تتراقص طائرتها الورقية مع الرياح، تداعب بغنج خصلات شعرها المنثور، تشعل المكان دفئاً بضحكتها الصاخبة خوفاً من أن تغدر الحياة بها يوماً فتطفئها، تركض هنا وهناك بلا توقف بلا هوادة، كأنها تخافُ شبح العمر يجري خلفها حتى تفقد قدرتها على الحراك.
طفلة لا تعرف من الحياة إلا لعبٌ وضحك.. تنام قريرة العين لا تدري كيف سيكون شكل الغد لكنها لا تهتم له أبدًا كيفما جاء سترحب به و متى رحل ستودعه بكل لهفة، لا تفرط في التفكير ولا تدخل في متاهات القلق ولا يعني لها المستقبل شيء سوى حلم وردي ستنال منه دمية باربي جديدة أو رحلة ملاهي فاتنة، تعيش العمر كما يجب أن يُعاش وليس كما يفرض عليها، لا تلتفت لأمس إلا لتذكر تصفيفة شعرها كيف كانت حتى تصنع تسريحة جديدة اليوم.
هكذا تعيش العمر هانئة به، لم تركض يوماً بحثاً عن السعادة تأتيها الأخرى طوعاً إلى طرف فستانها المنفوش، الحب في عينها أن تقدم لها حلوى الخطمي بلونها المفضل، والوفاء أن لا تفارق دميتها ذات خصلات الشعر البنفسجي، لكل معاني الحياة معنى آخر في قاموسها ، ترى كيف كبرت وأصبحت الحياة بهذه الجَهَامةُ في عينها؟
التعليقات