لكل بلد هوية يمكن أن تظهر في العادات والتقاليد واللغة والمأكل والمشرب والملبس والدين، وهي مصدر اعتزاز وفخر لدى شعوب الأرض قاطبة تميزهم عن غيرهم حتى وإن خالفت الفطرة الإنسانية أو تناقضت مع الهوية لشعب آخر. لا نجد عند الوافدين في بلادنا ما نشاهده على أبنائنا، فلا نراهم قد تخلوا عن موروثهم في الملبس ليرتدوا ملابسنا، ولا عن لغتهم ليتحدثوا لغتنا، ولا عن ثقافتهم ليقلدوا ثقافتنا.
بالكاد لا تجد سوى النزر اليسير من كبار السن يرتدي الثوب السعودي والشماغ الأحمر الذي توشحنا به عقودا من الزمن، كان ولا يزال مصدر فخر واعتزاز بهويتنا العربية الأصيلة. السمات التي نشهدها اليوم على شبابنا في سلوكياتهم تناقض ما كان عليه أسلافهم، فالبنطال والقميص أضحى بديلا للثوب والشماغ، ناهيك عن قصات الشعر الغريبة التي ليست من تراثنا أوعادات وتقاليد شعوبنا العربية.
عندما افتقد هذا الجيل للقدوة الحسنة في المجتمع من حوله بدأ يبحث عن قدوات خارجه، فلم يجد سوى قنوات الاعلام بكل ما فيها من غث وسمين دون أن يفرق بين النافع والضار فكان هذا نتاج ما نشهده اليوم من عدم اكتراث بالقيم والمباديء التي تحث على الفضائل وتحذر من الرذائل. يبدو أن التطبع قد غلب الطبع، فكان نتاج التغريب مسخ هويتنا العربية الأصيلة دون أن نعلم، كالغريب الذي ليس له وطن تراه خانعاً أينما حل وارتحل، مستهلكاً لا منتجاً، متأثراً لا مؤثراً، مهزوماً لا منتصراً.
خلاصة القول : إن أردنا للجيل النجاح فليكن أول ما نزرعه في عقولهم هو تربيتهم على حب الوطن والانتماء للهوية حتى لا تتغير المفاهيم فنحصد ما زرعه غيرنا لهم لكن بعد فوات الأوان.
التعليقات