مهنة الرعي هي المهنة المشتركة بين كافة الأنبياء، وقد اشتغل نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قبل البعثة بالتجارة والرعي حيث كان له غنماً يرعاها على قراريط لأهل مكة.
أحاديث عديدة وردت في فضل الرعي والحث عليه سوف نقتصر منها على ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان بقوله: يُوشِكُ أنْ يَكونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بهَا شَعَفَ الجِبَالِ ومَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ (رواه البخاري) وحديث: السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل (رواه البخاري ومسلم).
ومن الآثار ماورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يبين لنا فضل العمل بقوله “إني لأرى الرجل يعجبني فأسال هل لديه حرفة، فإذا لم يكن لديه حرفة نزل من عيني.
فوائد عديدة يحظى بها الرعاة منها: الربح المادي ببيع الأغنام، والاستفادة من اللحوم والصوف والألبان، والقوة البدنية الناجمة عن كثرة الحركة، والصحة النفسية، والخلوة مع الله والتفكر في عظيم صنعه في مخلوقاته، وكف الشر عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك.
ومن الصفات التي يكتسبها الراعي، اليقظة والحرص الشديد، الإدراك والوعي، سعة الصدر وطول البال، النشاط والحيوية وتحمل المشاق، الرأفة والرحمة والصدق والأمانة؛ والتي حتماً سوف تنعكس على شخصيته القيادية عندما يتصدر في الوظيفة لسياسة رعيته في العمل.
أما المجتمع فتتوفر لديه فرص العمل بالمشاركة النافعة، كالرعي، والنقل، والتصدير، والتسويق، والإنتاج، ناهيك عن المستهلك الذي ينتفع بوفرة اللحوم الطازجة وانخفاض أسعارها.
ختاماً: تظل الزراعة والرعي من الحرف التي سوف تبقى ما بقيت الحياة على هذا الكوكب، فلا غنى عن الموارد لتوفير الأمن الغذائي للبشرية، فليغتنم الفرصة شبابنا بالرعي والزراعة وتربية الحيوانات الداجنة ففيها المغنم.
التعليقات
تعليق واحد على "مهنة الرعي – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم"
صح بنانك ، دائما لدي هاجس كيف تتقدم منطقتنا وتظل محافظة على اصالتها. ، لذلك. مهنة الرعي عندنا مهنة اصيلة لكي تستمر يجب ان يستمر الحفاظ على البيئة بعدم التوسع في الإعمار الجائر و الإحتطاب الجائر ، و من ثم يمكن الاستفادة من منتجات ثروتنا الحيوانية بحيث يكون لدينا المصانع التي تنتج الحليب المبستر والجُبن و الزبد و السمن و وطبعا منتجات الجلود ،، من واقع تجربة ، اللحم و المرق منتج هذه المنطقة له طعم مختلف يوضح انه طعم طبيعي لذيذ جدا ، نتاج هذه الطبيعة الجميله ، شكرا لك .