الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٢٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

كورونا لا تتواجد في الهاف مون ! – بقلم أ. بندر علي الشهري

كورونا لا تتواجد في الهاف مون ! – بقلم أ. بندر علي الشهري

 

# تبذل حكومتنا الرشيدة جهودًا عظيمةً في سبيل القضاء والحد من انتشار فايروس كورونا ومن ذلك حملة التطعيم الضخمة للمواطنين والمقيمين والتي جاوزت الـ 5 ملايين جرعة بحسب تصريح وزارة الصحة ومن فضل الله كنا ضمن من تلقوا اللقاح وننصح هنا من لم يأخذه إلى المبادرة بتسجيل موعد عبر تطبيق صحتي وتلقي اللقاح سائلين الله للجميع الصحة والعافية.

# ما يُثير الدهشة حقيقة بعد ذكر كل تلك الجهود المشهودة هو حالة التراخي التي تُصيب بعض الجهات الرقابية المخولة بمتابعة تطبيق الإجراءات الإحترازية والبروتوكولات الوقائية في الأماكن العامة والأسواق والمولات والمقاهي والمطاعم والمساجد وغيرها فالملاحظ أنها ما إن تصل إلى أقوى مراحل حضورها وتواجدها وضبطها حتى نلمس تراخيًا غريبًا يصل أحيانًا إلى شبه الإنعدام في بعض المواقع وهو ماينعكس ولا شك على التزام المواطنين ومؤسسات القطاع الخاص حيث ُيسهم ذلك وبطريقة غير مباشرة في إحداث تراخيًا موازيًا لديهم .

# ولذلك يُستغرب حين يخرج أحد مذيعي نشرات الأخبار بين فترة وأخرى ويقوم بتحميل المواطنين وحدهم المسؤولية في تزايد مُنحنى الإصابات وهذا أمر غير منطقي على الإطلاق ؛ فالعملية تكاملية ومتى ماكانت الجهات الرقابية المسؤولة حاضرة وبقوة القانون فلاشك أن التزام الجميع سيكون حاضرًا بذات القوة وهذا الأمر هو الخيار الأضمن بإذن الله لضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها الصحيح وخاصةً في مثل هذه الظروف الإستثنائية .

# ومع اعترافنا بوجود تساهلًا وتهاونًا لدى كثيرون هداهم الله إلا أن ذلك يزيد ولا شك حينما يظهر التراخي في الدور الرقابي حيث يتولد شعور لدى العامة بأن الأزمة قد انتهت أو تجاوزت مراحل الخطر، وهذا ماحدث خلال فترات ماضية ومنها ماحدث بداية العام الميلادي الجديد قبل فرض اجراءات احترازية جديدة فبراير الماضي استمرت مدة الشهر قبل أن تتوقف مع الإبقاء على بعضها وفرض ضوابط معينة أخرى جديدة .

# وعلى سبيل المثال النشاط الرقابي الآن لايمكن مقارنته أبدًا بما كان عليه خلال الشهر المذكور حيث شاهدنا حينها منع تواجد الناس في المناطق التي تشهد تزاحمًا مثل الكورنيش كما في الدمام وجدة قبل أن يعود الوضع الآن وبشكل طبيعي جدًا وكأنه لايوجد كورونا ولا غيرها، ومن يقوم بجولة على شاطىء الهاف مون والعزيزية مثلًا خلال “الويك إند” فإنه يرى العجب العجاب وحتمًا سيصاب بالحسرة على ضياع الجهود في غمضة عين بل يصل الأمر بالإنسان الملتزم إلى أن يقع في حيرةَ من أمره وهل هو على صواب والعالم على خطأ أم العكس ؟

# أخيرًا وعي المواطنين مهم جدًا ولكن لايمكن أن يُقتصر عليه دون فرض رقابة قوية قادرة على كبح جماح المتجاوزين والمستهترين والذي لا يعبأون مع الأسف الشديد بأرواح الناس ولا بصحة المجتمع.

 

بندر الشهري

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *