نتأرجح بين عقل ناضج يريد اعتزال البشر ليعيش بسلام ونقاء وبين طفل يخاف الوحدة يتوق لإكتشاف كل شيء حوله فكم بعثرتني هذه المتاهات الحزينه إذ كيف بي وانا لم أختر الحزن بل أتاني مرغما.. كيف بي ولم أحتمل غربة الروح في دنياي فكيف احتملها في قبر موحش بفلاة الكل فيها ميت اتوسد تراب والتحف تراب ويضمني تراب ويتحلل جسدي فيصير تراب رحماك ربي بجسدي المنهك وروحي المتعبة ومستقبلي المجهول وماضيّ المبعوث أعيشه في كل لحظاتي..
كيف لا أعيش الماضي وبؤس الحاضر وغروب الشمس ومشهد القمر في منتصف الشهر وأثر الزمن على ملامحي وانحلال قواي ووجه كل ذي شيبةٍ يعبر أمامي تحمل أنفاس الماضي تحرض على ذكرى حبيب ومنزلي فهل كتب ان يكون الحزن موجودا في كل شي حتى عندما كانت الاشياء على ما يرام وهل كُتب ان تكون المشاعر مذبوحة والأحاسيس مغتصبة والآمال مبتورة.. فيا أيها الزمان كن صديقي وأرحني فانني وحيد أستدِرُ عطف الأيام وأستجدي الأمل الغائب لحظة سعادة عابرة أحاجج بها نفسي..
فأقول انني سعدت ذات يوم وكسرت بها جموح الألم وطغيان الحزن وكساد الأمنيات وجمود الحال على صراع مع كل شيء فقد غلبني الضعف والانكسار مرارا في اللحظات التي يجب ان اضحك فيها فبكيت بكاء ينتزع الآهات من أعماق صدر مكلوم فالحياة خصم في محراب العدالة وهل عدالة الحياة الا قتل كل جميل ففي كل يوم أشعر انني على شرفة تطل على أفقٍ رمادي باهت يخفي وراءه أودية سحيقة تتوه فيها النفس في غياهب اللا وجود المتناهي هناك حيث الألم وإنبعاث الاحزان عنوان لكل شيء.
محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
التعليقات