صحيفة النماص اليوم :
وصف علماء وشرعيون دخول المرأة إلى مجلس الشورى بتاجالقرارات في اختيار مجلس الشورى، مشيرين إلى أن مجال الشورى مفتوح للمرأة منذ قديمالزمان، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخذ برأي أم المؤمنين خديجة بنت خويلدوالصحابية أم سلمة رضي الله عنهما، مبينين أن المنع للمرأة لا يكون إلا في الولايةالعامة أو العظمى وما عدا ذلك فيمكن لها تولي المناصب المختلفة وإبداءرأيها.
عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن منيع أكد أن المرأة شقيقةالرجل ولا يعني إبداء رأيها خروجها من إطار الحشمة، موضحا أن صوتها ليس بعورة، إنماالعورة هو جسدها، موضحا أن القرار الملكي الذي جاء بدخول المرأة إلى مجلس الشورىوفق ضوابط يحقق المقولة التي تشير إلى أن المرأة شقيقة الرجل.
وتطرق إلىالجوانب التي يمكن للمرأة فيها مشاركة الرجل كالرأي والحقوق، نافيا وجود ما يتعارضمع هذه الخطوة بل اعتبرها وسيلة تمكنها من إبداء رأيها وإيصاله بيسروسهولة.
وعن شأن ما يمكن للمرأة توليه، أوضح أن كل ما أمامها يباح أن تتولاهمن غير الولاية العامة، فالمرأة إن مارست مهنة التجارة كما كانت أم المؤمنين خديجةفلا بأس، كما هو حال كثير من المسلمات اللائي يمارسن التجارة.
وأفصح عنإمكانية تولي المرأة قيادة بعض الشؤون، إذ يحق لها تولي إدارة مجلس شركتها فيما لايتعارض مع مصلحتها وفي إطار الحفاظ على حدود حشمتها.
مبدأ إسلامي
منجانبه أوضح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتورعبدالله المصلح أنه ما من أحد من قديم الزمان أو حديثه من أهل العلم ينكر حق المرأةفي الاستشارة، وخصوصا في القضايا الخاصة بهن، بل يعد ذلك من الأمور المشروعة لهن،مستشهدا على ذلك بقصة أم سلمى رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيفأخذ بمشورتها في قصة الحديبية، وقصة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما توقفعند مسألة من المسائل على المنبر فردت عليه امرأة فقال أخطأ عمر وأصابتامرأة.
ولفت إلى أن لمشورة المرأة في الإسلام العديد من القصص والصور التيتؤكد حريتها في ممارسة هذا المجال، قائلا: «نحترم المرأة ونطالبها بالحفاظ علىقيمها وأخلاقها».
وعدد بعضا من فضائل النساء اللائي يتمتع بعضهن بالعلموالعمل الصالح والمشورة والرأي السديد، وخير مثال على ذلك من العصر المتأخر قصةزوجة الإمام محمد بن سعود -يرحمه الله- ومشورتها له بالأخذ بدعوة الإمام محمد بنعبدالوهاب -يرحمه الله.
ولفت إلى أن المسألة تكمن أولا وأخيرا في ضرورةالحفاظ على ضوابطها الشرعية، قائلا: «نتميز عن غيرنا بإعطائنا المرأة مكانةكبيرة».
وعن شأن تولي المرأة لبعض المناصب أوضح أن المرأة يمكن الاستفادةمنها في كل مجالات الحياة سواء الاقتصاد والعلم شريطة ألا توكل لها الأعمال التيلاتتوافق مع طبيعتها الأنثوية، إذ لا يمكن لنا أن نجعلها تجوب الصحراء في بعضالأعمال الهندسية، أو حتى العمل في مجالات الصناعة بما لا يليق مع طبيعتها، أو أننمكنها من الأعمال التي تتطلب صبرا وشدة لا يقوى عليها سوى الرجال، بمعنى ألانوليها المهن التي تفوق طاقتها، لافتا إلى أن جماهير أهل العلم قالوا إن المرأة لايمكن أن تولى ولاية عامة أو القضاء، وما عدا ذلك فالمجال مفتوح لها وفق ما يضمنحفاظها على حشمتها.
لا تغفل أدوارهن
ووافقه في هذا الرأي الدكتورعبدالله فدعق، قائلا إن شريعتنا لا تمنع المرأة إلا من الولاية العظمى كالمناداةللحج أو الجهاد أو الإمامة بالناس، أو المناداة إلى صلاة الاستسقاء، وما عداه فيمكنللمرأة أن تتولى المناصب المختلفة.
وعن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «لايفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، نادى بضرورة فهم النص في سياقه، إذ وردت قصة عن ذلك فيقوم كسرى.
ولفت أن بعض النساء صاحبات أبحاث علمية، ولا يعقل منعها من منصبمتمكنة فيه، بحجة أنها امرأة، ومن ثم ترك المنصب إلى رجل لا يفقه في هذا المجال،مبينا أن القضاء يمكن أن تتولاه المرأة خصوصا في المسائل المتعلقة بأمورالنساء.
لهن القدرة
من جانبها أوضحت عضو الاتحاد العالمي لعلماءالمسلمين الدكتورة سهيلة زين العابدين أن المرأة لها القدرة على إدارة عدد منالمجالات كالشركات والتجارة ونحوه، مستشهدة على ذلك بالنساء في الغرفة التجارية،مبينة أن المرأة أثبتت في الواقع قدرتها على تولي الأمور الموكلة لها فحققت معنىالشراكة للرجل، معربة عن أملها في إنشاء وزارة للبحث العلمي لاستقطاب العقول تتولىوزارتها المؤهلات في هذا المجال كالدكتورة حياة سندي، قائلة: «لدينا كفاءات نسائيةمتميزة لا ينقصن عن الرجال»، موضحة أن تولي المرأة لعدد من المجالات لا يتعارض معالإسلام الذي كفل لها حقوقها، واعتبرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «لن يفلحقوهم ولوا أمرهم امرأة» حديثا أحاديا.
ووصفت القرار الملكي بدخول المرأة إلىمجلس الشورى والذي جاء بعد تسعة عقود من تأسيس المجلس بالتاريخي، مضيفة نحن لانقارن أنفسنا بالبرلمانات الأخرى، لأننا مهد الإسلام، مبينة أن الإسلام هو أول منكفل للمرأة حق الشورى، حيث ذكر مبدأ الشورى بصيغة العموم، كما أن خديجة بنت خويلدرضي الله عنها أول مستشارة في الإسلام.
التعليقات