كل محب لوطنه يرى أن محيطه هو الأفضل، الأسمى والأولى بأن يتم تطويره لـ 40 عاما مضت انفردت عسير بالتجربة السياحية الأطول عمرا في السعودية، خططت وسوقت وعملت بجد وثبات وسبقت كل مناطق المملكة في التجربة السياحية وعلى الرغم من محدودية الإمكانات إلا أنها قاومت ومضت في تحقيق الحلم حتى نالت نصيب الأسد من ذلك، قاومت كل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حتى أنها عانت من الإرهاب والتطرف وتغلبت على قوى الظلام ونجحت في تخطي مصاعب لا حصر لها.
شارك في رسم حلم عسير أسماء لا يمكن لعاقل أن ينكر جهودهم، بدءا من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، شاركه في المسيرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، والمغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، وفارس المرحلة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز حفظه الله.
هذا الحلم الذي لازلنا نراه الأولى بالاهتمام والرعاية كأحد الروافد الاقتصادية التي تحتاج لعمل جاد لا يتوقف، لمسابقة الزمن وتعويض ما مضى من سنوات والاستعداد للمرحلة المقبلة من 2030 حتى 2040 كأقل تقدير والتي سيشهد العالم فيها متغيرات قد لا تكون متوقعة، ولن نستطيع إن خسرنا اليوم تعويض الوقت، ولذلك فإني أعتقد بأن منطقة عسير بحاجة ماسة إلى أن تتنبه لعدة نقاط، قد تكون حاضرة في ذهن سمو سيدي أمير المنطقة، لكن يتوجب طرحها لأن من حقه علينا أن نعمل سويا لمستقبل هذا الجزء الغالي من المملكة.
* البنية التحتية لن تصمد أمام الطلب المتزايد على الخدمة السياحية، الاستثمار في مجالات السياحة والفندقة، دور الإيواء العشوائية المبالغ في أسعارها عائق ضخم أمام المستقبل السياحي في المنطقة، وعزوف المستثمرين عن المنطقة يعود لعدة أسباب:
1- لايوجد تسهيلات، ويتوجب مع ذلك كسر كل بروتوكولات نظام الاستثمار وفتح فرص مجانية للمستثمرين لخلق وظائف وتنوع المعروض لضبط الأسعار ورفع الكفاءة والجودة.
2- موسمية الفعاليات والسياحة، قد تجعل المستثمر في حيرة، الاستثمار في مناطق أخرى قد يعيد له التكاليف في 5-10 سنوات، لكن موسمية الاستثمار في عسير يضاعف تلك المدة، لذلك يتوجب على المنطقة وضع خطط “غير مهدرة ” وغير عشوائية لاستدامة الفعاليات وتنويعها، ولا يمنع من محاكاة التجارب العالمية مثل اكسبو دبي وفعاليات الأيام الثقافية وخلق مؤتمرات علمية وأخرى تخصصية تكرر بنسخ دولية مستمرة طوال العام، ورفع كفاءة الطرق الرابطة بين تهامة والسراة لتسريع الفترة الزمنية للوصول ما إذا كانت السياحة الشتوية وفعاليات الساحل ستسهم في استمرارية الطلب على الرحلات السياحية ورحلات العمل لأبها.
* التراث والثقافة جزء أساسي من التسويق السياحي، لكن لا يعني ذلك حصرها بموروث العرضه، فعلى الرغم من أنها ارتبطت ذهنيا بمفهوم الثقافة في عسير إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب عملا دؤوبا لتصحيح المفاهيم الثقافية، عسير واحدة من أكثر مناطق المملكة تنوعا في الثقافة، ثقافة الساحل، الثقافة التهامية، ثقافة الجبل وثقافة السهل وثقافة الصحراء، اجتمعت في منطقة واحدة، ويجب استثمارها.
* الموروث التاريخي، سواء ما ارتبط بالدين الإسلامي أو ما سبقه من بقايا الحضارات والشواهد، ولا يمنع من تشكيل فريق لتنقيب وحصر واكتشاف المواقع التاريخية التي لازالت غامضة في مواقع متعددة من المنطقة.
* المنطقة قادرة على أن تكون منصة للقنوات الإعلامية، وخلق مدن إعلامية يجعل من السهل التسويق للمنطقة باستمرار، المنطقة باردة صيفا وشتاءا وقادرة على خلق فرص استثمارية في مجال التقنية والاستضافات وخلق مدن ذكية، المنطقة قادرة على إنجاح مختلف الفرص التي تزيد فرص نجاحها في الأجواء الباردة، لكنها بحاجة إلى دراسة وخلق تلك الفرص، وطرحها للاستثمار.
* مشروع السودة أول الأحلام وقد بدأ يتحقق بفضل الله ثم بفضل سمو ولي العهد حفظه الله، لكن يجب أن يشمل التطوير تلك المواقع السياحية المتميزة في دلغان والفرعاء وأحد رفيدة والواديين والحبلة، وتوجيه البوصلة لشمال المنطقة حتى النماص وبني عمرو وبلقرن.
* الاستثمار الزراعي وتوسيع نطاق العمل فيه، موارد مهدرة، ليست محصورة على العنب والبر، لدينا انتاج للتمور والسمن، انتاج هائل من التين الشوكي الذي يذهب ريعه سنويا لباعة “مجهولي الهوية” رغم أنه من أكثر المنتجات المطلوبة في الموسم وخارجه لفوائد مشتقاته وملائمة أجواء المنطقة لتحويله من شجيرات متناثرة إلى صناعة للصابون والزيت.
* أبها بحاجة لتفعيل خطة التطوير للساحات واستحداث منطقة سياحية من أمام إمارة منطقة عسير ” مجمع الدوائر الحكومية ” وصولا إلى البنك الفرنسي، وجعل تلك المنطقة شبيهة بالمناطق العالمية.
* أخيرا، ليس كل زوار منطقة عسير يريدون التمتع بالسياحة في المناطق الجبلية، فخلق سياحة الرمال وتسويق المناطق السياحية ذات الطابع السهل والصحراوي واستثمار مناطق لتحويلها لمخيمات ومحميات لاسيما وأن بمنطقة عسير فرص غير مكتشفة يمكن أن تتحول لوجهة عالمية فيها كنوز تراثية، ثقافية، وقصور عمرها أكثر من 400 عام ستنجح في استقطاب هواة الصحراء والمناطق السهلة، وتفعيل الأسواق المتخصصة في تلك المناطق سيسهم في استقطاب الهواة والمتطلعين للمرحلة المقبلة في عسير.
* ومنا لسمو أمير المنطقة: جميعنا معك، وإن نظرت حولك لوجدت آلاف المتطلعين لإنجاح التسع سنوات المقبلة، وأملنا في سموك لن يخيب بإذن الله.
التعليقات