشتته، فمثلا إحدى المساحات أحدهم يسأل، هل هذا الكتاب المسمى القرآن هل هو كتاب يجب أن نعتبره وحي مباشر أم أنه مباديء جمعت على مر العصور عبر الأنبياء و الفضلاء والفلاسفه وخرج لنا بهذا الشكل )؟ .. معقول أن من بني جلدتنا من يقول بمثل هذا القول !!؟؟ لماذا الجدل العقيم الذي يضّيع الوقت والتفكير والجهد ويزيد من الشتات..
الى أين نتجه .. هل نحن على شفا جرف،.!!؟ .. تخطر لي فكرة مجنونة أحياناً وهي أني ادركت فعلا كيف يمكن أن يُرفع القرآن من الصدور ومن المصاحف؟ كم مصحف نمسكه ونقرأ منه.. كم مرة نستمع لتفسير القرآن أو لأهل العلم لم يعد احد يحتاج للأية والحديث الجميع يلهث وراء الدنيا بدعوى تعلم الصحه والمعلومة العلمية الصحيحة، وكتاب الله بين أيدينا. هذا يعني أن أهل الارض استغنوا عن مدد السماء وهو كتاب الله، لذلك اعتقد أننا قريبون من رفع القرآن من المصاحف والصدور !! ولا حول ولا قوة إلا بالله،..
إذا كان جيل تسعينات القرن الهجري الماضي والثمانينات يعتبرون مراهقي المرحلة الحاليه، بل يفعلون مالم يفعله الشباب، بدعوى تعويض الشباب،. وأن الدين يُسر، فهل على الشباب حرج !!؟.. تخلي الكثير من أولياء الأمور عن مسؤلياتهم بدعوى ( فلّها وربك يحلها ) .. فهل على البيوت و إن ضاعت حرج، !!؟ ناهيك عن تطبيق التيك توك.. هناك دول تحترم نفسها وثقافتها وماتدين به فتقفل مثل هذا الفساد.. أليس كان يكفينا تويتر واليوتوب والواتس، مالذي نجنيه من هذه العناوين المتعددة للشخص الواحد ؟ فمثلا أي شخصية مشهورة .. تجد له عناوين بكل تطبيق ثم ماذا ،؟
إلى أين نتجه .. ( نحو الطريق المنحدرة ) بصوت قوقل مابز .. مايسمى بالتعددية الثقافية لم تعد كما كنا نفهم ويتفق عليها الناس، فهي وباءً ودمارا وخرابا، فالصراط المستقيم طريقاً واحدة، لا تتعدد، لكنها تاهت وسط الزحام، ويبدوا أنها تدنثر من أثر العواصف وتغيرات المناخ او المزاج الآدمي، لأن الأغلب يستقي من أبار راكدة فاسدة، ( ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) .. هذا ما أتمناه للإنترنت والتطبيقات مسحا شاملا يمسحها من على البسيطة لتعود لنا الحياة بسيطه.. دمتم بخير.
التعليقات
تعليق واحد على "على ماذا نحن مقبلون ،؟ – بقلم الكاتبة أ. قبله العمري"
صح لسانك كلام جميل في محله